"لا يُوجد تنسيق مع مخابر وزارة التجارة" أشار بادي حمو عبد الكريم مدير مخبر (حلال سرفيس) وعضو بجمعية حماية وإرشاد المستهلك، في حديث مع (أخبار اليوم) إلى أن السوق الجزائرية لا تخلو من المنتجات التي يمكن أن تحتوي على تركيبات حرام بسبب التشابه الذي يكمن في مركباتها وعدم معرفة المصدر الأصلي سواء نباتي أو حيواني. وأضاف مدير مخبر (حلال سرفس) أن وزارة التجارة، لا تنسق معه من أجل العمل سويا واكتشاف المنتوجات الحرام، ودحر مستورديها إن كانت من منشأ أجنبي أو منتجيها إن كانت محلية الصنع، كما قال المتحدث إن العلامة التجارية (كوكا كولا) تسوق منذ مدة إلى الجزائر لكن تركيبتها جد سرية وتصنع في أمريكا ولا أحد يعلم مما تحتوى التركيبة. حاورته: عبلة عيساتي * من يحمي المستهلك الجزائري من المنتجات الحرام؟ ** إن حماية المستهلك الجزائري من صلاحيات وزارة التجارة بالدرجة الأولى كونها المسؤول المباشر على صحة وسلامة المستهلك. * هل عثر مخبركم على مواد تحمل وسم (حلال) وهي في الأصل تتضمن مواد محرمة على غرار شحوم وجلود الخنازير؟ ** أجل، لقد سبق لجمعية وحماية وإرشاد المستهلك، طلبت منا القيام بالتحليل لمنتوج الجيلاتين من اجل التأكد إذا ما كان المنتوج مادته الأولية حلالا أم حرام، وفعلا بعد القيام بعملية التحليل اتضح أن مادة الجيلاتين المسوقة إلى الجزائر بوسم (حلال) والتي كتب عليها مصنوعة من البقر، حرام ومصنوعة في الأصل من جلود الخنازير. * ما هي المواد الأكثر عرضة لتزوير الأوسمة؟ وهل من إحصائيات في هذا المجال؟ ** لا يمكن ذكر المنتوجات بالاسم من اجل الاحتفاظ بسرية الزبائن، لكن يوجد مركبات فيها تشابه كبير تدخل في العديد من الأغذية، منها الأنفحة (الروبة) والتي تستعمل في صناعة الأجبان، وكذا الجيلاتين أحادي وثنائي الغليسيريد، ومصل اللبن والذي يصنع منه الحلويات على غرار الشكولاطة والبيسكويت، وهي الأكثر رواجا، والتشابه يكمن أنهم يمكن أن يكون مصدرهم الأصلي نباتي كما يمكن أن يكون حيواني. * الحلال غير محصور في المواد الغذائية على غرار مواد التجميل والعطور التي قد تحتوي على مركبات محرمة، ماهي المواد الأكثر رواجا في السوق الجزائرية والتي تعتبر محرمة؟. وهل هناك ماركات عالمية أو وطنية معروفة اكتشفتم تلاعبات في مركباتها؟ ** ليس هناك منتوج على وجه الخصوص، حيث في العديد من المرات اتصلت بنا جمعية وإرشاد المستهلك من اجل القيام بتحليل أحد المنتجات المشكوك في أمره ويحمل وسم (حلال). * هل هناك تقارير لمخابر عالمية تجيز حلال بعض المنتجات، وبعدها اكتشفتم انها منتجات حرام لاحتوائها على مركبات محرمة؟. ** بعد التحليل والتحريات اكتشفنا ان وسم (حلال) صادر من جهات أجنبية ليس لها مخابر للتدقيق ولا تعتمد اصلا على معايير، حيث قرروا من تلقاء أنفسهم أن المنتوج (حلال)، وعند الاتصال بهم يقول لنا إنه ليس لديه معايير لتصنيف الحلال. * ما الفرق بين المخابر العالمية المعتمدة، والمخابر الأخرى؟. ** هنا لابد من توضيح جد مهم تقوم به هيئات لها مخابر، تُسمى بهيئة الشهادة وهذه الأخيرة لها مخبر معتمد يعطي الاعتمادات، على سبيل المثال مخبرنا حلال سرفس، لديه اعتماد من ماليزيا بالشهادة (الحلال) وذلك طبقا لمعايير الدولة، وقدم الاعتماد طبقا لخبرة اختصاصيين من علم التغذية وحكم الشرع من قبل مشايخ وعلماء الدين. * هل تقوم مخابر وزارة التجارة، في رأيكم، بدورها المطلوب في مراقبة تركيبة المنتجات المستوردة، وهل تنسقون معها؟. ** وزارة التجارة لا تقوم بأي تنسيق مع مخبرنا، حيث اتصلنا بهم ولم يردون على طلبنا والمتمثل في التنسيق مع مخابرهم، ولم يعاودوا الاتصال بنا ولم تكن هناك طلب يد العون معهم. * قبل سنوات قال خبير مصري أن مشروبات كوكا كولا وبيبسي تحتوي على مادة مستخلصة من شحوم الخنزير. ما رأيكم؟ وهل صحيح أن مشروبات كوكا وبيبسي الموجهة للأسواق الجزائرية تختلفان عن الموجهة للأسواق الغربية؟. ** علامة كوكا كولا التجارية اول مرة سوّقت تركيبتها منذ أمد بعيد وهي سرية ولا يعرف أي كان مما تنتج، حيث انها تصنع المادة الأولية في أمريكا، أما إن كان هناك اختلاف في العلامة الموجود في السوق الجزائرية والسوق العالمية فعهذه النقطة لا أعلم، ما أعلمه هو أن المادة الأولية تسوّق للبلدان وتقوم البلدان بخلطها مع الصودا وتعبئتها في عبواتها.