أعلنت المفوّضية العليا لحقوق الإنسان في العراق (مستقلّة مرتبطة بالبرلمان) عن دخول أكثر من 50 ألف نازح من محافظة الأنبار (غرب) إلى بغداد عبر معبر (بزيبز) خلال خمسة أيّام. قال عضو مفوّضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي في بيان إن المفوّضية واستنادا إلى تواجدها اليومي في معبر (بزيبز) وثّقت دخول 50 ألف من نازحي الأنبار بعد موافقة الحكومة والجهات الأمنية على دخولهم. و(بزيبز) منطقة ريفية تابعة لناحية عامرية الفلوجة ضمن قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار، وتبعد عن الفلوجة 50 كلم جنوب وعن العامرية 20 كلم جنوبا، ويربطها مع بغداد جسر بزيبز. ورفضت السلطات الأمنية في بادئ الأمر السماح للنازحين بالعبور من المعبر إلاّ إذا تكفّل بهم شخص من سكّان العاصمة. لكن رئيس الوزراء العراق حيدر العبادي أمر باستقبال النازحين من الأنبار دون شروط مسبقة، وذلك في أعقاب سقوط الرمادي عاصمة الأنبار بيد تنظيم الدولة قبل أسبوع. وأشار الغراوي إلى أن أغلب النازحين الذين عبروا إلى بغداد من النّساء والأطفال ويعانون معاناة كبيرة في ظلّ عدم توفّر الظروف الملائمة لأوضاعهم الإنسانية وعدم توفّر المواد الغذائية والطبّية الكافية لسدّ احتياجاتهم، وأشار إلى قلّة المساعدات الإنسانية المقدّمة للنازحين من قِبل الجهات الحكومية والدولية، وأن أغلب ما يقدّم لهم من منظّمات مدنية ومتطوّعين والحشد الشعبي، وأضاف أن المفوّضية رفعت توصيات إلى الجهات الحكومية بضرورة تسهيل نقل النازحين من المعبر إلى معسكرات الإيواء المُعدّة لهم بأسرع وقت ممكن تفاديا لحدوث حالات مرضية بين الأطفال بعد أن وثّقت المفوّضية حالات إغماء لارتفاع درجات الحرارة وتواجد النازحين لأيّام قرب هذا المعبر. وأكّد الغراوي أن المفوّضية طالبت بإقامة معسكر إيواء مؤقّت قرب المعبر تتوفّر فيه كافّة الإمكانيات لمساعدة النازحين. وأشار بيان المفوّضية إلى أن عدد النازحين في العراق وصل إلى 3.250 مليون شخص، وأنها طالبت الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون بإقامة مؤتمر للمانحين لتقديم المساعدات للنازحين في العراق الذين يتعرّضون لمأساة إنسانية حقيقية في جميع المحافظات التي حدثت فيها موجات النزوح الكبيرة. وهي المرّة الثانية خلال أسابيع تسجّل موجة نزوح واسعة من الرمادي بعدما نزح قرابة 113 ألف شخص منها في النّصف الأول من أفريل إثر هجوم سابق للتنظيم على أحياء في المدينة. وفرضت السلطات العراقية في حينه أيضا شرط الكفيل، معلّلة ذلك بأسباب أمنية وتخوّف سياسيين من تسلّل بعض عناصر تنظيم الدولة إلى بغداد تحت ستار النازحين لتنفيذ عمليات أمنية. وسيطر التنظيم على الرمادي الأحد الماضي، فيما يعدّ أبرز تقدّم له في العراق منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في صيف العام الماضي.