دفاعا عن سمعة رئيسها الشيخ فسوم أعلنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحرب على المدير الأسبق للإذاعة الوطنية عبد القادر دفاعا عن سمعة رئيسها الشيخ الدكتور عبد الرزاق فسوم الذي اتهمه نور بالعمالة لفرنسا خلال ثورة التحرير الوطنية، وقررت رفع دعوى قضائية ضد هذا الأخير الذي لا تستبعد بعض الأوساط استغلاله من قبل جهات مشبوهة تنفذ مخططا يهدف إلى ضرب رموز الأمة وعلمائها، من خلال استهداف بعض مشايخ جمعية العلماء، وفي مقدمتهم رئيسها الشيخ فسوم. حسب بيان صادر عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه أمس الأحد، فإن المكتب الوطني للجمعية اجتمع يوم السبت في دورة استثنائية، تناول خلالها (قضية الاتهام المغرض للنيل من مكانة الجمعية بعد الإنجازات التي حققتها والتفاف المواطنين على اختلاف مشاربهم ومكانتهم حولها، وذلك بالطعن في شخص رئيسها الأستاذ الدكتور عبد الرزاق فسوم). دعوتان قضائيتان أعلن بيان الجمعية أن المكتب الوطني انتهى في هذا الاجتماع إلى (رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة وضد المعني الذي صرح لبعض وسائل الإعلام، كما تقرر تأسيس الجمعية بصفتها طرفا مدنيا لحقها الضرر من جراء هذا الاتهام الباطل). واستعانت الجمعية في ختام بيانها بقول اللّه عزّ وجلّ: {ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه اللّه إن اللّه لعفو غفور}، وكذا بقوله تعالى: {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون}. ويعد هذا البيان أول رد رسمي من الجمعية كمؤسسة على الاتهامات الخطيرة التي وجهها عبد القادر نور إلى رئيسها في تصريح لصحيفة يومية خاصة، علما بأن شيخ الجمعية عبد القادر فسوم سبق له وأن رد بقوة على نور في تصريحات صحفية مختلفة أكد فيها أن هناك حملة شعواء تستهدف الجمعية ككل وليس رئيسها فحسب. وكانت الاتهامات الخطيرة الموجهة للشيخ فسوم قد أخرجت رفيقه في الجهاد وصديقه خلال ثورة التحرير المباركة المجاهد الشيخ زبير طوالبي عن صمته ودفعته إلى الإدلاء بشهادته في القضية التي فجرها المدير الأسبق للإذاعة الوطنية عبد القادر نور الذي اتهم فسوم بالخيانة والعمالة لفرنسا. الشيخ زبير طوالبي صديق وزميل الشيخ عبد الرزاق فسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين وملازمه في ثورة التحرير فنّد في تصريح سابق ل (أخبار اليوم) كل الاتهامات الموجهة للشيخ فسوم، معتبرا إياها باطلة ولا أساس لها من الصحة، وتأسف لصدور تلك الاتهامات من عبد القادر نور الذي وصفه بالصديق له وللشيخ فسوم، قائلا: (أنا شاهد على مسيرة الشيخ فسوم إبان ثورة التحرير، وأشهد بأصابعي العشرة على أن الشيخ فسوم صاف صفاء الثلج من كل الاتهامات الموجهة له). وأضاف طوالبي: (كنا نعمل معا من أجل استقلال الجزائر، عبد الرزاق فسوم خط أحمر لمن يقول إنه كان حركيا، هذا يستحيل عائلته عائلة ثورية وشريفة وعلمية ويستحيل ان يخرج من هذه العائلة خائن للجزائر). وأضاف المتحدث أن صداقته مع الشيخ فسوم دامت 62 سنة منذ أيام معهد اابن باديس، وهي مستمرة إلى اليوم). وأردف الشيخ طوالبي أنه كان رفقة الشيخ فسوم إبان ثورة التحرير الوطني أين كان المسؤول عليهما الشهيد صالح نور -رحمه اللّه-، متأسفا إزاء ما بدر عن الشيخ عبد القادر نور كونه صديق للشيخين (الشيخ فسوم والشيخ طوالبي)، مشيرا إلى أن الشيخ عبد القادر نور كان مسؤولا عنه في الإذاعة آنذاك وكان من خيرة الشيوخ معروف عنه الحكمة والرزانة، مستغربا ما بدر منه ضد الشيخ عبد الرزاق فسوم. الشيخ فسوم يتحدى في تصريحه السابق، قال طوالبي ل (أخبار اليوم) إنه ربما قد تم تأويل أو تحريف كلام الشيخ عبد القادر نور، موضحا أنه في حال كان الكلام المنسوب إلى هذا الأخير قد قاله فعلا فإنه سيصاب بخيبة أمل (في المجاهد والشيخ والأخ عبد القادر نور)، مردفا: (فسوم من الشخصيات الجزائرية التي يشار إليها بالبنان)، متسائلا عن سر اختيار وقت نجاح ملتقى الشيخين مائة بالمائة ليتم قول هذا الكلام. من جانبه، قال الأستاذ التوهامي ماجوري، القيادي في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن الاتهامات الموجهة للشيخ فسوم فارغة وليس فيها اتهام واحد مبنى على دليل، مضيفا أن هذه الاتهامات تدفع إلى التساؤل هل الشيخ عبد القادر نور اتهم دفاعا عن أمه أم عن الحقيقة التاريخية لأنها تعذبت بسببه؟ وأوضح التوهامي ماجوري أنه من المفترض أن لا تبنى الاتهامات على الظنون وتصريحات الغير، مؤكدا المتحدث أن الشيخ فسوم كان متعاونا بالقطعة مع تلك الإذاعة ولم يكن موظفا. وأردف ماجوري أن الشيخ فسوم أكد أنه (في حال إذا ما ثبتت نصف الاتهامات الموجهة إليّ سأتنازل عن جنسيتي)، مفندا كل ما جاء على لسان عبد القادر نور من اتهامات وقال إنه لا أساس لها من الصحة وهو عازم على رفع دعوى قضائية. وأضاف الأستاذ ماجوري التوهامي أن الشيخ فسوم رفض رفضا قاطعا أن يتم التوسط له مع الشيخ عبد القادر من قبل مشايخ، مشيرا إلى أن المدعي لابد أن يأتي بالدلائل على ما قاله. وفي هذا السياق، أكد المتحدث أن هناك مؤامرة تحاك ضد جمعية العلماء المسلمين منذ مدة، قائلا: (ليس من العفوية أن تثار جملة من الأمور في هذا الوقت بالذات)، حيث أشار إلى أنه في وقت سابق ذكر أن عبد الحميد ابن باديس والشيخ الإبراهيمي ليسا من أسّس جمعية العلماء المسلمين، واليوم تأتي هذه الاتهامات الموجهة للشيخ عبد الرزاق فسوم وما يقال في شخصه، فيما قالت صحيفة وطنية تصدر بالفرنسية إن جمعية العلماء المسلمين تهدد السلم وتدعم الإرهاب. كما كشف الشيخ ماجوري أن الشيخ عبد الرزاق فسوم عازم كل العزم على رفع دعوى قضائية ضد الشيخ عبد القادر نور، متسائلا: (هل هي مؤامرة على الرجال أم مؤامرة على التاريخ؟ اليوم الشيخ فسوم وقبلة بن بلة ومصالي والحاج وغيرهم، كانت هناك عملية ممنهجة لكسر التاريخ).