حافظت أسعار المواد الاستهلاكية على ارتفاعها، عشية الثلث الأخير من شهر رمضان، بالرغم من تطمينات وزير التجارة الذي أكد أن الأسعار ستعرف انخفاضا ابتداء من الأسبوع الثالث لرمضان، وذهب مذهبه كل من وزير الفلاحة واتحاد التجار، غير أن استمرار الارتفاع مس مختلف أنواع الخضر والفواكه وكذا اللحوم الطازجة، حيث استغل التجار هذا الشهر الفضيل لتحقيق الربح السريع أمام الإقبال المتزايد على مختلف السلع. يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه وفرة في الإنتاج هذه الأيام، وهو ما يعني أن العرض متوفر ولا حجة لرفع الأسعار لأنه ليست هناك ندرة في أي منتوج. وقد تأكدت "المساء"، أمس، خلال جولة ميدانية قامت بها لسوق "علي ملاح" بالعاصمة، أن أسعار الخضر والفواكه واللحوم لا زالت مرتفعة وبقيت مستقرة كما كانت عليه في بداية شهر رمضان، وهو ما يؤكد أن التجار اتفقوا فيما بينهم لإبقاء هذه الأسعار على حالها بالرغم من وفرة العرض وانخفاض أسعار هذه المنتوجات في أسواق الجملة. وكان وزير التجارة، السيد مصطفى بن بادة، قد أكد نهاية الأسبوع الماضي، أن هذه الأسعار ستعرف انخفاضا محسوسا ابتداء من هذه الأيام أي الأسبوع الثالث من شهر الصيام، غير أن الواقع عكس ذلك ولم يحترم التجار هذا القرار، حيث أبقوا على أسعارهم كما كانت مثلما أكده العديد من الزبائن الذين التقيناهم بهذه السوق والذين أكدوا أنهم يأتون إليها باستمرار للتسوق ولاقتناء حاجياتهم ولم يلاحظوا أي انخفاض في الأسعار منذ بداية رمضان إلى غاية الآن. وقد أوضح الاتحاد العام للتجار والحرفيين في مرات عديدة بأن الإنتاج متوفر هذه السنة وبكميات هائلة، وهو ما يمنع بأي حال من الأحوال ارتفاع الأسعار بحجة قلة العرض، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار الذي نراه في أغلب الأسواق يعود إلى جشع وطمع بعض التجار الذين استغلوا إقبال المواطن لشراء ما يشتهيه لتحقيق الربح السريع قبل انتهاء شهر رمضان لأن المواطن عندما يذهب للتسوق يكون جائعا وبالتالي يشتري كل ما يشتهيه دون مراعاة السعر على عكس باقي أيام السنة. وخلال جولتنا لاحظنا أن الأسعار استقرت على ما كانت عليه في بداية رمضان، حيث احتلت التمور القائمة ليتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منها 550 دينارا بنسبة زيادة أكثر من 8 بالمائة مقارنة بما كانت عليه قبل رمضان. مثله مثل البطاطا التي صنعت المفاجأة وارتفع سعرها بنسبة 50 بالمائة بعد أن عرفت انخفاضا ملحوظا قبل شهر رمضان، حيث كان سعر الكيلوغرام الواحد منها في حدود 20 دينارا، غير أن المواطن خاصة صاحب الدخل المحدود لم ينعم طويلا بهذا الانخفاض، حيث قفز سعر البطاطا التي تعد أساس المائدة الجزائرية خاصة بالنسبة للعائلات التي لها أطفال إلى 45 دينارا. وحافظت كل الخضر والفواكه على أسعارها المرتفعة في أسواق التجزئة كما كانت عشية شهر الصيام كالجزر الذي بلغ سعره 70 دينارا، إدراكا من التجار بأن الجزائريات يفضلن إعداد الطبق المعروف في رمضان وهو "طاجين الزيتون" الذي يحتاج لكميات كبيرة من الجزر، بالإضافة إلى الطماطم التي بلغ سعرها 50 دينارا، الفلفل 100 دينار، الفاصولياء 70 دينارا، الخس ما بين 80 و120 دينارا، الكوسة 70 دينارا، والليمون 260 دينارا. كما سجل نفس الارتفاع بالنسبة للفواكه خصوصا وأن الجزائريين يفضلون تناول الفواكه بعد الإفطار من أجل تروية عطشهم مع حرارة الجو، إذ تجاوز سعر الموز 180 دينارا، وسعر البطيخ والدلاع 70 دينارا للكيلوغرام الواحد، والباكور ب170 دينارا، بالإضافة إلى التفاح الذي وصل سعره إلى 200 دينار. فيما تبقى أسعار اللحوم بمختلف أنواعها ملتهبة وبعيدة عن متناول ذوي الدخل المحدود، بحيث بلغ سعر الدجاج 380 دينارا للكيلوغرام، ولحم البقر 1400 دينار ولحم الخروف 1300 دينار، أما الكبد فبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه 2500 دينار.