الهجرة غير الشرعية هي آفة عابرة للقارات وتعرف في مجتمعنا ب(الحرقة)، بحيث أضحت الجزائر واحدة من بين الدول التي انتشرت فيها هذه ا لظاهرة خاصة في الآونة الأخيرة، حيث أصبح الشباب الجزائري من مختلف الأعمار قصر منهم وحتى أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة يهجرون البلد إلى الضفة الأخرى إما عن طريق تجاوز المدة القانونية أو كما يعرف ب (حرق) الفيزا وذلك بعد انقضاء مدة الإقامة القانونية أو عن طريق ما يسمى ب (قوارب الموت). ظهور الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وكذا تفاقم البطالة لدى شريحة الشباب دون أن ننسى إجراءات الفيزا المعقدة كل هذا أدى بالعديد من الشباب إلى التفكير في الهجرة غير الشرعية من إفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا ورأوا فيها الحل الوحيد للحد من المشاكل التي يعانون منها، حالمين بحياة أفضل والظفر بفرص عمل بمردود مالي جيد. (ب. أمين) طالب جزائري يبلغ من العمر 25 سنة روى لجريدة (أخبار اليوم) حكايته مع الهجرة غير الشرعية قائلا إن السبب الوحيد الذي دفعه للحرقة هو عدم وجود فرصة عمل على حسب مستواه الدراسي العالي ولو بأجر شهري مقبول. أضاف أمين إنه بعد أن حظي ملف طلبه التأشيرة إلى إنجلترا بالقبول وحددت المدة القانونية ب 3 أشهر طار إلى إنجلترا وتعمد البقاء بعد انتهاء مدة التأشيرة وأصبح مهاجرا غير شرعي في بلد أجنبي لا يعرف عنه شيئا، من هنا بدأ الشاب بالبحث عن عمل لكن كان مطمعه جد صعب خاصة وأنه لا يتقن اللغة الإنجليزية وبعد استحالة بقائه هناك عاد لبلده الأم الجزائر. (ب. زين الدين) هو الآخر شاب يبلغ من العمر 28سنة هاجر إلى فرنسا عن طريق قارب وخاطر بحياته في عرض البحر بعد أن تم رفض طلبه للتاشيرة، زين الدين نجح ووصل إلى فرنسا قائلا (لا أريد أن أتذكر الليلة التي هاجرت فيها لكن هناك العديد من الأسباب التي جعلتني أهجر بلدي وخاصة عائلتي بهذه الطريقة من بينها سوء التنظيم، الحقرة والظلم وخاصة أني كنت أعمل وأبذل جهدا كبيرا في تأدية واجباتي ولكن براتب لا يكفيني لمدة شهر، أضاف الشاب (الحمد لله نجحت هنا بفرنسا وأحوز على عمل قار بأجر جيد وأمتلك منزلا خاصا وسيارة لكن هذه الأحلام عانيت كثيرا لتحقيقها وأنا اليوم أنعم بثمار التعب والجهد المتواصلين. ترى الأستاذة شيبوط عبير أخصائية في علم النفس العيادي أن الحرقة آفة اجتماعية تعصف بشبابنا منذ الأعوام الماضية ولا تزال إلى اليوم وهذا راجع لعدة أسباب اجتماعية كالفقر، البطالة، انعدام فرص العمل، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والسياسية لاسيما مع مشكل عدم منح فرص لتوظيف الطاقات الشابة هذا ما يجعل شباب اليوم يهب إلى الهجرة غير الشرعية للظفر بفرص عمل وتحقيق بعض الأحلام التي لا يستطيعون تحقيقها في الجزائر بسبب عراقيل متنوعة، أما الدكتور نور الدين محمد جباب أستاذ بجامعة الجزائر لا يرى أن السبب يكمن في البطالة والفقر وحدهما بل في رغبة الشباب الجزائري في تحقيق حياة الرفاهية التي يمثلها في ذهنه ويحلم بها، وحتى تأثره بالثقافة الغربية في جميع جوانبها اعتبره عاملا يدفع الشباب للحرقة.