* مسؤول موريتاني يعترف: "الجزائر هي الرئة التي نتنفس منها" دخل نظام المخزن المغربي على خط الصراع الدبلوماسي الجزائري -الموريتاني في محاولة لكسب ود نواقشوط تكريسا لوهم عزل بلادنا إقليميا ودوليا، وهو المسعى الذي (فضحه) مستوى الحضور المغربي في اجتماع وزراء الداخلية لبلدان المغرب العربي أين كان وزير الجارة الغربية (الوحيد) من صنفه، في مقابل اكتفاء كل من تونسوموريتانياوالجزائر بإيفاد (نواب) عن وزراء داخليتها. شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، يوم الخميس، أول تجسيد رسمي للأزمة الدبلوماسية بين موريتانياوالجزائر، حيث قاطع وزير الداخلية الطيب بلعيز أشغال اجتماع وزراء داخلية المغرب العربي، في مقابل حضور المغرب بأكبر وفد بقيادة وزير الداخلية المغربي محمد حصاد، وتوجيهه رسائل سياسية ودبلوماسية (مسمومة) صوب بلادنا. وكشف مستوى الحضور المغربي عن محاولات مغربية لإعادة العلاقات مع نواقشوط إلى سابق عهدها بعد أكثر من سنتين من الغموض، حيث كان المغربي محمد حصاد وزير الداخلية الوحيد، في مقابل اكتفاء كل من تونسوموريتانياوالجزائر بإيفاد (نواب) عن وزراء داخليتها، وأعلنت الجزائر رسميا إلغاء مشاركة وزير الداخلية مبررة ذلك بالأزمة التي أعقبت طرد الدبلوماسي بلقاسم شرواطي من سفارتها بنواقشوط، فيما كشفت مصادر موريتانية أن مشاركة الوفد الجزائري بقيادة الأمين العام لوزارة الداخلية أحمد عدلي، كانت باردة لدرجة رفض معها الوفد الجزائري مرافقة باقي الوفود المشاركة لزيارة الوزير الأول الموريتاني على هامش أشغال الاجتماع. وأدت الأزمة لحد الآن إلى تبادل كل من موريتانياوالجزائر طرد دبلوماسيين بسفارتيهما، بسبب المغرب وعلى خلفية نشر وسائل إعلام موريتانيا أخبارا تُفيد بتقديم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، شكاية إلى الأممالمتحدة، يتّهم فيها المغرب بإغراق بلاده بالزطلة. أنباء صدرت بعد تضمين المبعوث الأممي إلى الصحراء، كريستوفر روس، في تقريره السنوي المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، فقرة يقول فيها إن الرئيس الموريتاني اشتكى من الكميات الكبيرة التي تدخل بلاده من جهة الشمال وتعبُر منها إلى مالي وباقي الدول الإفريقية. ووجه وزير الداخلية المغربية محمد حصاد، رسائل مسمومة إلى الجزائر من نواكشوط، حيث أكد في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة الخامسة لمجلس وزراء داخلية دول اتحاد المغرب العربي، أن بناء صرح الاتحاد المغاربي يعد من الأولويات الكبرى للمملكة وخيارا استراتيجيا يروم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة وشعوبها في كنف الأمن والاستقرار، مؤكدا أن الاندماج المغاربي أصبح ضرورة تفرضها تأثيرات العولمة والتهديدات الأمنية المتزايدة والتحولات الجيو- استراتيجية الجذرية التي باتت تشهدها المنطقة برمتها. ودعا حصاد، خلال الاجتماع عدة مرات، إلى اعتماد مقاربة تشاركية شمولية من خلال العمل على إرساء شراكة أمنية، معتبرا البعد الأمني أهم مكونات الاندماج المغاربي، والعمل من أجل اعتماد شراكة أمنية متميزة بين الدول المغاربية ودول الساحل، وهو ما يعبر عن التوجّه العام للدبلوماسية المغربية القائم على استعادة زمام المبادرة والتأثير في المحيط الإقليمي، مبادرة خسرها لصالح الجزائر باعتراف أطراف كثيرة مغربية ومحايدة. مسؤول موريتاني: "الجزائر هي الرئة التي يتنفس منها الموريتانيون" دعا رئيس الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الجزائرية في البرلمان الموريتاني المحامي محمد طالبنا، الحكومتين الموريتانية والجزائرية إلى وقف كل من شأنه تعكير العلاقات بين موريتانياوالجزائر على خلفية عملية الطرد التي تعرض لها ديبلوماسي جزائري مؤخرا من العاصمة نواقشوط على خلفية ما قيل إنه تسريب لمعلومات من شأنها الإضرار بعلاقات موريتانيا الخارجية. وأكد طالبنا في تصريحات خاصة نقلتها وكالة (قدس برس)، أن الجزائر تمثل عمقا استراتيجيا لموريتانيا، وأنها الرئة التي يتنفس منها الموريتانيون لا سيما القبائل العربية منها، وقال: (لا أملك إلا أن أناشد العقلاء في الحكومتين الموريتانية والجزائرية لوقف هذا النزيف في العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين، وأؤكد مرة أخرى أن الشعبين الموريتاني والجزائري تربطهما بالإضافة للجوار والجغرافيا وما يقتضيه ذلك من تقارب، وشائج الدين والعروبة وتحديات الأمن الإقليمي، الذي غدا أمرا مؤرقا ليس لدول الساحل وحدها، وإنما لشمال المتوسط أيضا، ومن هنا فأنا أعول على الحكمة الديبلوماسية للمجاهد الكبير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وكذلك يقظة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لتدارك ذلك). وأشاد طالبنا بالدور الذي تلعبه الجزائر في موريتانيا، وقال: (من دون شك تمثل الجزائر أحد أهم الدول الداعمة لموريتانيا على مختلف الأصعد، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، بل إنني أكاد أقول أن الجزائر هي الحامية الفعلية للقبائل العربية في موريتانيا والمنطقة، ومن هنا تكتسي العلاقة مع الجزائر بُعدا أكثر أهمية للموريتانيين، وهو ما يدفعني إلى أن أناشد العقلاء من حكومتي موريتانياوالجزائر إلى الأخذ بعين الاعتبار هذه التحديات والارتفاع فوق الحساسيات الصغيرة إلى ما هو أعمق وما يجمع البلدين من تحديات تفرض نفسها على الجميع).