اعتبرت لجنة حقوق الإنسان النيابية أن الآلية المعتمدة من قِبل قيادة عمليات بغداد بدخول النازحين إلى العاصمة عبر جسر بزيبز (غير صحيحة)، وفيما أكّدت حدوث حالات وفاة عدّة عند الجسر طالبت الأجهزة الأمنية بفتح الجسر أمام النازحين من مدينة الرمادي بشكل فوري. كان رئيس مجلس قضاء العامرية في محافظة الأنبار شاكر محمود العيساوي أعلن الأربعاء وفاة خمسة نازحين في جسر بزيبز، لافتا إلى أن أسباب الوفاة هي الحَرّ والجوع والعطش. وقال العيساوي إن (خمسة نازحين من أهالي الأنبار توفّوا في جسر بزيبز الذي يربط قضاء عامرية الفلوجة ببغداد)، مبيّنا أن (هؤلاء المتوفّين هم طفلان وامرأتان ورجل كبير في السنّ)، وجاء ذلك بعدما جدّد مجلس محافظة الأنبار مطالبة الحكومة المركزية في بغداد بفتح جسر بزيبز أمام الأسر النازحة والمهجّرة من المحافظة، داعيا إيّاها إلى توفير مياه الشرب والغذاء للنازحين في عامرية الفلوجة. وقال رئيس اللّجنة أرشد الصالحي في بيان نشره موقع (السومرية نيوز) إن (اللّجنة تراقب عن كثب وضع النازحين من محافظة الأنبار، خصوصا ما يتعرّضون له عند معبر بزيبز من انتهاكات لحقوق الإنسان، ما أدّى إلى حدوث حالات وفاة عدّة). وأضاف الصالحي أن (الآلية المعتمدة من قِبل قيادة عمليات بغداد بدخول النازحين إلى العاصمة عبر معبر بزيبز غير صحيحة)، مطالبا الأجهزة الأمنية ب (فتح المعبر فورا أمام النازحين وتسهيل دخولهم احتراما للدستور ومبادئ حقوق الإنسان، آخذين بنظر الاهتمام الاعتبارات الأمنية)، واعتبر أن (مجلس النواب أخفق في اتّخاذ قرار بشأن معبر بزيبز)، مشيرا إلى أن (اللّجان المعنية بوضع النازحين المشكّلة من رئاسة المجلس لم تتوصّل إلى اتّفاق بسبب الخلافات السياسية بين الكتل). ودعا الصالحي وزارتي الصحّة والتجارة والجهات ذات العلاقة إلى (توفير المواد الطبية والأغذية للنازحين وتشكيل هيئة عليا للكوارث في البلد)، وناشد دول الجوار والدول المانحة (مساعدة النازحين في العراق من خلال الصليب والهلال الأحمر الدوليين وتوفير الأغذية والأدوية والمستلزمات الأخرى للنازحين). وقرّرت رئاسة البرلمان، أمس السبت، تشكيل لجنة عاجلة تتكوّن من لجان الأمن والدفاع وحقوق الإنسان والهجرة والمهجّرين برئاسة نائب رئيس البرلمان آرام الشيخ محمد لزيارة معبر بزيبز ومتابعة أوضاع النازحين. وأعلن عضو مجلس محافظة الأنبار أركان الطرموز، السبت، عن تحديد وفد يضمّ المحافظ وأعضاء المجلس لمقابلة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي اليوم لمناقشة فتح جسر بزيبز أمام النازحين، مبيّنا أن المجلس يتكفّل بعدم اندساس عناصر (داعش) بين صفوف النازحين. وكانت (القيادة العامة لعمليات بغداد) قد أغلقت جسر بزيبيز الحيوي أمام النازحين الفارّين من مدينة الرمادي صوب العاصمة بغداد، مشترطة التوفّر على كفيل. وقرّرت قيادة عمليات بغداد السماح لنازحي الأنبار بالدخول إلى العاصمة عبر جسر بزيبز بشرط وجود كفيل. وغادر أكثر من 40 ألف شخص الرمادي منذ سيطرة تنظيم (الدولة الإسلامية) عليها في قبل أيّام. ولم توضّح السلطات سبب إغلاق جسر بزيبيز، لكن ثمّة مخاوف من تسلّل مسلّحي التنظيم بين النازحين إلى العاصمة. ويعتبر الجسر المعبر الآمن الوحيد إلى بغداد من محافظة الأنبار. وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتّحدة إنه سيرسل مساعدات غذائية إلى المحافظة ذات الأغلبية السُنّية. وأضافت المنظّمة الدولية أن 25 ألف شخص وصلتهم مساعدات طارئة. وحذّر نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلق من أن قتال تنظيم الدولة لم يعد (شأنا محلّيا)، داعيا المجتمع الدولي إلى اتّخاذ إجراء عملي.