حظيت أمس الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ونواكشوط ب”حصة الأسد” في اجتماع ”استثنائي” عقد بالقصر الرئاسي بنواكشوط برئاسة محمد ولد عبد العزيز، في وقت سربت تقارير إعلامية توسط تونس لحل الخلاف القائم بين البلدين. وأعلنت أمس الحكومة الموريتانية عن عقد اجتماع استثنائي بالقصر الرئاسي تحت رئاسة ولد عبد العزيز الذي دافع عن مسوغات طرد الدبلوماسي الجزائري، حيث جاء الاجتماع يوما قبل موعده المعتاد في الخميس من كل أسبوع، وذلك بسبب ما أرجعه مراقبون التطورات على صعيد الساحة الوطنية الموريتانية وملفات خارجية تتقدمها الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر بعد تبادل البلدين طرد المستشار الأول في السفارتين. ويأتي استنفار ولد عبد العزيز لوزرائه بدراسة التطورات الأخيرة، غداة اجتماع وزراء الداخلية لدول المغرب العربي أمس، حيث ترددت أنباء عن قيام وزير الداخلية التونسي المتواجد في موريتانيا، وساطة لرأب الصدع بين الجزائروموريتانيا، خصوصا عقب مقاطعة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز لاجتماع وزراء داخلية المغرب العربي في نواكشط أمس ما يوحي بانسداد في أفق حلحلة الأزمة. وسربت تقارير إعلامية تونسية قيام بلادها بدور الوساطة لتذليل العراقيل والخلافات بين البلدين المغاربيين كون المنطقة ليست في حاجة لمزيد من الانقسامات في هذه الفترة في ظل التهديدات الأمنية والإرهابية والتوترات التي تعرفها ليبيا، وتنامي تنظيم داعش ومبايعة بوكا حرام والتوتر في شمال مالي. وعلى صعيد موازي، ألقت منظمات مدنية في موريتانيا بثقلها وحاولت التأثير على سلطات البلدين للتراجع عن ”تصلب المواقف”، وأبدت رابطة الأخوة الموريتانية وهي منظمة محلية عن قناعتها في أن مصالح موريتانياوالجزائر ”متشابكة ومتكاملة”، مشددة في الوقت ذاته على ثقتها في أن حادث طرد الدبلوماسيين” لن يكون إلا عرضيا ولن يؤثر إطلاقا في العلاقات بين الشقيقتين موريتانياوالجزائر، لأنها علاقات عريقة وضاربة في القدم وستبقى قوية ومتينة رغم كل ما يحاك ضدها من مكائد”. وفق قولها وعبرت الرابطة في بيان لها عن أسفها لحادث تبادل طرد الدبلوماسيين في الوقت الذي كانت تتطلع ”لمزيد من المشاريع التي تعزز العلاقات بين الدولتين والشعبين”. وطالبت الرابطة ”ببذل كل الجهود الطيبة من أجل عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي في أسرع وقت”، مثمّنة ”المكتسبات التي تحققت في الفترة الأخيرة”، ومطالبة ”بالابتعاد عن كل ما قد يعكر صفو العلاقات الطيبة والمتينة بين الشعبين والدولتين”.