للاستمتاع بالأجواء الرمضانية وسط العائلة عمال يفضلون أخذ عطلهم السنوية في رمضان يستعد الكثير من الجزائريين لاستقبال شهر رمضان الكريم الذي يفصلنا عنه أقل من أسبوع، وكل حسب عقليته في التحضير فهناك من همه في بطنه ويعد العدة من خلال اقتناء أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية وتخزينها حتى لا يخرج خلال الأيام الأولى من الصيام من أجل التسوق خصوصا وأن الكثيرين خائفون من حرارة الجو، وهناك من يعد له العدة بشكل آخر وذلك من خلال تقديم طلبات للعطل حتى يهرب من ضوضاء العمل ومشاكله. يخول قانون العمل وفي كل أرجاء العالم حق العطلة السنوية لكل موظف مهما كان منصبه، وفي العقلية الجزائرية فإن حلول شهر رمضان يعني أخذ عطلة والهروب من ضغط العمل والاستمتاع بالصيام في البيت من خلال قضاء اليوم بطوله في النوم، لتكون فترة ما بعد الإفطار كلها للسهر والسمر مع الأحباب والأصدقاء، وهو الأمر الذي جعل مكاتب المسؤولين تكتظ بطلبات العطل.
العطل المرضية حل آخر في رمضان أصبح الكثير من العمال الجزائريين يلجؤون للعطل المرضية في حال ما إذا تعذر عليهم الحصول على عطلهم السنوية، ومن بين العمال الذين لجؤوا هذه السنة لهذا الأسلوب من أجل الحصول على عطلة السيد(علي) البالغ من العمر 53 سنة والذي يعمل بإحدى المؤسسات الوطنية، حين سألناه عن موضوعنا قال إنه هو واحد من الناس الذين تقدموا بطلب عطلة إلى رئيس المصلحة التي يعمل بها، خاصة وأن الأيام الأولى من شهر رمضان دائما تكون صعبة عليه للغاية خصوصا وأنه من كبار المدخنين وهو متعود دائما على قهوة صباحية مرفوقة بسيجارة تمكنه من النشاط يوما كاملا، ولكن الصيام سيحرمه من هذه النعمة لذلك يفضل في الأيام الأولى من الشهر البقاء في منزله حتى يتفادى أي شيء يمكن أن ينرفزه في الشارع أو العمل والخلود إلى النوم أفضل حل بالنسبة إليه.
الواجبات المنزلية تفرض على "الموظفات" أخذ العطل السيدة (حميدة) التي تبلغ من العمر 39 سنة متزوجة وأم لطفلين تعمل هي الأخرى بإحدى المستشفيات الخاصة بالجزائر العاصمة، ككل سنة ومنذ ست سنوات تبرمج عطلتها السنوية وفقا لرزنامة شهر رمضان، فهذه الأخيرة تفضل أن تبقى طيلة أيام الشهر في بيتها، سألناها عن السبب فردت علينا أنها تحب أن تتفنن في كل أيام الشهر في إعداد أشهى أنواع المأكولات لزوجها وأبنائها، كما أنها عودتهم كل سنة على تحضير المطلوع في البيت ولا تقتنيه من الشارع مثلما أصبحت تفعل العديد من النسوة اليوم، بالإضافة إلى ذلك فإن السيدة (حميدة) تسهر في رمضان إلى غاية بزوغ الفجر لذلك فهي لا تحبذ أبدا الاستيقاظ قبل الواحدة زوالا. التزامات العمل تجبر المدراء على رفض العطل ولكن خروج الكثير من العمال في عطل خلال أيام الشهر الفضيل يحدث ضغطا في العمل عبر بعض المؤسسات، الأمر الذي يجبر بعض المدراء على رفضها، التقينا بالسيد(نور الدين) مدير إحدى المؤسسات الخاصة المختصة في النشر والإشهار، سألناه عن عدد طلبات العطل التي تلقاها خلال هذه الأيام من طرف العمال فرد علينا أنه تلقى أربعة طلبات وهو ما سيسقط العبء على باقي العمال خصوصا وأن مؤسسته لا تضم عددا كبيرا من العمال فعددهم لا يتعدى 10 عمال، لذلك فقد وافق المدير على طلبين فقط في حين أجل الطلبين الأخيرين إلى ما بعد العيد، ولكنه يحتمل مواجهة فرضية العطلة المرضية التي سيتقدم بها العاملان اللذان رفض أن يوقع لهما عطلتهما، وبالتالي فقد قرر أن يستنجد ببعض طلاب الجامعات حتى يشغلهم في أيام العطلة ليأخذ المصروف من جهة وحتى يسد الفراغ من جهة أخرى.