بعدما كانت ظاهرة السرقة تقتصر على العنصر الرجالي انتقلت هذه الظاهرة لتشمل الجنس الناعم أو كما يسمى الجنس اللطيف، حيث أصبحت النسوة من مختلف الأعمار يمارسن السرقة باحترافية عالية. ففي الآونة الأخيرة دخلت المرأة إلى عالم السرقة مما جعلها تمارس ذلك السلوك السلبي بطريقة جد خاصة، وشاعت تلك الممارسات عبر المحلات التجارية والأسواق الكبيرة وكذا محلات بيع الذهب بالرغم من تسخير كل الإمكانيات لدحر تلك المحاولات من طرف أصحاب المحلات وذلك بوضع كاميرات مراقبة وتشغيل أكثر من بائع لمراقبة السلع لكن ذلك لم ينقد التجار من تجرؤ البعض على القيام بعمليات سطو ومن الجنسين معا، إلا أن الآفة برزت كثيرا في أوساط النسوة ومست حتى الطبقة المثقفة بدليل ضلوع نسوة من مستوى عال في عمليات سطو منظمة. يقول صاحب أحد محلات بيع الذهب بالأبيار بالجزائر العاصمة إنه تعرض لعملية سرقة منذ بضعة أشهر من طرف عصابة تترأسها امراتين بين 40-45سنة تستعينان بطفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، بحيث تمارس السيدتان السرقة بطريقة ذكية وتستخدمان الفتاة كوسيلة للوصول إلى أهدافهن الدنيئة ولحسن الحظ أنه يلحق محله بكاميرات مراقبة، إذ رصد الفيديو التفاصيل حيث عمدت المرأتان إلى إلهاء صاحب المتجر وذلك بطرح أسئلة حول الذهب وغيرها بينما الطفلة تسللت خفية وأخذت الذهب ووضعته في محفظتها، وبشريط الفيديو تمكن من الوصول إليهما ومعرفتهما وتقديمهما إلى الأمن لاسترجاع ممتلكاته، بحيث كثرت عمليات السطو التي تلحق محلات المجوهرات عبر العاصمة وضواحيها مما يبين سذاجة بعضهن خصوصا وأن أغلب محلات الذهب تلحق بكاميرات خفية تحسبا لأي عملية سطو. صرحت الأستاذة شيبوط عبير أخصائية في علم النفس العيادي أن هناك عدة أسباب جعلت المرأة تتخذ السرقة مسارا غير سوي، أول سبب هو نقص في الوازع الديني، الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة هي الأخرى تجعل منها فريسة سهلة وسريعة لمثل هذه الأعمال اللاأخلاقية مثل طلاق الوالدين أو موت أحدهما، المشاكل العائلية،الفقر والبطالة، وهناك أيضا أسباب نفسية تكمن في شخصية المرأة في حد ذاتها خاصة بعدما أصبحت المراة متحررة وتطالب بالمساواة وتريد أن تثبت نفسها وتكون مثلها مثل الرجل حتى في المسارات الخاطئة كما لا ننسى التقليد الأعمى للغرب وما يصدر لنا من أفكار عبر وسائل الإعلام والتكنولوجيا خاصة المراهقات منهن فهم أكثر عرضة لمثل هذه الأعمال، ولكن ما أركز عليه شخصيا هو الوازع الديني. وأضافت الأستاذة أن أهم الحلول للتخفيف من انتشار تلك الظاهرة تكمن في تقوية الوازع الديني والقيام بحملات تحسيسية وإصدار عقوبات صارمة كجزاء لكل من يسرق أو يحاول السرقة وكذا التكفل النفسي بالمرأة إذا كانت تعاني من مشاكل اجتماعية.