انتشر في الآونة الأخيرة شكل آخر من أشكال العلاج يدخل في صنف الطب البديل أو ما يسمى بالطب النبوي الذي استخدم قديما لعلاج الكثير من الأمراض لعدم معرفة أغلب الناس سبب أمراضهم وتعبهم، فتميل فئة من الناس إلى عملية الحجامة التي هي عملية استفراغ للمادة الرديئة من العضو أو الدم الفاسد بواسطة وعاء يشبه الكأس يفرغ من الهواء ويوضع على الجلد فيمص الدم ويجمع فيه بعد وضعه فوق العضو المراد معالجته فيحس المريض بعد ذلك بارتياح كبير وبتحسن ملحوظ في حالته، أما بالنسبة للأدوات المستعملة فهي متوفرة ورخيصة الثمن وهي عبارة عن كؤوس بلاستيكية، محبس، يد بلاستيكية شافطة تشبه المسدس ولكن رغم ذلك فإن القائمين بالحجامة عادة ما يطالبون المريض بسعر غالٍ للقيام بها لا ينزل عن 5000 دينار لدى البعض والثمن مرشح للارتفاع طبعا على حسب الخبرة التي يدعيها البعض في عالم الحجامة، خاصة وأن بعض المرضى لا يهمهم السعر مقابل الشفاء لاسيما وأن الحجامة معروفة بفوائدها القيمة المتمثلة في تقوية المناعة في الجسم، إزالة بعض التجمعات والأخلاط وامتصاص الأحماض الزائدة لكن لها شروط يجب مراعاتها، حيث لا تتوافق عملية الحجامة مع بعض الأمراض على غرار الأورام السرطانية كذلك يمنع إجراؤها للمرأة الحامل والمرضع والمرأة عند بلوغ سن اليأس فقد تسبب الحجامة الجافة لبعض المرضى نزيفا عسير التوقف أو إغماء وغير ذلك من المخاطر، لكن الناس تستعمل أي شيء لبلوغ الشفاء من غير معرفة المخاطر والدليل على ذلك أنهم يتخذون الحجامة الجافة والتي تستعمل غالبا لدفع البرد عن البدن بتسخين بعض أجزائه كوسيلة لطرد الجن وتخليصهم من الهموم ومن المس الشيطاني الذي تلبس بأبدانهم في زعمهم الباطل وقد يدفع هذا الاعتقاد إلى كشف بعض النسوة في مواضع لا يحل كشفها إلا لدى محرم أو لضرورة التداوي ممن عرف بالطب والأمانة. الدين الإسلامي الحنيف يشجع التداوي بالحجامة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير ما تداويتم به الحجامة) وقال أيضا (الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ فاجتمعوا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحريا واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء) لكن الأشخاص الذين يستعملونها وللأسف في الآونة الأخيرة هم غير متقنين لها ولا يعرفون مدى الضرر الذي يحدثونه عند أي خطأ لكن للأسف انتشرت هذه الحرفة وصارت تتم بطريقة عشوائية بالمحلات والمستودعات والغرض منها الربح السريع في ظل التنافس الكبير على إلهاب أسعارها من طرف البعض والتي وصلت إلى مستويات غير معقولة وأضحت مقابل الملايين لدى من يدعون الخبرة.