عمال (إيتوزا) مصرّون على شلّ حركة النقل ** يتزامن عادة أوّل أيّام شهر رمضان مع بداية الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في الجزائر، ويبدو أن هذه القاعدة (السيّئة) ستستمرّ خلال هذه السنة، أين سيكون الجزائريون على موعد مع أزمة مواصلات مرتقبة بفعل إصرار عمّال مؤسسة (إيتوزا) للنقل الحضري وشبه الحضري على سلك طريق الإضرابات في مواجهة مشاكلهم مع إدارة المؤسسة. كشفت مصادر نقابية ل (أخبار اليوم) عزم عمّال مؤسسة (إيتوزا) للنقل الحضري وشبه الحضري شلّ حركة النقل بالعاصمة بدءا من أوّل أيّام شهر رمضان احتجاجا على توقيت العمل الخاص بهذا الشهر، والذي جاء مجحفا ولم يراع المتغيّرات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الجزائر، حسبهم. وكانت إدارة المؤسسة العمومية قد قرّرت تمديد مواقيت التنقّل على مستوى كلّ خطوط شبكات النقل بالحافلات، أي من الساعة الخامسة ونصف صباحا إلى الساعة السابعة و20 دقيقة، مع توقّف مدّته ساعة واحدة وقت الإفطار وتستأنف من الساعة الثامنة و40 دقيقة إلى غاية الساعة الثانية و20 دقيقة صباحا بالنّسبة للخمسة عشر أيّام الأولى من رمضان أمّا الأيّام المتبقّية فسوف يتوقّف النقل على الساعة الثانية صباحا. وحسب ذات المصادر فإن عمّال المؤسسة مصمّمون على اللّجوء إلى لغة الإضرابات والوقفات الاحتجاجية بداية من أوّل أيّام رمضان في حال تعنّت الإدارة وإصرارها على تعميم التوقيت الجديد الخاص بهذا الشهر، والذي يشكّل إجحافا في حقّ العمّال المجبرين على مزاولة عملهم في توقيت متأخّر قبل الإفطار وقبل السّحور، فضلا عن كونه توقيتا يشهد غياب الأمن وانتشار العصابات التي تشكّل تهديدا قارّا للأعوان والسائقين. ولعلّ ما زاد من توتّر العلاقة بين بين العمّال وإدارة المؤسسة هو رفض هذه الأخيرة مراجعة منحة العيد، والتي لا ترضي طموحاتهم وقد تخرجهم إلى الشارع مجدّدا كونها لا تتناسب مع المتغيّرات الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، وجاءت لتؤكّد إصرار إدارة المؤسسة العمومية على التلاعب بمصير منتسبيها ومواصلة سياسة الوعود الكاذبة التي تنتهجها الادارات المتعاقبة منذ سنوات. من جانب آخر، تعيش (إيتوزا) حالة غليان بسبب معارضة بعض النقابيين للكيفية التي تمّت بها مراجعة الاتّفاقية الجماعية للعمّال من طرف المدير العام والأمناء العامّين للفروع النقابية، بالإضافة إلى تجميد أموال الخدمات الاجتماعية منذ سنة ونصف. ويتساءل النقابيون عن مصير الزيادات التي كان من المنتظر صبّها في أجور العمّال بنسبة 20 بالمائة وبأثر رجعي مقابل الإمضاء على الاتّفاقية المذكورة، معتبرين أن إدارة (إيتوزا) أخلفت وعودها. وكان المدير العام لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر كريم ياسين قد أكّد أن العاصميين لن يواجهوا هذه السنة إضراب أعوان وسائقي حافلات (إيتوزا) على غرار السنة الماضية التي شهدت إضرابات متكرّرة لعمّال هذه الشركة العمومية، الأمر الذي أثّر على ضمان نقل منتظم ووضع المواطنين في مأزق، موضّحا أن المؤسسة تنسّق مع النقابة لحلّ مشاكل العمّال، وأن باب الحوار مفتوح لإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، فيما يحرص مدير (إيتوزا) دائما على تأكيد العلاقة الطيّبة القائمة بين المؤسسة والشريك الاجتماعي في الوقت الراهن وتحدّث عن لقاءات تمّت بين الطرفين لتوضيح أخطاء كلّ جانب. وللإشارة، فإن الإضرابات المتكرّرة لعمّال (إيتوزا) تتسبّب في تعطيل مستعملي هذا النّوع من وسائل النقل، فضلا عن أضرار مادية كبيرة للشركة، حيث تكلّف خسارة تتراوح بين 200 و250 مليون سنتيم يوميا.