وسط الثلوج البيضاء التي غطت سطح مدينة روتردام الهولندية، افتتح في روتردام الهولندية "مسجد السلام"، الذي يعد أكبر مسجد في غرب أوروبا، بعد تأخير دام أكثر من خمس سنوات بسبب معارضة الأحزاب اليمنية في المدينة على إقامة المسجد ومشاكل مالية وإدارية كادت أن تعصف به، بحسب موقع ريجليو سكوب السبت. وقال رئيس بلدية روتردام أحمد أبو طالب خلال حضوره افتتاح مسجد السلام "إن تزامن افتتاح مسجد السلام مع هطول الثلوج البيضاء التي غطت سطح روتردام، هو علامة بارزة على الدور الذي من المفترض أن يقوم به المسجد من أجل نشر السلام والتعايش بين المواطنين"... بحسب مصادر صحفية هولندية. ودعا أبو طالب، ذو الأصول المغربية، إدارة المسجد إلى "تخطي دوره كمكان للصلاة إلى كونه جسر تواصل مع المقيمين في المدينة". ونقل المتحدث باسم المؤسسة التي تدير المسجد جول ديبيج عن رئيس مجلس إدارة المسجد قوله "نأمل ونتطلع أن يتحول هذا الصرح إلى مركز للأعمال الخيرية والرحمة والفهم المتبادل وأن يكون متاحا للجميع". وذكر ديبيج أن "المسجد الذي شرع في بنائه في 2003، وكان مقرراً أن ينتهي بعد عامين، تأخر افتتاحه أكثر من خمس سنوات بسبب معارضة حزب الشعب الهولندي اليميني والمناهض للمهاجرين". وتم افتتاح المسجد، الذي تبرعت بتكاليف بنائه مؤسسة آل مكتوم الإماراتية الخيرية، بعد خلافات كادت أن تقضي على حلم إقامته، نشبت بين أعضاء مؤسستي المسجد القديم الذي كانت تمتلكه الجالية المغربية في روتردام وهدم ليشيد مكانه "مسجد السلام"، وأضيف إلى هذه الخلافات المعارضة التي لقيها من الأحزاب اليمينية في المدينة على خلفية المنارة والقبة العاليتين للمسجد. وأشارت مصادر مقربة من إدارة المسجد أن التكاليف الكلية لبناء المسجد وصلت إلى أكثر من عشرة ملايين أورو (13.18 مليون دولار). وبحسب دييج "فإن مسجد السلام الذي يعد أكبر مساجد غرب اوروبا مساحة، بني على مساحة 3 آلاف و200 متر مربع، ويضم مئذنتين بطول 50 مترا، ويمكنه استقبال 3 آلاف مصلي، وتم تخصيص الطابق الأول في المبنى، الذي تفوق مساحته ألفي متر مربع وتعلوه قبة بارتفاع 25 متراً، لصلاة الرجال، كما يمكن للنساء الاستماع إلى الإمام ومشاهدته من الطابق الثاني، الذي تم تخصيصه لهن للهدوء والسكينة، عبر فتحة في الأرضية". وأضاف دييج "أما الطابقان الأرضي والثالث فيضمان مركزاً للدعم المدرسي للأطفال ومكتبة"، مشيرا إلى "أن عدم وجود سور للمسجد ينسجم مع الطراز المعماري السائد في روتردام، ويجسد في نفس الوقت سياسة الأبواب المفتوحة التي ينتهجها المسجد؛ بحيث يستطيع كل شخص الوصول إلى المسجد والتعرف عليه والاستفادة من الخدمات والمرافق العامة التي يوفرها للسكان". وتنقل الصلاة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى المصلين في مختلف الطوابق والقاعات المتعددة التي يشتمل عليها المسجد. العنصري فيلدرز: شئ مشين! وفي أول ردة فعل منه عقب افتتاح مسجد السلام في روتردام الهولندية، علق رئيس حزب الشعب الهولندي اليميني المناهض للإسلام، جيرت فيلدرز، عبر صفحته الشخصية على موقع تويتر قائلا "هذا أمر غير معقول.. هذا الشيء المشين لا مكان له هنا، بل في السعودية". كما حذر رئيس كتلة الحزب اليميني رونالد سورانسن، في وقت سابق، من أن "هذا المسجد ذو طابع يوحي بالسطوة"، مضيفا أنه "إذا كان الناس يريدون أداء صلواتهم يمكنهم القيام بذلك داخل بيوتهم، أو في أماكن صغيرة متواضعة". وأبدى أنصار اليمين المتشدد في مدينة روتردام، تخوفهم من "سيطرة الإسلام على المدينة"، ووجهوا بلا جدوى رسائل إلى البلدية تطالب بإيقاف بنائه وسحب رخصته، متحججين على وجه الخصوص بضخامته وعلو منارته. وفي المقابل، عبر السفير السويدي في تصريح له عقب حضوره افتتاح المسجد عن سعادته بهذه المناسبة، داعيا "المسلمين في روتردام وغيرها إلى الاندماج في المجتمع المحلي وعدم تمييز أنفسهم والانزواء بعيدا عن هموم المجتمع الهولندي الذي يعيشون فيه". ويوجد أكثر من ستة آلاف مسلم في مدينة روتردام التي تحتضن مسجد السلام، غالبيتهم من أفراد الأقلية المغربية التي يصل تعدادها إلى 600 ألف مغربي فضلا عن عدد مماثل من الأتراك. ويبلغ عدد المسلمين في هولندا حوالي مليون مسلم من مختلف الجنسيات، كما أن حوالي 20% من سكان هولندا البالغ عددهم 16,5 ملايين من أصول أجنبية، وأغلب هؤلاء من دول إسلامية كالمغرب وتركيا وأندونيسيا. * مسجد السلام الذي يعد أكبر مساجد غرب اوروبا مساحة، بني على مساحة 3 آلاف و200 متر مربع، ويضم مئذنتين بطول 50 مترا، ويمكنه استقبال 3 آلاف مصلي، وتم تخصيص الطابق الأول في المبنى، الذي تفوق مساحته ألفي متر مربع وتعلوه قبة بارتفاع 25 متراً، لصلاة الرجال، كما يمكن للنساء الاستماع إلى الإمام ومشاهدته من الطابق الثاني، الذي تم تخصيصه لهن للهدوء والسكينة، عبر فتحة في الأرضية.