مع أول يوم في عيد الفطر يبدأ الناس بتبادل الزيارات للتهنئة بالعيد ويتخلل ذلك تقديم أنواع مختلفة من الحلويات ثم تكثر العزائم المليئة بمختلف أصناف الأطعمة التي تكون عالية المحتوى من الدهون والسكريات وهي أطعمة غير متوازنة غذائيا حيث ترتكز في أغلبها على المواد النشوية والسكرية والدهون. ونحن نستقبل أسعد أيام السنة في حياتنا وجب التوقف في التغيير المفاجئ للنمط الغذائي بعد شهر رمضان وتحديد الإيجابيات والسلبيات في السلوكيات الغذائية خلال أيام العيد. إرباك الجهاز الهضمي أن الانتقال من النظام الغذائي في شهر رمضان الذي ينخفض فيه المعدل اليومي للوجبات الغذائية وتعتاد المعدة على الصيام وعدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار إلى هذا التغيير المفاجئ في توقيت الوجبات ونوعياتها سوف يربك الجهاز الهضمي ويسبب متاعب صحية للكثير من الناس. خاصة حالات التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد. ينصح الأطباء بعدم الإقبال دفعة واحدة على أصناف الطعام المختلفة من أول النهار لآخره حتى لا يصاب جهازنا الهضمي ب(التلبك) بل يجب التدرج في إعادة تنظيم الوجبات حتى تتعود المعدة تدريجيا على استقبال الطعام من جديد وحتى لا نرهق الجهاز الهضمي من أول اليوم بعد شهر الصيام. وأن نتعود من جديد على الأكل في الصباح بشرط توفر عنصرين مهمين في هذه الوجبة وهما أن تكون خفيفة وسهلة الهضم. تغيير فجائي في النمط الغذائي عودة الصائم إلى تناول عدة وجبات في أوقات تختلف عن أوقات رمضان تؤدي إلى مشاكل كعسر الهضم أو حموضة المعدة نتيجة تناول أطعمة متنوعة وبكمية غير مناسبة حيث إن العصارة المعدية اللازمة لهضم الطعام تكون معتادة على أن تفرز في الساعة المحددة لتناول الطعام وإذا لم يوجد في هذا الوقت أي غذاء في المعدة تبدأ العصارة المعدية بالتأثير في جدران المعدة والاثنا عشر وينتج عن ذلك إصابتها بالقرحة والالتهابات المعدية وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي. فإذا لم يتناول الشخص الطعام المعتاد بنظام تغذية معين وفي الوقت المناسب فقد يصاب بالضعف العام ويقل الانتباه ومن الممكن أن تختفي الشهية أيضا وإذا تم تأخير موعد تناول الطعام بشكل مستمر أو تم تناول الطعام والمعدة ممتلئة يختل نشاط الغدد الهاضمة وتضطرب عملية الهضم. حذار من الإفراط في تناول الحلويات وفي العيد يقع كثير من الناس ضحايا للمضاعفات الصحية الناتجة عن استسلامهم وإفراطهم في تناول الحلويات والمكسرات واللحوم والأطعمة المرتفعة في محتواها من الدهون والسكريات. ويتضح ذلك في ما تتركه من أثر سلبي في صحة المصابين بالأمراض المزمنة على غرار داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين. الإفراط في تناول الحلويات المثقلة بالسكريات والدهون يؤدي إلى اضطراب في سكر الدم وتصلب الشرايين وارتفاع في ضغط الدم وزيادة في الوزن. مما يستدعي توجيه بعض النصائح والتوصيات لمثل هؤلاء المرضى لتجنب التعرض لمثل هذه المضاعفات الصحية التي قد تصل إلى درجة عالية من الخطورة في بعض الأحيان. توصيات لمرضى السكري والقلب خلال العيد - مرضى السكري: عدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات حتى لا تؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم. وتوزيع الوجبات إلى 5 6 وجبات صغيرة وتناول الأقراص أو الأنسولين وممارسة الرياضة يوميا. - مرضى القلب: تجنُّب تناول وجبات كبيرة يمكن أن ترهق القلب وتقسيم الوجبات اليومية إلى ست وجبات صغيرة مع الإقلال من الملح والدهون كذلك المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا الشاي القهوة والشوكولاته. - مرضى ارتفاع ضغط الدم والكلى: تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح والدهون مثل المكسرات المالحة الأجبان المخللات واللحوم المُدَخَنة. وعليهم الإكثار من شرب الماء حيث إنه يخفف من ضغط الدم المرتفع ويحمي نسيج الكلى من الأثر السلبي لضغط الدم المرتفع. - مرضى قرحة المعدة: تجنب تناول وجبات كبيرة وتقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة والتقليل من تناول الأطعمة الدسمة والمقليات والأطعمة كثيرة البهارات والصلصات والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا الشاي القهوة والشوكولاته. - مرضى السمنة: تجنب الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الدسمة أيام العيد وتخصيص جزء من عطلة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب وعدم الخمول الذي يؤدي إلى البدانة والسمنة.