تتجه العلاقات بين الجزائر السعودية للعودة إلى نقطة الصفر كما كان عليه الحال في تسعينيات القرن الماضي، بفعل ما يعتبره متتبعون إصرارا من المملكة السعودية على المضي في مؤامراتها البترولية الهادفة إلى ليّ ذراع عدد من الدول، ومنها بلادنا وتجويع الجزائريين من جهة ومحاولاتها البائسة لتأليب الرأي العام العربي ضد الجزائر المتحفظة على عملية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين في اليمن من جهة ثانية. تمضي العربية السعودية في سياستها (اللاودية) اتجاه الجزائر، مستغلة في ذلك ثنائية النفط وعاصفة الحزم. وفي مؤشر على استمرار (المؤامرة الخليجية) ضد بلادنا، يؤكد خبراء في النفط والطاقة أن مساعي الجزائر لإقناع عدد من دول (أوبك) بخفض إنتاجها لدعم الأسعار التي تراجعت بحدة على مدى ال 6 أشهر الماضية ستفشل في ظل تمسك سعودي بواجهة طفرة النفط الصخري، سعيا للحفاظ على الحصة السوقية للمنتجين التقليدين في السوق العالمي. ويؤكد متتبعون استمرار المؤامرة السعودية التي يراد بها تجويع شعوب بعض البلدان، ومنها الجزائر. وفي هذا السياق ذكر عبد المجيد عطار، خبير الطاقة والرئيس السابق لمجمع سوناطراك، أن المساعي الجزائرية الرامية إلى إقناع دول منتجة للنفط من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومن خارجها بخفض إنتاجها للحد من تراجع أسعار النفط لن تنجح. ومن البديهي والمعروف أن الاقتصاد هو محرك السياسة الأول، سواء في حروب أو أزمات سياسية أو اجتماعية، ويزخر التاريخ الحديث بأزمات كبرى استخدم فيها النفط كسلاح فعال للضغط على دولة أو أكثر لتحقيق أهداف سياسية. وما يجري الآن من انخفاض لسعر النفط من سقف مائة وأربعة عشر دولار للبرميل إلى أدنى من ستين دولار، بمعدل تدني بلغ الخمسين بالمائة خلال الأشهر الأخيرة، يطرح تساؤلا عن السبب والمستفيد والخاسر؟ هذا السؤال أجاب عليه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني قبل أسابيع قائلا إن انخفاض أسعار النفط (مؤامرة من الغرب تنفذها المملكة العربية السعودية بهدف تركيع 5 دول هي الجزائر وإيران وروسيا ونيجيريا وفنزويلا بتخفيض أسعار النفط لتجويع شعوب هذه الدول التي لم يتمكن الغرب من التدخل فيها عسكريا)، متسائلا عن (سر هذا الانخفاض في أسعار النفط الذي يأتي في وقت كان يجب فيه أن ترتفع فيه بالنظر إلى ما يحدث من حروب في عدة مناطق حساسة). تأليب الرأي العام العربي ضد الجزائر يرى متتبعون أن الرياض تنفذ خطة جهنمية لتأليب الرأي العام العربي ضد الجزائر التي أبدت، خلافا لمعظم الدول العربية تحفظها الشديد من العملية العسكرية (عاصفة الحزم) في اليمن منذ انطلاقها، حيث قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة في أول يوم للحملة الجوية إن الجزائر لن تشارك في عملية (عاصفة الحزم) العسكرية ضد معاقل الحوثيين، مبررا موقف بلادنا بأن (الجزائر لديها موقف سياسي وهو أن جيشها يحارب داخل أراضيها فقط). كما نبه لعمامرة إلى أن الحوثيين هم طرف أساسي في المعادلة السياسية اليمنية، لذلك فإن الجزائر تركز على ضرورة إجراء حوار سياسي، مضيفا أن (الجميع سيضطر إلى العودة إلى الحوار، لأن الحوار ضروري). هذا الموقف الذي لم يستسغه الطرف السعودي بتأكيد من الإعلامي السعودي الشهير جمال خاشقجي الذي أقر بوجود اختلافات سياسية عظمى بين الجزائروالرياض على رأسها معارضة الجزائر ل (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين في اليمن. فيما كشفت تقارير إعلامية محايدة أن جهات استخبارية تنشئ حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تطعن وتتطاول على الجزائريين على خلفية موقف الجزائر من (عاصفة الحزم).