رغم أن المادة 441 من القانون تمنع ذلك كلاب تشارك المصطافين الشواطئ بالعاصمة بحلول فصل الصيف يغتنم الكثير من الشباب حرارة الجو من أجل الذهاب إلى الاستجمام والتمتع بمياه البحر المنعشة إلا أنهم ومن جهة أخرى لا يذهبون منفردين بل أن العديد منهم يصطحبون كلابهم إلى الشاطئ وهو الأمر الذي يسبب إزعاجا كبيرا وسط المصطافين الذين يكونون عادة مرفوقين بأطفالهم ولكن وما زاد الطينة بلة أنه لا يوجد حسيب ولا رقيب على هؤلاء ليمنعهم من ذلك مع أن القانون الجزائري يمنع مثل هذه الممارسات على الشاطئ. عتيقة مغوفل اغتنمت (أخبار اليوم) ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها العاصمة هذه الأيام وجمال زرقة البحر الذي ما يكون عادة براقا عند غروب الشمس من أجل الاستجمام والذهاب في رحلة بحرية إلى أحد شواطئ العاصمة والكائن بالضبط ببلدية الرايس حميدو وذلك في أجواء عائلية بهيجة. شباب يصطحبون أخطر أنواع الكلاب عند وصولنا إلى الشاطئ كانت الأمور عادية وممتعة جدا فقد سبحنا طويلا خصوصا وأن درجة حرارة المياه كانت منعشة ولكن وبعد مرور برهة من الزمن لفت انتباهنا قدوم مجموعة من الشباب الذين كان يتراوح عددهم حوالي خمسة إلى الشاطئ مصطحبين معهم كلبين واحد من فئة البيتبول والثاني من صنف البرجي الألماني والجدير بالذكر أنها هذ النوع من أخطر الفصائل في العالم وهي تسبب الخوف والاشمئزاز للناظر إليها ليختار فيما بعد أصحاب الكلاب إحدى زوايا الشاطئ وخيموا فيها رفقة كلابهم بعد أن نصبوا شمسياتهم والعدة التي جاءوا بها وبقينا نحن ننظر ونراقبهم ماذا كانوا يفعلون رفقة الكلاب التي اصطحبوها جلسوا برهة من الزمن ثم تناولوا غذاءهم وقاموا بإطعام الكلاب أيضا وعلى ما يبدو لم نكن المراقبين الوحيدين لمجموعة الشباب تلك بل كان بعض أولياء الأمور أيضا يحرسون أبناءهم الصغار خوفا من أية ردة فعل من تلك الكلاب قد تكون خطيرة على الأطفال الصغار ليقوم بعدها أصحاب الكلاب بإخراج كرة للقدم من بين أمتعتهم وجعلوا من الشاطئ ملعبا وبدؤوا يلعبون مقابلة في كرة القدم يصرخون ويهتفون تارة وكلابهم تنبح تارة وهي تراقب في الكرة تطير من هنا وهناك وهو الأمر الذي جعل العديد من الأطفال يجلسون أمام أوليائهم بعد أن أصيبوا بالخوف من صوت الكلاب التي كانت تنبح وعمت المكان ليقوم أحد الشبان فيما بعد برمي الكرة بعيدا داخل الماء ما دفع بالكلب البرجي الألماني بتتبع الكرة من أجل القيام بإحضارها وما أن قفز الكلب داخل الماء إلا وخرج كل الأطفال يصرخون ويبكون خوفا منه. أولياء مستاؤون من تواجد الكلاب لكن الأمر لم يعجب الأولياء وأثار حفيظة الكثير منهم ما جعل أحدهم يثور غضبا في وجه أحد الشباب من مالكي الكلاب وطلب منه أن يربط كلبه في مكان بعيد عن الأطفال ولا يسمح له بمغادرته سكت صاحب الكلب وأمره بالتحلي بالهدوء وعدم الخروج من تحت الشمسية لتواصل مجموعة الشباب فيما بعد لعبها بالكرة غير آبهين بتعليقات الناس من حولهم ولا من تأففاتهم. وقد كان بمحاذاتنا أحد العائلات التي اصطحبت معها حوالي 4 أطفال كلهم اختبأوا تحت الشمسية بعد أن خافوا من نباح الكلاب وقد عبّر السيد (م ش) عن مدى استيائه لما سماه بالمهزلة فابنه هشام البالغ من العمر 5 سنوات يهلع دوما لرؤية كلب يقاسمه متعة السباحة وفي أحيان كثيرة تركض هذه الحيوانات وراء كرات الأطفال لتمزقها بأنيابها ليروي فيما بعد صديقه عمي مصطفى كيف أنه رأى كلبا يهجم على بنت في شاطئ لراسكاس بذات البلدية بالرايس حميدو فالصغيرة كانت تحمل بيدها بالون سباحة فانقض الكلب عليها ليمزق البالون وإذا به يعظ يدها وحين بدأ والد البنت يؤنب صاحب الكلب أجابه بكل برودة لو تركتها في البيت مع أمها لما حدث لها هذا وكأنه مظلوم وغير معني بما حدث. ليتأسف فيما بعد العديد من الموجودين من مشاركة الكلاب لهم متعة السباحة وما زاد الطينة بلة أن أصحاب الكلاب كانوا على علم أنه غير مرحب بهم بالشاطئ ولكنهم لا يعطون الموضوع أهمية بل تجاهلوا آراء الجميع. وقد انتابنا الفضول لمعرفة لماذا يحب أصحاب الكلاب اصطحاب حيواناتهم معهم إلى الشاطئ خصوصا في وضح النهار أين يكون المكان يعج بالناس فحاولنا سؤال أحدهم بحذر وخشية عن ردة فعله اتجاهنا فسألنا صاحب البيتبول عن دواعي اصطحابه إلى الشاطئ فأجابنا أنه مخلوق ويشعر بالحرارة مثلنا كما له كل الحق أيضا في التنزه حتى لا يضجر ويشعر بالوحدة والملل. القانون يمنع اصطحاب الكلاب إلى الشواطئ والجدير بالذكر أن المشرع الجزائري يعاقب كل شخص يصطحب ويترك حيوانات مؤذية في الأماكن العمومية من شأنها أن تتسبب في انزعاج العامة وقد ورد هذا المنع في المادة 441 مكرر من قانون العقوبات لسنة 2009م والتي تنص على (يعاقب بغرامة من 100دج إلى 1000دج كما يجوز أيضا أن يعاقب بالحبس من عشرة أيام على الأقل إلى شهرين على الأكثر كل من ترك حيوانات مؤذية أو خطيرة تهيم وكل من حرض حيوانا في حراسته على مهاجمة الغير ولم يمنعه من ذلك) وتشمل هذه المادة أيضا كل كلب يتحرش به يجلب إلى الشاطئ. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هناك من يسهر على تطبيق هذه المادة القانونية لذلك قامت (أخبار اليوم) بالتقرب من أحد عناصر الحماية المدنية المتواجدين بالشاطئ لنعرف أسباب عدم تطبيق القانون فأجابنا المسؤول (إننا هنا لإغاثة المصطافين عند الغرق وليس لمراقبة الكلاب وأصحابهم) إجابة تجعلنا نندم عن لحظة التفكير في الموضوع ولكنها تركت لدينا الكثير من التساؤلات من يسهر على تطبيق هذا القانون.