يعتبر الماكياج جزء من العادات اليومية لبعض الفتيات اللواتي يخصصن ميزانية معتبرة من أجل اقتنائه،ولعل بعضهن من اعتاد على وضعه باستمرار، حيث نجد الكثير منهن لا يستطعن الخروج بدونه من باب عدم الثقة بشخصيتهن وخوفا من تعليقات البعض على لون بشرتهن الشاحبة، فكيف تتعامل الفتاة المدمنة على الماكياج في شهر رمضان؟ ارتأت “الفجر” القيام بجولة استطلاعية في بعض شوارع العاصمة والمناطق المجاورة لها لمعرفة آراء البعض حول فكرة وضع الفتيات للماكياج في رمضان وكذا عن كيفية التأقلم بدونه، حيث وقفنا أمام العديد من الأمثلة لفتيات لمسنا فيهن تغييرا ما خصوصا وأن بعضهن ألفن وضعه يوميا لدرجة الإدمان عليه.
فتيات مولعات بالماكياج إلى درجة الإدمان من خلال الجولة الميدانية التي قادتنا إلى بعض الشوارع، اقتربنا من بعض الفتيات وسألناهن عن رأيهن في الماكياج شعور وعشقهن له، وفي هذا الإطار قالت حنان طالبة جامعية، التقيناها في شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة “بأنها اعتادت على وضع الماكياج يوميا،حيث تتفادى الخروج من المنزل بدونه، مشيرة بأنها تصبح وكأنها شاحبة اللون، لذا فهي تكتفي بوضع كريم الأساس والكحل”. وأردفت صديقتها قائلة “بأن شهر رمضان هو شهر العبادة، لكنها لاتستطيع هي الأخرى التخلي عنه، مضيفة بأنها جربت ذلك وبدت وكأنها مريضة على حسب تعليقات المقربين إليها”.
...وأخريات يلجأن إلى التبرج ليلا وهناك من الفتيات اللواتي لا يستطعن التخلي عن الماكياج بالمرة في شهر رمضان، حيث تعمد بعضهن إلى وضعه ليلا وفي الصباح تغسل وجهها مع إبقاء القليل منه، وذلك من باب التحايل وتجنبا لوضعه في اليوم نفسه، وهو ما جاء على لسان حياة، موظفة بشركة خاصة “بأنها لا تستطيع الاستغناء عن الماكياج في شهر رمضان،قائلة” أحرص على وضعه ليلا بعد الإفطار أي في السهرة وأنام به وفي الصباح أغسله بلطف، كي يظل طيلة اليوم الموالي”. وفي ذات السياق هناك من الفتيات من يضعهن الماكياج وقت السحور، لكن شرط أن لا يكثرن منه، لكي يبدو الأمر عادي أمام الآخرين، وفي هذا الإطار اعترفت لنا صباح موظفة في شركة تأمينات “بأن الماكياج بالنسبة إليها من الأشياء المقدسة التي لا تستطيع التخلص منها أبدا، مشيرة بأنها تخصص وقتا السحور في وضعه.
الماكياج المفبرك إحدى وسائل الفتيات للتخلص من البشرة الشاحبة رغم اختلاف طرق وضع الماكياج وكذا نوعيته ودرجته لدى بعض الفتيات في شهر رمضان، إلا إن الهدف واحد وهو تفادي البشرة الشاحبة التي يصطحبها اصفرار الوجه الذي يميل إلى التعب والإرهاق وغيرها من السلبيات التي من شأنها أن تضعف من ثقتهن في أنفسهن، حيث تكتفي بعضهن بوضع مرهم على الوجه والكحل الأسود في العينين، في حين تتجنب أخريات وضع أحمر الشفاه والاكتفاء بالماسكرة والكحل. ولمعرفة حكم الدين في استعمال الماكياج في شهر رمضان، سألنا الأستاذ جمال الدين، أستاذ علوم الشريعة بجامعة الجزائر، فقال بأن شهر رمضان ميزه الله سبحانه وتعالى عن باقي الشهور الأخرى، باعتباره شهر العبادة، الاعتكاف والتواصل، كما أنه فرصة للكثير من الخلائق لتعويض ما فاتهم من فعل الخيرات، مشيرا بأن الكثير من الفتيات يستعملن مواد التجميل في هذا الشهر الفضيل، فهذا لا حرج فيه إذا لم تكن مستعملة بكثرة، ما يجعلها مظهرا من مظاهر الزينة التي من شأنها أن تجلب أنظار الرجال إليهن. وأضاف ذات المتحدث بأن حكم استعمال الماكياج مثل حكم استعمال العطر الذي يعتبر في ديننا جائزا ولكن لا يجب المبالغة في وضعه لأنه قد يفسد على المسلم صومه مثله مثل مواد التجميل التي تكون مجلبة للأنظار حينما تتزين المرأة وكأنها في غير شهر رمضان، وبالتالي تؤثر على ضعاف القلوب، استنادا إلى حديث الرسول (ص): “خمسة يفسدن الصيام: الكذب، الغيبة، النميمة، اليمين الغموس ونظرة الشهوة”، وعليه فإن حكم استعمال أدوات التجميل جائز شرعا، ولكن في حدود المعقول باستثناء أحمر الشفاه.