تتهافت النساء بمختلف أعمارهن ومستوياتهن الاجتماعية والثقافية على اقتناء مساحيق التجميل من الأسواق وباعة الأرصفة، بحجّة أن أسعارها في متناولهن. تعتبر مساحيق الزينة بالنسبة للمرأة شيْئا مقدسًا، تستعمله من أجل إظهار جمالها حتى وإن كان على حساب صحّتها ما دام اقتناؤها من باعة الأرصفة أصبح لا يكلّف إلا الجزء القليل من الميزانية التي تخصّصها شهريا لأن تكون جميلة. لطيفة مروان تتواجد مستحضرات التجميل في جل الأسواق الجزائرية خاصة تلك التي تعرف إقبال النساء بكثرة كسوق ساحة الشهداء وبومعطي وباش جراح أين تضطر المرأة لاقتناء مثل هذه السلع لأنها تتواجد بكميات كبيرة وبأسعار مغرية مقارنة مع المستحضرات الأصلية التي تباع بأثمان خيالية في بعض الأحيان. لهذا السبب ارتأت "الحياة العربية" أن تقوم بجولة في سوق باش جراح لترصد أراء بعض الباعة وكذا النساء التي تستهلك مثل هذه المستحضرات، وكان أول من التقيناه "فارس" شاب في العشرين من عمره، يضع طاولة تحتوي مختلف أنواع مستحضرات التجميل متباينة الألوان والأشكال، موضوعة بطريقة تلفت الانتباه، تقربنا منه وسألناه حول إقبال النساء على شراء بضاعته فأجابنا "طبعا" وهو يبتسم، ثم أضاف "لو تبقون معي حتى المساء سترون كمية المستحضرات المتبقية في الطاولة"، في حين قال "فيصل"، إنه –كبائع- يحرص على بيع كل ما هو ذو جودة للزبونات، ويراقب صلاحية المنتوج قبل اقتنائه من أصحاب الجملة في سوق ''الروتشار'' بساحة الشهداء، أو من تجار"الحقيبة". أما "عزيز" يقول أن النسوة يقتنين كميات لا بأس بها خاصة مع قدوم فصل الصيف الذي يعرف كثرة المناسبات والأعراس" كما أن طريقة الكلام و"التبلعيط" تلعبان دورا كبيرا في إقناع النساء بشراء سلعته". أما "ناصر" صاحب طاولة "مواد تجميل" بسوق ساحة الشهداء كان محاطا بجمع غفير من الفتيات وحدّثنا أنه يتعامل مع زبونات جامعيات وعقد اتفاقا مع طالبة جامعية لمساعدته على ترويج سلعته، وقال " كل فتاة اشترت علبة إلا وعادت لتشتري المزيد، هذا طبعا لأن السلعة أعجبتها ". .. غلاء المستحضرات الأصلية يقود النساء إلى المقلدة وفي حديث ل"الحياة العربية " مع بعض النساء اللواتي وجدناهم يقتنون من الطاولات الموضوعة في الأسواق الشعبية والمعرضة لأشعة الشمس أخبرونا أن السبب وراء اقتنائهن لهذه المستحضرات هو غلاء المستحضرات الأصلية. "فاطمة" شابة في الثلاثين من عمرها، صرحت "صحيح أنا امرأة عاملة ، لكن لدي العديد من الالتزامات ولا يمكنني أن أشتري مواد التجميل الأصلية لأنها غالية جدا، وهذه التي تباع في الطاولات ليست بالسيئة وتفي بالغرض ، كما أن أسعارها في متناول الجميع ، والمهم عندي أن مدة صلاحيتها لم تنتهي بعد "، أما" نسرين" طالبة جامعية تقول أنها تخرج كل يوم، مما يجعلها تستهلك مواد التجميل بكثرة وتقول "بما أنه لا دخل لدي سوى منحة الدراسة لذا لا يمكنني أن أشتري المستحضرات الأصلية ، لغلاء أسعارها " " .. لي شاف الموت ... يستقنع بالحمى" تضطر المرأة للقيام بعدة خطوات قبل خروجها من المنزل ،وذلك من خلال وضع الماكياج ، كما هناك نساء مهووسات بمظهرهن الخارجي، فماذا لو أخطأت في المكان الذي تبتاع منه مستحضرات التجميل مثل ما حصل لفريال التي لا يتجاوز عمرها 18 سنة التي اشترت "الكحول" من السوق ، وما إن وضعته حتى أصبحت تشعر بحكة شديدة واحمرار وكذا انتفاخ في عينها، مما استدعى ذهابها إلى مختصة في طب العيون ولولا ستر الله لفقدت النظر وهي في ربيع العمر"، أما "بهية" فكانت تضع يوميا كريم ضد أشعة الشمس ومع مرور الأيام أصبحت تلاحظ بقع بنية اللون تظهر في وجهها الذي طالما حرصت على حمايته من أشعة الشمس.