أعلنت وزارة الثقافة الجزائرية، يوم الخميس، أن مخرج فيلم (الوهراني) الذي أثار إعلان مشاركته في مهرجان سينمائي بالكيان الصهيوني موجة غضب قد طلب رسميا سحبه. وقال نزيه برمضان، مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي (التابعة لوزارة الثقافة): (أبلغت أن مخرج الفيلم إلياس سالم طلب رسميا سحب فيلمه من المهرجان الذي سيقام بإسرائيل). وتابع برمضان، في تصريح لفضائية (الشروق نيوز) الخاصة، (بعد تأكدنا من مشاركة الفيلم في هذا المهرجان راسلنا الشركة المنتجة وهي فرنسية، وطلبنا بلهجة شديدة سحب الفيلم)، ويبدو أن ضغط وزارة الثقافة، في غياب تصريح رسمي من الوزير ميهوبي، وضغط الشرفاء قد أثمر ودفع مخرج (الوهراني) إلى سحبه من المهرجان البائس. وفي تصريح آخر لقناة السي آن آن، أعرب نزيه برمضان عن انزعاج وكالته الشديد لهذا التصرف من المخرج إلياس سالم، موضحا : (نحن نعرب عن استيائنا وندين بشدة النهج المتبع من خلال مشاركة فيلم (الوهراني) في المهرجان، الذي يتعارض كلية مع الموقف السياسي للجزائر.) وأضاف نزيه برمضان : (صحيح أن الشركة التي أنتجنا معها الفيلم هي فرنسية (درامسالا) وتملك حصة الأغلبية في التمويل كما تملك أيضا الصلاحيات وحقوق التوزيع، لكن هذا لا يخول لها التصرف كما تشاء، بل لم يحترم المنتج مهنية العمل من خلال إعلامنا واستشارتنا في الأمر لتفادي أي انزلاق). وبخصوص ما نشره المخرج الياس سالم على حسابه الخاص عبر شبكة التواصل الاجتماعي (فايس بوك)، الذي عبر عن سعادته بمشاركة فيلمه في المهرجان، أوضح نزيه بن رمضان قائلا (يتعين على المخرج ومنتج الفيلم تقديم توضيحات للرأي العام الوطني). وقالت بعض التقارير إن منتجة الفيلم الفرنسية (إيزابيل مادلين) هي صاحبة فكرة عرضه في المهرجان الإسرائيلي، بينما برّر المخرج إلياس سالم مشاركته على حسابه الخاص في "الفيسبوك" بأن (الجهات المشرفة على المهرجان معادية للصهيونية)، وهو الكلام الذي أثار استغراب كثير من المثقفين الجزائريين، الملتزمين بموقفهم الواضح ضد كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل. وكان المخرج الفرنسي، ذي الأصول الجزائرية، إلياس سالم، قد أعلن منذ أيام على صفحته الرسمية على التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن فيلمه (الوهراني) سيشارك في مهرجان السينما المتوسطية بأشدود في إسرائيل في 10 جوان 2015. ونشرت إدارة المهرجان، على موقعها الرسمي خبر مشاركة الفيلم مرفقة بالعلم الجزائري، رغم أن بلادنا لا تقيم أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهو ما أثار رفضا في الجزائر. وقد صاحب عرض فيلم (الوهراني) داخل الجزائر جدلا حادا، إذ اتهمه كثيرون بتشويه صور المجاهدين الذين شاركوا في حرب التحرير الجزائرية، حيث أثار غضب العديد من المناضلين الذين شاركوا في الثورة، إذ اعترضوا على طريقة تصويرهم ك(ماجنين منحلّين)، تلك الصورة التي رجّحها بعضهم كسبب رئيسي دفع المهرجان الصهيوني لاجتذابه وعرضه. كما أن فيلم الوهراني يحمل سبًا للدين الإسلامي، وهو أمر يغفل كثيرون عنه، ويفترض ألا تسكت عنه وزارة الثقافة مهما كانت الأسباب. ولم تمر فضيحة إعلان مشاركة فيلم (الوهراني) في مهرجان صهيوني يقام بمدينة أشدود تذهب أمواله لدعم ما يسمى بإسرائيل (مرور الكرام) على عموم الجزائريين الذين أعلنوا براءتهم من هذا العمل الفني الذي يحمل سبا للدين، وأصبح الآن بمثابة وصمة عار في جبين مخرجه الذي يفتخر من خلال هذه المشاركة البائسة في ذلك المهرجان الحقير، بدعمه الصريح لبني صهيون، في الوقت الذي أعلن بعض الشرفاء انسحابهم من المهرجان الصهيوني بعد أن اتضحت لهم معالمه وأهدافه ومراميه. وكتب أحد النشطاء قائلا: (هل تعلم أن الإسرائيليّين والفرنسيّين يسمون مدينة أشدود الجزائر الصغرى لأن أغلب السكان الذين انتقلوا إليها وبنوها كانوا من اليهود الجزائريين الذين غادروا بعد الاستقلال إلى فرنسا ومنها إلى أشدود أغلبهم من العاصمة ووهران وعنابة وقسنطينة فلا غريب أن ينزل الوهراني ضيفا على أشدود ونصف تمويله فرنسي). ولسان حال كثير من الجزائريين الساخطين على (الوهراني) هذه الأيام هو.. (الوهراني).. ليس جزائريًا!..