تجارتها تشهد ركودا خلال كامل الشهر فتيات يتخلين عن "مساحيق التجميل" في رمضان يغير العديد من الجزائريين عاداتهم في شهر رمضان المبارك، إذ يحاول الكثير من الناس أن يصلحوا أنفسهم وذلك من خلال تقويم النفس وتعويدها على ترك كل المنكرات وتربية النفس على مكارم الأخلاق والفضائل المحببة خلال شهر رمضان، ومن بين تلك العادات تخلي الفتيات خلال شهر رمضان عن وضع مساحيق التجميل والتخلي عن الزينة كليا.
عتيقة مغوفل الماشي خلال أيام شهر رمضان عبر العديد من الأزقة وكل من يلتقي فتاة أو شابة إلا ويلاحظ أن لون وجهها شاحب على غير العادة والسبب في ذلك أنها تخلت عن وضع مساحيق التجميل خلال أيام الشهر الفضيل، والسبب في ذلك أن وضع الزينة والتبرج خلال شهر رمضان حرام وحتى لا تفسد الفتيات صيامهن يتخلين وبشكل نهائي عن الزينة، وهو الأمر الذي يجعل شكل الكثيرات يتغير، فمنهن من يظهر ضياء وجهها الحقيقي وبهائه ومن هن من يؤثر عليها الصيام ويكون شحوب وجهها جليا وواضحا للعيان. التقينا صدفة (عبير) صاحبة 24 عاما، هاته الفتاة تعودنا أن نلتقي بها كل صباح في نفس الحافلة التي نستقلها يوميا من أجل الالتحاق بمقر عملنا، التقيناها كالعادة ولكن هذه المرة لم نتعرف عليها وكنا سنجلس في أحد الأمكنة داخل الحافلة إلا أننا سمعنا صوتا خافتا ينادينا، التفتنا إلى الوراء فوجدنا فتاة غريبة لا نعرفها وعندما تقربنا منها تعرفنا عليها فكانت (عبير) تلك الفتاة التي تعودنا على ملاقاتها يوميا في الحافلة، لم نتعرف عليها من الوهلة الأولى والسبب في ذلك أن لونها كان شاحبا للغاية والسبب في هذا كله أنها تخلت عن وضع مسحوق التجميل التي اعتادت على وضعه يوميا فاتضحت لنا ملامح (عبير) الحقيقية التي كانت مختفية وراء الماكياج الذي كانت تضعه يوميا. في حين ومن جهة أخرى هناك صنف آخر من الفتيات اللائي يتجلى جمالهن الحقيقي بعد أن يتخلين على وضع مساحيق التجميل كعادتهن، فتلك المساحيق على يبدو أنها تخفي جمالهن الحقيقي ولا تظهره، ومن بين هذه الفئة من النساء زينب صاحبة 21 ربيعا، التقيناها صدفة وهي خارجة من أحد المحلات خلال اليومين الفارطين وقد كان وجهها على طبيعته مغسولا فقط بالماء والصابون ولم تضع ولو حتى القليل من الكحل، ما جعلها تبدو في غاية الجمال والحسن مقارنة بالأيام العادية من الإفطار التي كانت تتزين فيها، فسبحان الخالق نور كان يشع منها فقد كانت ملامح وجهها ملائكية وكأنها طفل صغير، ويشتكي التجار من عدم الإقبال عليهم من طرف النسوة خلال الشهر الفضيل بسبب العزوف عن اقتناء مواد التجميل فيضطرون إلى الغلق وأخذ عطلة لأيام خلال النصف الأول من رمضان، إلا أن تجارتهم تزدهر مرة أخرى وتنتعش قبيل العيد خاصة وأن كل النسوة يفضلن أن يظهرن في أبهى حلة في أيام العيد.