تعرف العديد من محطات البنزين بالعاصمة وعلى مدار أسبوع من الزمن نقصا فادحا في الوقود، وحسبما تناولته العديد من وسائل الإعلام فإن الأمر لم يقتصر فقط على العاصمة بل أن بعض الولايات الداخلية عرفت نفس المشكل على غرار ولاية وهران وتلمسان، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين كثيرا لأنهم اضطروا إلى الوقوف في طوابير طويلة عريضة من أجل الحصول على قطرة من البنزين حتى يتمكنوا من تحريك سياراتهم والتنقل إلى أماكن عملهم. عتيقة مغوفل تعد الجزائر واحدة من أكبر دول العالم المصدرة للبترول، هذا الذهب الأسود تنتج عنه الكثير من المواد الأخرى التي أصبحت العصب أو المحرك الأساسي للعديد من الوسائل التي يستعملها المواطن في حياته اليومية، ولعل من أهم هذه الوسائل وسائل النقل التي أصبح الجزائريون يستعملونها بصفة يومية إلا أن محطات بنزين العاصمة تعرف هذه الأيام نقصا فادحا في هذه المادة، وهو الأمر الذي أرق العاصميين كثيرا الذين اضطروا إلى الدخول في رحلة بحث طويلة من أجل الظفر بقطرة بنزين، وللوقوف على معاناة هؤلاء قامت (أخبار اليوم) بجولة خاطفة لبعض محطات البنزين بالعاصمة. المازوت غائب في محطة البنزين بديدوش مراد كانت الساعة حينها تشير إلى حدود 8:30 صباحا حينما خرجنا في جولة إلى بعض محطات البنزين بالعاصمة للوقوف على آثار أزمة الوقود التي تناولتها الكثير من وسائل الإعلام، وكانت البداية من محطة البنزين الواقعة بأحد شوارع ديدوش مراد وبينما نحن متجهون إليها لمحنا من بعيد طابورا من السيارات المصطفة في مدخل المحطة، كان أصحابها ينتظرون الدور لملء خزانات سياراتهم بالوقود ولكن على ما يبدو أن انتظارهم قد طال كثيرا، حاولنا أن نستطلع الموضوع أكثر، فتقربنا من أحد المواطنين هناك والذي لمحنا الانزعاج بادٍ عليه، وسألناه عن أسباب الطابور الطويل العريض فرد علينا المواطن أنه واقف بالمحطة منذ حوالي نصف ساعة ولم يتمكن من ملء خزان سيارته، وذلك راجع لقلة البنزين في بعض المحطات العاصمة ما دفع بالكثير من المواطنين إلى الهروب لمحطة ديدوش مراد عساهم يجدون ضالتهم فيها ما جعلها تزدحم كثيرا، وما زاد الطينة بلة أن المازوت غير متوفر في المكان وهذا يعني أن الزبون يضيع قرابة نصف ساعة من وقته وحين يصل الموزع لا يحصل على طلبه. محطة نقل البنزين بشوفالي تعاني نفس المشكل ما سمعناه ورأيناه في محطة الوقود التابعة لديدوش مراد جعلنا نبحث على محطات أخرى تعاني من نفس المشكل، لنتجه هذه المرة لمحطة الوقود الواقعة في شوفالي وعلى ما يبدو أنها تعاني هي الأخرى من نفس المشكل، لكن الساعة هذه المرة كانت تشير إلى حدود الخامسة مساء وبينما كنا متجهين من القبة باتجاه شوفالي مرت الحافلة التي كنا نقلها على محطة البنزين فلاحظنا طابورا آخر من السيارات في مدخل المحطة، وذلك حتى يتمكن أصحابها من الحصول على قطرة من الوقود، بعد أن نزلنا من الحافلة عدنا أدراجنا إلى المحطة ووقفنا برهة من الزمن نراقب أصحاب السيارات الذين كانوا يتوافدون من كل اتجاه على موزعي البنزين، وقد كانت أصوات زمامير السيارات تملأ المكان، كل واحد يطلب من الآخر التقدم نحو الأمام عساه يتمكن من الحصول على دور في الطابور، ماشهدناه دفعنا إلى التقرب من أحد المواطنين المتواجدين والذي يعمل سائق سيارة أجرة، هذا الأخير أخبرنا أنه ومنذ أسبوع تعرف الكثير من محطات البنزين في العاصمة نقصا فادحا في هذه المادة الضرورة كالخبز والماء حسبه، وبما أنه يعمل سائق سيارة أجرة فإنه يستهلك الكثير من البنزين، وحتى يتمكن من الحصول عليه يقوم كل مساء بتعبئة الكمية التي يحتاجها حتى يستطيع العمل في اليوم الموالي وحتى لا يضيع الوقت في الصباح. وعلى ما يبدو أن أصحاب سيارات الأجرة ليسوا الوحيدين الذين يعانون من هذا المشكل، بل حتى أصبح الحافلات والشاحنة فقد قابلنا في ذات المحطة (مراد) سائق حافلة نقل عمومي بين الخط الرابط بين بن عكنون وبوزريعة، هو الآخر يقوم بتعبئة ما يحتاج من مازوت في الفترة المسائية بعد أن ينهي فترات دوامه يقوم بالمرور من تلك المحطة حتى يملأ الوقود الذي يحتاجه اليوم الموالي لأنه وقبل يومين جاء في حدود السادسة صباحا إلى ذات المحطة فوجد بها مالا يقل عن 20 سيارة كان يبحث أصحابها عن قطرة من البنزين مثله وهو الأمر الذي جعله يبقى مدة ساعة كاملة بالمحطة حتى يظفر بما يريده. ...ومسؤولو نفطال يطمئنون وقد أكد سعيد أكراش المدير العام لمؤسسة نفطال في تصريحات سابقة لبعض وسائل الإعلام عدم وجود شح في الوقود على مستوى محطات التوزيع في الجزائر العاصمة والمناطق المجاورة، وأرجع سبب الطوابير الطويلة للسيارات والمركبات إلى الإشاعات التي تم ترديدها عن نفاد مؤقت للوقود في ولاية البليدة، وأوضح أن عملية التموين والتوزيع تسير بشكل عادي وأن الوقود متوفر بشكل كاف، وطمأن العاصميون أنه لا مجال للخوف، من طرف سائقي السيارات، وأكد أن تهافتهم على محطات الوقود غير مبرر، كما أضاف ذات المسؤول أن مؤسسة نفطال اضطرت أمام تزايد طوابير السيارات وارتفاع الطلب المفاجئ على أنواع الوقود، إلى مضاعفة الكميات الموجهة إلى المحطات التي شهدت إقبالا غير مسبوق للزبائن.