أثارت جدلا واسعا بين الشباب تكذيب الخبر ينسف أحلام "الزوالية" أوردت مؤخرا بعض المصادر خبرا مفاده إطلاق الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب (أنساج) عن قريب صيغة جديدة من قروضها الموجهة للشباب الجزائري، ويتعلق الأمر هذه المرة بالقروض الموجهة للزواج لفائدة الشبان العاجزين عن إكمال نصف دينهم، وجاء في ذات الخبر أن هذا القرض سينطلق قبل موسم الصيف الجاري وتبلغ قيمة القرض 100 مليون سنتيم وتكون موجهة لفائدة الشباب الذين لم يتجاوز عمرهم 40 سنة، وبدون فوائد ربوية حسب ما أشارت إليه نفس المصادر. عتيقة مغوفل عرف هذا الخبر انتشارا واسعا في الأوساط الشبانية الجزائرية، وقد رحب به الكثيرون بالنظر إلى أهميته القصوى، بل أبعد من ذلك فقد أحدث الخبر ضجة كبيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا الفايس بوك، لاسيما وأن الكثير من الشباب يحلمون بإكمال نصف دينهم، لذلك حاولت (أخبار اليوم) أن تحقق في صحة الخبر وترصد آراء بعض الشباب في الفكرة. "زوالية" يرحبون ولكن.. قامت (أخبار اليوم) بجولة خاطفة إلى حي قاريدي 2 ببلدية القبة الواقعة بالجزائر العاصمة، وذلك حتى نتمكن من الالتقاء ببعض الشباب وسؤالهم عن موضوعنا وكان أول من التقينا به مراد البالغ من العمر 32 ربيعا بأحد محلات بيع الأكل الخفيف بعد أن عرضنا عليه فكرة الموضوع تبسم ورد علينا قائلا (الله يبشرك بالخير)، فقد رحب كثيرا بالفكرة واعتبرها خطوة ثمينة ونادرة تقوم بها السلطات العليا في البلاد لفائدة الشباب الزوالية، الذين أجلَ الكثير منهم فكرة الزواج بسبب ارتفاع تكاليفه التي أصبحت تثقل كاهل الشاب خصوصا ذاك الذي لا يملك منزلا خاصا أو أن منزل والديه ضيق لا يمكنه السكن معهما فيضطر إلى كراء منزل بمبلغ لا يقل عن 25 ألف دج شهريا وهو ما يضطر إلى دفع مبلغ 30 مليون سنتيم أو أكثر كإيجار سنة حتى يتمكن من الزواج وفتح بيت، كما ثمّن مراد مبلغ القرض الذي قيل إنه سيبلغ 100 مليون سنتيم وقد عبر عن ذلك قائلا إنه سيتزوج امراتين دفعة واحدة بمبلغ مثل هذا. وعلى يبدو لم يكن مراد الوحيد الذي رحب بهذه الفكرة فغيره كثيرون ومن بين هؤلاء (قمر الدين) الذي التقيناه أيضا بنفس محل بيع الأكل الخفيف، وبعد أن سمعنا نتكلم أبى إلا أن يعبر عن رأيه في الموضوع وقد اعتبر هذا القرض الذي ستمنحه إدارة لونساج للشباب حتى يتمكن من الزواج نعمة من عند الدولة (للشاب الزوالي) الذي كاد أن يقطع الأمل في إمكانية إيجاد الخير في بلاده حسب تعبير قمر الدين، وبالنسبة إليه فإن مثل هذه القروض ستكون باب فرج على الفتيات لأنها المنقذ لهن من شبح العنوسة على اعتبار أن الخطاب لا يطرقون أبوابهم بسبب الظروف المادية المتردية للشباب، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الزواج في السنوات الأخيرة والتي أصبحت تثقل كاهل الخطاب كثيرا. ...وآخرون غير مقتنعين بالفكرة تماما من جهة أخرى هناك فئة ثانية من الشباب من لم يصدقوا الفكرة واعتبروها سخرية لا أكثر ولا أقل ومن بين هؤلاء عمر البالغ من العمر 28 سنة، والذي بمجرد أن عرضنا فكرة الموضوع عليه حتى انفجر ضاحكا ثم رد علينا قائلا إنه لن يصدق مثل هذه الأخبار أبدا لأنه يعلم جيدا أن الدولة لن تقوم بفتح مثل هذه الصيغ من القروض خصوصا في الوقت الراهن والبلاد على شفا حفرة من أزمة اقتصادية خانقة بسبب تراجع أسعار البترول من جهة وانهيار أسعار الدينار الجزائري من جهة أخرى، ولإيجاد الحلول المناسبة لهذه الورطة قامت بالعديد من الإجراءات التقشفية على غرار تشجيع المنتوج الوطني لتقليص من فاتورة الاستيراد، كما أضاف قمر الدين أيضا أن الدولة لمواجهة الأزمة أيضا قررت أن تسقط 200 نوع من الدواء من قائمة الأدوية المستوردة وستنتجها محليا مثلما جاء في العديد من وسائل الإعلام، فكيف لها أن تحدث صيغة قروض للزواج في الظروف الراهنة ولم تحدثها عندما كانت في فترة الرخاء. وعلى ما يبدو أن (قمر الدين) ليس الوحيد غير المقتنع بالفكرة ف(سليمان) أيضا لم يصدقها وقد عبر لنا عن رأيه معتبرا أن هذه الفكرة مجرد سخرية فقط، فقد اعتاد الجزائريون على بث الإشاعات التي كثيرا ما تبعث الأمل في نفوس الشباب ليصطدم في الأخير بواقع ويقال له إنها مجرد إشاعات لا أكثر ولا أقل، وقد راح (سليمان) إلى أبعد من ذلك فقد اعتبر أن فئة الشباب آخر اهتمامات السلطة رغم أنهم يشكلون أغلبية عدد سكان الجزائر. وزارة العمل تكذب الإشاعة ومن أجل التحقق من صحة الخبر الذي أحدث ضجة كبيرة خصوصا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالسيد (شعلال) المكلف بالإعلام والاتصال بوزارة العمل، والذي بدوره كذب الخبر جملة وتفصيلا واعتبره مجرد إشاعة ومزحة ثقيلة، فوكالة دعم تشغيل الشباب(أونساج) وجدت من أجل تدعيم المشاريع الاقتصادية التي يقوم بها الشباب وذلك من أجل امتصاص البطالة ولم يتم التفكير أبدا في إحداث هذه الصيغة من القروض في الوقت الراهن كما جاء على لسانه.