* أوضاع كارثية ورائحة الدم في كل مكان أطلق الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمس الأحد حملة إعلامية كبيرة ل (نصرة) مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق، الذي يشهد أوضاعا إنسانية صعبة. أشار الاتحاد العالمي في بيان إلى أن الحملة تأتي تحت عنوان (أنقذوا اليرموك)، مبينا أن أهداف الحملة (إنقاذ المخيم من الحصار والحرب والفتنة والضغط باتجاه حماية المدنيين)، داعيا إلى (فكّ الحصار عن المخيم وتنظيم عمليات إغاثة عاجلة إليه). وستركز الحملة على (إظهار المعاناة الإنسانية والاجتماعية لسكان المخيم)، إضافة إلى (الدعوة لإيجاد حلّ سياسي يُبعد الخراب والدمار عن المخيم، ويعيده لحياته الطبيعية). ولفت البيان إلى أن مدة الحملة (ستكون أسبوعا واحدا، على أن تكون موجهة للرأي العام الفلسطيني والعربي وللقوى السياسية المؤثرة)، مشيرا إلى أنها (تشمل توزيع أخبار وتقارير وصور ولوحات وإنشاء صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) ونشر معلومات عن كل الأوضاع السياسية والاجتماعية والإنسانية المتعلقة بالمخيم). وكان مسلحو تنظيم الدولة دخلوا مخيم اليرموك، جنوبي العاصمة السورية دمشق، الأربعاء الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين كتائب أكناف بيت المقدس، أحد فصائل المعارضة السورية، تسببت في وقوع جرحى من الجانبين، فيما أشار ناشطون محليون إلى أن الوضع الإنساني للمخيم سيئ للغاية مع استمرار الاشتباكات. ووفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن 12 شخصا قتلوا من سكان المخيم، فيما اعتقل 80 آخرون منذ الأربعاء الماضي. وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي يقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو ثلاث سنوات. ويعدّ مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو 10 كام. وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد دفعت الأحداث ما لا يقل عن 185 ألف من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سورية أو اللجوء إلى دول الجوار. * إنقاذ حوالي ألفي شخص أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية إخراج حوالي ألفي شخص من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوبدمشق، باتجاه أحد الأحياء المجاورة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من المخيم إثر هجوم بدأه الأربعاء. وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي: (فتحنا معبرا آمنا من بيت سحم والبلدية وتمكنا عبرهما من إخراج نحو 400 عائلة يمثلون نحو الفي شخص من مخيم اليرموك في اليومين الأخيرين)، لافتا إلى (إيداع السكان في مراكز إيواء في منطقة الزاهرة المجاورة). * رائحة الدم في كل مكان قالت مصادر طبية إن مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية دمشق، يعيش أوضاعا طبية وإغاثية كارثية في أعقاب سيطرة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على أجزاء واسعة من المخيم. وأكد الناطق باسم الهيئة الطبية لجنوبدمشق محمد الإدريسي أمس الأحد أن المنظمات الإغاثية العاملة في مخيم اليرموك تهاونت في إيصال المواد الطبية والإغاثية للمخيم. وأضاف الإدريسي أن هناك عشرات الوعود لاستئناف إدخال المواد الطبية والإغاثية العاجلة (ولا أحد يفي بوعوده فيما يتعلق بضرورة إدخال تلك المواد). ويشهد المخيم أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش 20 ألف مدني، بينهم أكثر من 3500 طفل تحت القصف والاشتباكات العنيفة والمتواصلة في مخيم اليرموك منذ محاولة (تنظيم الدولة الإسلامية داعش) دخول المخيم والسيطرة عليه يوم الأربعاء الماضي، وهو ما أدى إلى مقتل 12 شخصا على الأقل من ساكني المخيم حتى الآن. ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو عشرة كيلومترات. وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان دفعت الأحداث ما لا يقل عن 185 ألف من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا أو اللجوء إلى دول الجوار. * منظمات إغاثة تطلب من الأردن فتح ممر إنساني للسوريين كشف مسؤول في منظمة إغاثة دولية تعمل في الأردن في مجال إغاثة اللاجئين السوريين عن تقديم منظمته مع عدد من منظمات الإغاثة العاملة في الأردن بطلب للجهات الحكومية الأردنية تحثها على فتح ممر إنساني خاص على الحدود مع سوريا يمكنها من تقديم الإغاثة الطبية للجرحى والمصابين في الداخل السوري. وقال المسؤول إن (الموافقة على فتح الممر ستساهم في إنقاذ العديد من الجرحى والمصابين السوريين الذين يموتون نتيجة لعدم توفر الرعاية الطبية في الداخل السوري، أو أثناء محاولة نقلهم إلى الأردن لتلقي العلاج)، مشيرا إلى أن (الطلب يحدد منطقة عملهم بمدينة درعا السورية فقط)، وأوضح أن (الجهات الرسمية الأردنية وعدت بدراسة الطلب)، لافتا إلى أن الدراسة ستشمل المخاطر المترتبة على وجود الممر، خاصة في ظل الاشتباكات المتواصلة في الأراضي السورية المحاذية للحدود الأردنية بين قوات النظام السوري والمعارضة. من جهتها، لم تعلق الجهات الرسمية الأردنية على الطلب المقدّم ولم تؤكده أو تنفيه. وتقدم عدد من جمعيات الإغاثة العاملة في الأردن خدمات العلاج للجرحى والمصابين السوريين على نفقتها الخاصة، وتشمل الخدمات عمليات جراحية كبيرة وعمليات الترميم والتجميل. يذكر أن الأردن استقبل المئات من الجرحى والمصابين السوريين الذين وصلوه مع موجات اللاجئين، حيث تكفل بعلاجهم، فيما توفى بعضهم نتيجة تأخر حصولهم على العلاج. وكانت الأممالمتحدة قد أنشأت ممرا إنسانيا على الحدود الأردنية-السورية، يقع في مدينة الرمثا الأردنية المتاخمة للأراضي السورية، حيث يتم من خلاله نقل معونات الأممالمتحدة الإغاثية إلى الداخل السوري. ودأب النظام السوري على اتهام الأردن وتركيا والسعودية بالسماح بإدخال الأسلحة و(الإرهابيين) إلى أراضيه من خلال الممرات الإنسانية الأممية التي تم إنشاؤها على الحدود الأردنية والتركية، الأمر الذي نفته الأممالمتحدة مطلع الشهر الماضي، مطالبة النظام السوري بتوفير دليل على اتهاماته.