تشتكي العائلات المقصية من عملية إعادة الترحيل بحي ديار البركة بالعاصمة من المصير المجهول الذي يطاردها، حيث باتت عالقة في قضية غامضة بعد أن حرمت من الاستفادة من السكن، وهي التي انتظرت هذه العملية والخروج من هذا الجحيم منذ أزيد من 20 سنة. مليكة حراث بعد الاحتجاجات المتكررة وأعمال الشغب الأخيرة وقطع الطريق بالمتاريس والعجلات المطاطية التي قام بها بعض سكان بلدية براقي القاطنين بالمواقع القصديرية على غرار حي ديار البركة والتي على إثرها توقف موكب والي العاصمة عبد القادر زوخ وغيّر وجهته، وهذا بعدما كانت الزيارة المبرمجة لهذا الأخير لإعطاء استفسارت وكشف ملابسات العائلات المقصية من الترحيل سيما بعد تحيين الملفات واطلاع مصالح الولاية عن طريق بطاقة الرقمنة أن عائلات سبق لها الحصول على عقار أو سكنات، بالمقابل أن هناك ملفات مودعة بأسماء عائلات مغتربة مقيمة في الخارج. يتساءل هؤلاء ما مصيرهم مستقبلا خصوصا بعض العائلات المقصية في اتصالها ب(أخبار اليوم) أكدت أنه لم يسبق لها الاستفادة لا من سكن اجتماعي أو قطعة أرض أو أي شيء مطالبين السلطات الولائية بفتح تحقيق وتسليط الضوء على العائلات المستفيدة، حيث اشتكى هؤلاء أنهم بسبب تلاعب المستفيدين يدفعون الثمن غاليا، وأنهم يموتون في صمت ويعانون مرارة الحياة جراء الوضعية المزرية التي يعيشونها في بيوتهم القصديرية منذ 20 سنة، دون أن يتم الالتفات إليهم من طرف السلطات المعنية من أجل انتشالهم من التهميش والفقر الذي يتخبطون فيه، في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة من ماء وغاز وكهرباء وإنارة عمومية، ناهيك عن تحويل الحي إلى مفرغة عمومية لانتشار الأوساخ والمزابل التي انجرت عنها مخاطر لا يحمد عقباها من أمراض وأوبئة خطيرة فتكت بصحة العديد من هؤلاء المواطنين. ومن أجل رفع مطالبهم وإيصال رسالة معاناتهم إلى السلطات المعنية تحدث بعض السكان ممن يقطنون بالحي إلى (أخبار اليوم) التي بدورها ارتأت أن تسجل عبر صفحاتها تلك المعاناة التي قال عنها هؤلاء إنها جعلت حياتهم أشبه بكابوس أسود بات لا يطاق، فالحي حسب شهادة هؤلاء يعاني منذ أزيد من 20 سنة من فقر في متطلبات الحياة، ومشكل انعدام النظافة والتهيئة على مستوى الحي الذي شيد من طرف هؤلاء المواطنين الذين أجبرتهم الظروف للإقامة في حي فوضوي بعد أن ذاقوا مرارة أزمة السكن ومخلفات العشرية السوداء التي عرفتها بلادنا بطريقة فوضوية، من أجل التصدي لتشردهم الذي كان محتوما خلال العشرة سنوات كاملة هروبا من آلة الإرهاب الدامي، رافعين استغاثتهم عبر هذا المنبر الإعلامي للسلطات العليا في البلاد في مقدمتها والي العاصمة باحتواء أزمتهم وانتشالهم من حياة الذل. مصير مجهول وما زاد من تذمر هؤلاء السكان هو تهميشهم من طرف السلطات الذي بات هاجسهم اليومي رغم أن هؤلاء على علم ودراية بالعائلات التي سبق لها الاستفادة، وأن شكاويهم المتعددة لم تلقى سوى وعودا دون أن تعرف طريقها للتجسيد في الواقع، والتي كان من شأنها أن تنهي عليهم الغبن وتعيد المعنى لحياتهم، وأضاف هؤلاء أن حيهم لم يشهد أية زيارة من طرف المسؤولين لتسجيل مأساتهم ومعاناتهم، رغم أن تلك الأكواخ والبيوت القصديرية التي اتخذوها مأوى لهم لا تصلح أن تكون إسطبلا للحيوانات فهي تعاني حرارة غير محتملة صيفا وبرودة قاسية شتاء، كما أن تلك العائلات تعيش أزمة حرمان للمياه والكهرباء والغاز مما يجعلهم في رحلات يومية من أجل البحث عن هذه المادة الضرورية، ناهيك عن الخطر الذي يتحدق بهم جراء قيامهم بإيصال الأسلاك الكهربائية بطريقة عشوائية وغير آمنة. وفي السياق ذاته أكد هؤلاء السكان أن سكناتهم تواجه خطر الانهيار والسقوط جراء تأثرها بالزلزال الذي ضرب في السنوات الماضية، وهو الهاجس الذي جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، دون أن ننسى الحديث عن معاناتهم مع الرطوبة العالية التي أصبحت لا تطاق لدرجة أنها تسببت في تعرض هؤلاء السكان خاصة الأطفال وكبار السن منهم إلى أمراض الحساسية والربو، وذات المعاناة يعيشها هؤلاء مع مشكل غياب الإنارة الذي يعرضهم لاعتداءات وسرقات تمنع عليهم مغادرة بيوتهم، وأشار هؤلاء أنهم كانوا ينتظرون بشغف زيارة زوخ للمنطقة لرفع انشغالاتهم إلا أن ذلك لم يحصل بسبب تجمع المواطنين وأعمال الشغب التي وجدها في انتظاره الأمر الذي دفع بموكبه إلى تغيير الوجهة دون سماع العائلات المتضررة التي تدفع فاتورة آخرين ينعمون بالمال والجاه. وعليه جدد هؤلاء مطالبهم للسلطات المعنية والمحلية من أجل إنصافهم وانتشالهم من هذه الوضعية المزرية التي أفقدتهم ذوق الحياة، وطالبوا بالالتفات إلى انشغالاتهم والتعجيل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وهذا بعد التحقيق النهائي في ملفات العائلات التي استفادت من قبل.