تشهد مقاهي الأنترنت إقبالا واسعا من طرف المقبلين على الامتحانات بأطوارها الثلاثة لاسيما طلبة البكالوريا، وذلك بحثا عن المعلومة وإثراء قدراتهم الذهنية لخوض غمار الامتحانات بكل ارتياح، كما لجأوا إليها بحثا عن الحوليات السابقة والاطلاع على حلولها لأخذ خبرة وتجربة عن أسئلة الامتحان، ما انعكس على التوافد الكبير للمتحنين على مقاهي الأنترنت دون أن ننسى تزود الأسر بتلك الوسائل التكنولوجية الحديثة وتوفيرها للمتحن بعد أن باتت ضرورية. نسيمة خباجة ساهم تطور الشبكة العنكبوتية وانتشارها الواسع في البحث عن مجالات متنوعة لاستغلالها ولعل واحدا من أبرز الاستعمالات للأنترنت هو استعمالها من طرف الطلاب في الدراسة دون أن ننسى استعمالها في التحضيرات المكثفة للامتحانات وهو ما يقبل عليه الطلبة المقبلون على امتحانات مصيرية في هذه الفترة وسط تخوف كبير من طرف الأولياء حول تضييع الوقت في الإبحار في عالم الأنترنت ومرور الوقت خصوصا مع العد التنازلي للامتحانات المصيرية التي ستنطلق تباعا ابتداء من تاريخ 02 جوان القادم وسيسدل الستار عنها في 16 جوان. في جولة خاطفة عبر بعض مقاهي الأنترنت بالعاصمة شد انتباهنا غزو الممتحنين لها قصد التحضير للامتحانات والاطلاع على بعض حوليات البكالوريا وكذا شهادة التعليم المتوسط وحتى التلاميذ الممتحنين في شهادة التعليم الابتدائي اقتحموا مقاهي الأنترنت للاطلاع على بعض الحلول والحيل العلمية والاستفادة منها قبل الامتحان. اقتربنا من بعض الممتحنين لرصد دوافع إقبالهم على مقاهي الأنترنت في هذه الفترة، فبين أغلبهم أنها باتت ضرورة في البحث والتعلم خاصة في هذه الفترة التي تسبق الامتحانات. يقول الطالب أسامة الذي سيجتاز امتحان البكالوريا إنه يقسم وقته بين التحضير والحفظ بالبيت، وبين ولوج بعض المواقع العلمية عبر الأنترنت للظفر ببعض المعلومات في مختلف المواد التي سيمتحن فيها وكذا اضطلاعه على بعض الأسئلة النموذجية في مواضيع الامتحانات السابقة وكذا حلولها للانتفاع بها خاصة وأن الاسئلة سوف لن تخرج عن تلك النماذج لا محالة. الطالبة سمية شعبة آداب تقول إنها بالفعل تغوص في بعض المواقع لكن بحذر ولا يكون ذلك الغوص على حساب التحضير المكثف للامتحان خاصة وأن الكمبيوتر يستهلك الوقت الكثير والفترة لا تسمح للطالب الممتحن بذلك، إذ لابد من العودة إلى الأنترنت في بعض الأمور المبهمة أو من أجل الانتفاع ببعض حوليات الامتحانات السابقة ووجب الاعتماد الكلي على الدروس كون أن الأسئلة سوف لن تخرج عنها في الأساس، أما بعض المواقع العلمية فهي في رأيها فرع أو جزء من الكل. ويرى المختصون في التربية والتعليم أن دور الأنترنت في الدراسة وكذا التحضير للامتحانات يحمل شقين شق إيجابي وآخر سلبي، فالاستعمال دون إفراط ولا تفريط لن يضر، ففي مجال الدراسة إيجابيات الأنترنت أكثر من السلبيات فهي وسيلة لاكتساب المعلومات خاصة للممتحنين دون أي عناء، كما انتشرت مواقع ومنتديات الدراسة وساهم انتشارها في مساعدة الطلاب على التفوق، أيضا الأنترنت هي مكان لإيجاد الفيديوهات الحية التي تسهل فهم الدروس وتدارك النقائص، كما أنها أصبحت تجمع العديد من الأساتذة الذين يخصصون وقتا لمساعدة الطلاب وهي أيضا أحسن وسيلة لإنجاز البحوث الممتازة مع تعدد مصادر المعلومات وفيها توجد جميع الدروس والملفات لجميع المستويات، إذ تلعب الأنترنت دورا إيجابيا بارزا في تطوير مستويات الطلاب، لذا فإن الاستعمال العقلاني دون التجول بين مواقع اللعب واللهو أصبح في هذا العصر أمرا شبه ضروري، وعلى الطلاب المقبلين على امتحانات مصيرية استغلال المواقع العلمية التي تشتمل على دروس وحوليات وأسئلة وحلول بغرض فهمها واستيعابها والتحضير لامتحاناتهم بشكل جيد دون تفريط أو إفراط.