فيما حصدت "مقصلة الطرقات" 99 قتيلا في الربع الأول من رمضان * جرائم وحرائق "تفسد" أجواء رمضان* تُواصل مقصلة الطرقات، حوادث القتل والذبح والانتحار حصد أرواح الجزائريّين خلال هذا الشهر الذي يبدو أنه فقد قدسيته عند كثيرين، بالنظر إلى الأرقام الرهيبة التي تسجلها مختلف المصالح الأمنية، خاصة من جانب حوادث المرور التي بلغت رقما قياسيًا، إضافة إلى حالات الانتحار الذي كان الجزائريون (يصومون) عنه في رمضان، والنتيجة أن الجزائر تقضي (رمضانا دمويا)، ولحسن الحظ أن استقرار الوضع الأمني ويقظة الجيش الوطني ومختلف أجهزة الأمن قد جنبت الجزائر كارثة أكبر. وتشير الأرقام المتوفرة لدى (أخبار اليوم) أن رمضان هذا العام يُعد الأكثر دموية مقارنة بالسنوات الماضية، فيما يسير على خطى رمضان 2012 الذي شهد هو الآخر مختلف الجرائم وحوادث القتل والذبح، إلى جانب حوادث المرور التي تبقى الأكثر حصدا للأرواح. كما تشير الإحصائيات المسجلة من طرف مصالح الأمن المشتركة، خلال ال 10 أيام الأولى من شهر رمضان، إلى أرقام رهيبة تسجل يوميا على طرقات الجزائر وهو ما كشفت عنه مديرية الأمن الوطني أمس مسجلة 1336 قتيلا، فيما وصل عدد القتلى خلال الربع الأول من شهر رمضان إلى 99 قتيلا. أكد أيت حسين المكلف بالإعلام في المديرية العامة للأمن الوطني، أمس، بمنتدى المجاهد، بارتفاع حوادث المرور في شهر رمضان الكريم، حيث بلغت خلال النصف الأول من هذه السنة 245 حادثا، خلفت 07 قتلى و292 جريحا، كما أكد أن عدد الحوادث ارتفع في شهر رمضان، ب 267 حادثا خلّف 13 قتيلا و314 جريحا، مقارنة بسنة 2014. من جهته، أكد كماط مولود رئيس مركز التنسيق والإعلام بقسم أمن الطرقات، أن حوادث المرور ارتفعت مقارنة بسنة 2014، حيث سجل عدد الحوادث ب9518 في هذه السنة، خلفت 124 قتيلا و16881 جريحا، أما خلال الخمسة أشهر الأولى من سنة 2015، فقد بلغ عدد الحوادث 8154 خلفت 1336قتيلا و14274 جريحا، وأضاف كماط أن سبب الحوادث المسجلة خلال شهر رمضان 90 بالمئة منها الخطأ البشري، مبرزا أن ولاية الجزائر، سطيف، بسكرة، ومسيلة سجلت أكبر عدد من الوفيات. وحسب الإحصائيات المسجلة للحماية المدنية، أفاد برناوي نسيم ملازم أول في الحماية المدنية والمكلف بالإعلام خلال مداخلته، أن الأسبوع الأول من شهر رمضان الفضيل كان أكثر دموية من حيث عدد القتلى والجرحى، حيث تم إحصاء خلالها أزيد من 86 قتيلا وحوالي 138 جريحا، أما الحوادث اليومية المسجلة عبر الطرقات، فقد خلفت 1500 حادث و2000 جريح عبر مختلف ولايات الوطن. ذبح وقتل وحالات عديدة للانتحار.. والحرائق تسجل رقما قياسيا شهد رمضان الموسم الجاري رقما قياسيا في عدد حالات الانتحار أبرزها ما حدث خلال اليوم الأول في بومرداس بتسجيل حالتي انتحار في ليلة واحدة شنقا، ففي حين وجدت مصالح الحماية المدنية جثة أب لثلاثة أطفال معلقة في شجرة، عثر على تلميذة 18 سنة معلقة بوشاح في منزلها العائلي، واستنادا لمصالح الحماية المدنية لولاية بومرداس، فإن هذه الأخيرة سجلت ليلة الفاتح من رمضان حالتي انتحار، حيث تعلق الأمر بأب ل 3 أطفال يبلغ 35 سنة، وضع حدا لحياته شنقا، وتم العثور عليه جثة معلقة في شجرة تين على بعد 50 مترا على منزله العائلي الكائن بقرية الطرفة بيسر، أما حالة الانتحار الثانية فتخص تلميذة 18 سنة لم يمر على اجتيازها لامتحان الباكالوريا سوى أيام، حيث تم العثور عليها جثة معلقة بوشاح داخل مسكنها العائلي الكائن بوسط مدينة يسر، وفي حين تم نقل جثث الضحايا إلى مستشفى برج منايل، فتحت مصالح الأمن تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادثة التي هزت الرأي العام بمدينة يسر، يقوم بعد أسبوع أحد مواطني قرية بن شود القديمة وهو أب لثلاث أطفال في الثلاثين من العمر على وضع حد لحياته، بعد قيامه بشرب مسحوق كمياوي متمثلة في مادة روح الملح، حيث لقي أنفاسه الأخيرة بمستشفى تيزي وزو، وحسب مصادر محلية فإن الضحية الذي يبلغ من العمر 38 سنة، لم يكن يعاني من أي مضاعفات عقلية أو نفسية، كما أن حالته الاجتماعية متوسطة، وحسب ما يروى عن الحادث فالمعني توجه إلى بقالة قريبة منهم أمس الأول لشراء المادة، وتوجه إلى منزله ليقوم بعد الإفطار بتناوله ليلقي حتفه تحت ظروف غامضة لسبب إقدامه على فعلته، وبعد تناوله المادة المنظفة قاموا بنقله على جناح السرعة إلى مشفى تيزي وزو ليلقي حتفه ويوجه بعدها إلى التشريح بمشفى الثنية. ارتفاع قياسي في معدل الجريمة إلى جانب ذلك سجلت الأيام الأولى لرمضان العديد من جرائم القتل والذبح أكثرها دموية ما حدث أمس الأول بقالمة بعد أن اقدمت سيدة تعاني من اضطرابات عقلية من نحر فلذة كبدها الذي كان نائما بواسطة ساطور، وكان قبله قت تعرض شاب بولاية بومرداس إلى طعنات قاتلة بسكين من طرف صديقه، ونفس الحادثة شهدتها عدة ولايات كتيزي وزوز وبجاية والبيض كلها تعلقت بجرائم الاعتداءات والقتل بواسطة أسلحة بيضاء، كما سجلت الحرائق هي الأخرى خلال هذا الشهر رقما رهيبا تصدرت ولاية وهران، وكان أبرزها أمس الأول ببولوغين تسبب في حرق اللوحات الإلكترونية واللوحات الإشهارية, ليبقى معدل الجريمة بمختلف أنواعها وحوادث المرور مرشحا للارتفاع خلال الأيام المقبلة حسب ما تعكسه إحصائيات المصالح الأمنية المتعلقة بالسنوات الأخيرة، إلى جانب بروز ظواهر سلبية أضحت ميزة كثير من الجزائريين في هذا الشهر الفضيل.