قمع متواصل وقيود على الزينة والمساجد رمضان في مصر الانقلاب.. ثلاثة أمور تميّز شهر رمضان الفضيل في مصر هذا العام، الذي يأتي تحت حكم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، هي: الحر الشديد، وغلاء الأسعار، مع غياب الزينة، ووضع قيود على التهجد في المساجد. والبداية، مع غياب مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، في شوارع مصر، على غير العادة، بذريعة ترشيد استهلاك الكهرباء. فقد شددت شركات توزيع الكهرباء على أنها سوف تسمح بتعليق المواطنين وأصحاب الأماكن التجارية لزينة رمضان، شريطة تشغيلها من خلال مولدات الديزل الاحتياطية، لتقليل العبء على الشبكة، مؤكدة أنها تقوم بالتنسيق مع شرطة الكهرباء، لشن حملات إزالة الزينة المخالفة. أمر آخر يعاني منه المصريون في رمضان هو موجة الغلاء، وزيادة الأسعار. فقد حذرت الغرف التجارية من زيادة أسعار السكر، والبيض، واللحوم البيضاء، والحمراء، بالإضافة للدقيق، والياميش واللحوم، ما أثار حالة من الاستياء و التذمر بين المواطنين؛ إذ بلغ سعر كيلو الدواجن في المتوسط 25 جنيها، وبلغ ثمن كيلو اللحوم الحمراء 80 جنيها. وحتى الفوانيس ارتفعت أسعارها بنسب تتجاوز 100 %، مقارنة بالعام الماضى، إذ وصل سعر الفوانيس الصاج إلى 220 جنيا للصغير، و800 جنيه للكبير الذي يستخدم في أغراض الزينة، ويصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار، كما وصلت أسعار الفوانيس الخشبية إلى 100 جنيه، وحتى أرخصها، وهو الفانوس الزجاجي المعروف باسم "الفانوس أبو شمعة"، ارتفع سعره. وأرجع التجار هذه الزيادة في الأسعار إلى قلة المعروض، وصعوبة الاستيراد بسبب ارتفاع أسعار الدولار، وزيادة الجمارك، وعدم قدرة التجار على توفير سيولة مالية لاستيراد سلع رمضان. وعلى صعيد العبادة، والإقبال على المساجد، سيواجه المصريون متاعب جمة هذا العام؛ فقد أصدر وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، حزمة من القرارات، ستؤدي إلى تضييق غير مسبوق على عبادات المصريين، منها؛ منع تشغيل مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح أو صلاة الفجر، ومنع الخطيب من إلقاء الخطبة غير المحددة من الوزارة، كما تم منع إلقاء دروس بين الصلوات إلا بإذن مسبق وتصريح من إدارة الأوقاف. كما أعلنت الحكومة -ممثلة في وزارة الأوقاف- شروطا وصفت ب(التعجيزية) للاعتكاف داخل المساجد في رمضان، وأكدت تعيين مشرفين تابعين لها لمراقبة (تصرفات المصلين في صلاة التراويح)، وشددت على عدم السماح لأهالي المحافظة بالصلاة في مساجد محافظة أخرى. وعممت الوزارة نشرة سرية على المديرات التابعة لها، تتضمن تعليمات للأئمة والخطباء، تستهدف إحكام السيطرة على المساجد خلال رمضان، ومنها الالتزام بالخطب الموحدة التي تقرها الوزارة، وعدم تناول الأمور السياسية إلا وفقا لما يرد في الخطب المعتمدة من الأوقاف. كما منعت جمع أي أموال داخل المساجد تحت أي مسمى، ومنعت ترميم أو إصلاح أو توسعة المساجد إلا بعد موافقة الحكومة. وهددت من يخالف هذه التعليمات بالتعرض لعقوبات مشددة، من بينها الحرمان من الأجر أو الإحالة للتقاعد أو الخضوع للتحقيق في الجهات الرسمية، في إشارة إلى أجهزة الأمن. وغير بعيد من الأجواء السابقة، قال الإعلامي توفيق عكاشة، في برنامج (مصر اليوم) على فضائية (الفراعين)-: إن مصر ستواجه أياما صعبة للغاية، قائلا: (مصر هتشوف أيام زي الزفت المرحلة الجاية دي لمدة 40 يوما). وكانت دار الإفتاء المصرية أعلنت مساء الثلاثاء أن يوم الخميس الموافق الثامن عشر من شهر جوان لعام 2015م الجاري، هو أول أيام شهر رمضان لعام 1436ه.