· أرقام قياسة للحرقة وحوادث المرور يبدو أن قدسية شهر رمضان الكريم الذي حل علينا منذ أيام قلائل لم يكن رادعا للجزائريين من اقتراف الجرائم على اختلاف أنواعها، على غرار الانتحار ، السرقة والاعتداءات وكثرة حوادث المرور، أرقام رهيبة سجلتها مصالح الأمن المشتركة خلال الأيام الأولى من رمضان جعلتنا ندق ناقوس الخطر من تكرار سيناريو رمضان الفار ط الذي كان أكثر دموية مقارنة بالسنوات الماضية. وفيما تعلق بحوادث المرور تشير الإحصائيات المسجلة من طرف مصالح الأمن المشتركة ، خلال الأربع أيام الأولى من شهر رمضان أرقاما رهيبة ، ففي اليوم الثالث فقط سجلت مصالح الدرك الوطني أزيد من 60 حادثا على مستوى 30 ولاية أودى بحياة 26 شخصا وجرح أزيد من 100 آخرين، كما سجلت المصالح ذاتها خلال نفس اليوم حالة انتحار راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 36 عاما عثر عليه مشنوقا داخل مسكنه العائلي، بحي الوئام المعروف باسم الرادار بأعالي مدينة مستغانم، كما سجلت ظاهرة الحرقة هي الأخرى أرقاما قياسية خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم ، وهي التي سجلت انخفاضا كبيرا خلال الأشهر الماضية ، لتعود بقوة خلال شهر رمضان حيث سجلت مصالح الدرك الوطني بسيدي بلعباس أمس الأول توقيف 38 "حراق" من جنسية إفريقية كانوا مسافرين على متن حافلة لنقل المسافرين تضمن الخط الرابط بين غرداية ووهران، كما أجهض أعوان حراس الشواطئ بالقالة حلال اليوم الثاني من رمضان محاولة إبحار 25 حراقا من شاطئ كابوزا، ويبقى معدل الجريمة بمختلف أنواعها وحوادث المرور مرشحا للارتفاع خلال الأيام المقبلة حسب ما تعكسه إحصائيات المصالح الأمنية المتعلقة بالسنوات الأخيرة، إلى جانب بروز ظواهر سلبية أضحت ميزة كثير من الجزائريين في هذا الشهر الفضيل. وبالعودة إلى الأرقام المتعلقة بالجرائم المرتكبة خلال شهر رمضان المتداولة في وسائل الإعلام، يتضح جليا ارتفاع معدلاتها في شهر رمضان الماضي، حيث سجلت مصالح الأمن في الأسبوع الثاني 15 ألف جريمة بمختلف أنواعها، وتوقيف 117 شخص متهم بانتهاك حرمة رمضان، منهم المدمنين على التبغ واستهلاك المخدرات والأقراص المهلوسة، تم توقيفهم أثناء عمليات المداهمة التي قامت بها مصالح الأمن. وتعتبر جرائم الاعتداءات بالأسلحة البيضاء والاعتداء اللفظي من أكثر الجرائم شيوعا في هذا الشهر، وغالبا ما تنتهي المشاجرات والمناوشات التي تشب لأتفه الأسباب بجريمة قتل، كما عالجت مصالح الأمن في سنة 2008، في الأسبوع الثالث من شهر رمضان، 789 جريمة وأحصت 25 شجارا في اليوم، وارتفعت هذه النسبة في السنوات الموالية لتتجاوز سنة 2009 عتبة الألف جريمة خلال الشهر بمختلف أنواعها، وتستقر في حدود 15 ألف جريمة سنة 2012، وتشير الأرقام إلى أن شهر رمضان 2012 الأكثر دموية مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أحصت مصالح الدرك مقتل 199 شخص، وسجلت مصالح الدرك الوطني وفاة 94 شخصا وإصابة 1234 آخرين بجروح في الأسبوع الأول من شهر رمضان، ووصل عدد القتلى في آخر أسبوع إلى 105 قتلى، هذه الحصيلة الثقيلة التي خلفتها حوادث المرور تشكل عبئا على الدولة رغم التدابير الوقائية والإجراءات العقابية والردعية التي اتخذتها، ويعتبر عامل السرعة المفرطة من قبل السائقين من بين العوامل الرئيسية التي تقف وراء هذه الجرائم التي ترتكب عبر الطرقات، لاسيما أن هذه الحوادث تسجل في الساعات الأخيرة التي تفصلنا عن موعد الإفطار.