مع الفترة الوجيزة التي تفصلنا عن بلوغ رمضان اختلطت أمور بعض الموظفين حول موعد أخذ العطلة السنوية التي عادة ما تقترن بالفترة الصيفية لدى أغلب الإدارات العمومية والخاصة، واحتار الكل من أمرهم فتأجيل العطلة إلى رمضان سيحرمهم من زيارة الشاطئ وقضاء الفترة في الصيام والقيام، أما تعجيلها والاستجمام بشاطىء البحر سيجعلهم يصومون ويتنقلون من وإلى العمل في درجة حرارة عالية قد تفوق الأربعين درجة. خاصة وأنه سيحل علينا في أوج شهر جويلية في هذه السنة وهو شهر معروف بارتفاع درجة الحرارة خلاله، مما أدى إلى افتتاح موسم الاصطياف مبكرا في هذه السنة ويدوم لشهر ونصف قبل حلول رمضان الذي سيقبل علينا على الأرجح في العشرين من شهر جويلية حسب الرزنامات السنوية وهي فترة قصيرة جدا، ليعود الكل إلى بيوتهم خلال رمضان، لكن لا ننفي أن موسم الاصطياف سيستمر إلى ما بعد رمضان، بحيث ومع تمام الشهر تقابلنا العشر الأواخر من شهر أوت واستقبال شهر سبتمبر المعروف هو أيضا بحرارته التي قد تستمر إلى غاية شهر أكتوبر قياسا على السنوات الماضية. وبينما نجد تكالب معلن بين الموظفين حول أخذ الإجازة السنوية في شهر رمضان بما لا يتوافق مع السير الحسن للمصالح والخدمات الأمر الذي أدى بمدراء المؤسسات إلى التدخل من أجل وضع حد لتلك النزاعات بين الموظفين رجالا ونساء، بحيث عهدنا الأمر أكثر على النسوة تبعا لأعبائهن الأسرية خلال الشهر إلا أن العدوى انتقلت إلى الرجال في هذه السنة واختاروا أن يقضوا شهر الصيام في البيت بعيدا عن تلك الحرارة المرتفعة التي تشعرهم بالعطش والإنهاك المضاعف، نجد على العكس من اختاروا تسبيق العطلة وأخذها قبل رمضان وتسطير برامج للتنزه والاستجمام مع العائلة رغم قصر الفترة. اقتربنا من بعض المواطنين للاستفسار عن كيفية تحديدهم لفترة عطلتهم في هذه السنة في ظل الظروف الاستثنائية وبلوغ رمضان في منتصف الفصل، فكانت آراؤهم متباينة فهناك من يفضل العمل في رمضان وهناك من يفضل الراحة والخلود إلى النوم بسبب تأثير الصيام على مزاجه وصحته. حدثتنا السيدة جميلة بالقول إنها تفضل الاستفادة من عطلتها في هذه السنة في رمضان من أجل المكوث بالبيت واستيفاء متطلبات العائلة في ذلك الشهر الذي يتميز بأجواء خاصة، وأضافت أن عملها في ذلك الشهر سيزيد من متاعبها خاصة وأنها تجبر على التوجه مباشرة إلى المطبخ بعد العودة من العمل وحرارة الفصل لا تساعدها البتة على العمل والصوم وتحمل أعباء الأسرة ومتطلباتها لذلك فضلت أخذ عطلتها السنوية في شهر رمضان. أما السيدة منال فقالت إنها وجدت نفسها في ورطة خاصة وأن المصلحة التي تعمل بها أكثرية النسوة فيها هن ربات بيوت ووقع اختيارهن على شهر رمضان من أجل الاستفادة من العطلة بالنظر إلى كثرة أعبائه، ولم ترض ولا واحدة السماح للأخرى باستبدال موعد العطلة مما أدى إلى تدخل رئيس المصلحة الذي أعاد ضبط الأمور وأنصف الكل باستفادة كل واحدة من عشرة أيام خلال الشهر وإبقاء المدة المتبقية إلى ما بعد رمضان. الرجال هم الآخرون فضل أغلبيتهم الاستفادة من العطلة خلال رمضان بعد أن رأوا أنهم يستعصى عليهم التنقل في رحلتي الذهاب والإياب من وإلى العمل واختاروا الخلود إلى الراحة خلال كامل الشهر. وتبقى التخوفات من الحرارة المرتفعة التي ستزيد حتما من وطأة العطش وتعب الصوم سببا في تهرب الكثيرين من العمل في رمضان.