ذهلنا لما سمعنا أحدهم يتحدث إلى صديقيه عبر الحافلة ويخبرهما أنه سوف لن يتزوج بفتاة جزائرية تجمعه معها نفس العادات والتقاليد وقبل كل ذلك الإسلام، وأنه سيتزوج بأجنبية أو كما قال بكل افتخار (كافرة) تبعد عنه في عاداتها وأصلها، متحججا أن تلك الأخيرة سوف تضمن له العيش الرغيد والسعيد بدون مشاكل، ويبدو أن ذلك الشاب نسي أو تناسى ما يفرزه الزواج المختلط من آفات ومشاكل عويصة وصلت إلى أبواب المحاكم بل والسجون، فالفتاة الأجنبية لا تحمل ما تحمله المرأة الجزائرية (الفحلة)، وقاس ذلك الشاب الأمر ببعض أصدقائه الذين يعانون من مشاكل عديدة مع زوجاتهم مقارنة مع من تزوجوا بفتيات أجنبيات وهم ينعمون معهم في حياة لا مثيل لها على حساب رأيه، وهنا نقول إنه وجب عدم التعميم فكم من زواج جزائري ناجح وكم من زواج أجنبي فاشل، وما أكثر الإحصائيات التي تعكس الآفات المنجرة عن الزواج المختلط الذي يكون مصيره الطلاق في الأخير وتشتيت الأبناء خصوصا وأن الفتاة الأجنبية لا ترضخ لأوامر الزوج لاسيما فيما يخص بعض الأمور العقائدية التي لا تقبل النقاش، حتى أن هناك من تمسكت بدينها وعقائدها وباءت كل محاولات إدخالها الإسلام بالفشل، وتحضرنا عيّنة حية لشاب جزائري تزوج بفتاة كندية وأنجب معها ثلاثة أبناء وبعد مرور السنوات أبت زوجته زن تدخل الإسلام، وتهدم طموح الزوج حتى أنها تمسكت ببعض عاداتها ولقنتها إلى الأبناء كالاحتفال برزس السنة الميلادية والحضور الإجباري لشجرة (السابان) في البيت، ويقول الزوج إنها خالفت أوامره بعد أن اتفقا في الأول على دخولها إلى الإسلام وهو اليوم بين نارين لاسيما وأنه يرتبط بأبناء معها ولا يريد الانفصال بسببهم، فمن يلتزم بمبادىء الإسلام لا يستطيع التفريط فيها ولا يفكر أبدا في الزواج بأجنبية خصوصا وأن الأبناء مصيرهم أن يتأثروا بعادات الأم التي تتكفل بتربيتهم، وهي النتائج السلبية للزواج المختلط، لكن وللأسف فإن شباب اليوم لا تهمهم إلا المصالح والعيش الرغيد والحصول على أوراق الإقامة ليس إلا، دون أدنى مراعاة لاستقرار أسرهم وضمان التربية القويمة للأبناء، وهو ما يعكسه ما جاء على لسان ذلك الشاب الذي كان يشيد بالزواج الأجنبي ويغرد بزواجه بكافرة كما جاء على لسانه وتفضيلها على بنت بلده التي هي من صلبه بدليل اتحادهما في العادات والتقاليد والديانة الإسلامية ومثلها العشرات بل المئات من الشباب الغافلين، وهنا لسنا بصدد الدفاع عن الفتيات الجزائريات ولا نؤكد أن جميع الزيجات الجزائرية هي ناجحة لكن أغلبها توجت بالنجاح وكانت ثمارها الذرية الصالحة، بحيث أن الشاب المتزن يفضل بنت بلده أو كما قال لنا البعض (بنت بلادي ترفد هبالي) على خلاف الأجنبيات اللواتي لا يرضخن للرجل أمام المساس بحقوقهن أو صدور هفوة بسيطة التي قد تمر عليها الفتاة الجزائرية طبعا مرور الكرام حفاظا على أسرتها واستقرارها، وما على ذلك الشاب وغيره من مناصري الزواج بالأجنبيات إلا إعادة التفكير بعمق قبل خطو أول خطوة في مشروع الحياة.