يحرمهم من دواء فعّال ضد اِلتهاب الكبد الفيروسي ** أدانت منظّمات تعمل في مجال الصحّة وتوفير الدواء للمرضى رفض مختبر أمريكي تمكين آلاف المرضى في دول شمال إفريقية بينها الجزائر من دواء أثبت فعالية كبرى في القضاء على اِلتهاب الكبد الفيروسي حيث يصرّ المختبر على تسويق المنتوج الجديد بمبالغ خيالية الأمر الذي يسهم في تعذيب المرضى سيّما إذا علمنا بأن العلاج المتوفّر حاليا في بلادنا يشفي مريضا واحدا فقط من أصل مريضين حسب آخر الإحصائيات. أدان التحالف الدولي من أجل الوصول إلى العلاج بمنطقة شمال إفريقيا وشرق المتوسّط أمس (حظر) مختبر (جلياد) الأمريكي وصول الآلاف من المغاربة الذين يعانون من فيروس اِلتهاب الكبد الوبائي سي للعلاج المسمّى (سوفوسبوفير) بسبب تكلفته الباهظة. وحسب خبراء الصحّة فإن العلاج الجديد له فعالية كبيرة في القضاء على الفيروس خلال مدّة لا تتجاوز الثلاثة أشهر وتكمن خاصّيته في أنه عقّار يتعاطاه المريض بمفرده على عكس العلاج عبر الحقن. وحسب ما أوضح المسؤول عن قضايا الملكية الفكرية والحصول على الأدوية بالتحالف الدولي من أجل الوصول إلى العلاج في منطقة شمال إفريقيا وشرق المتوسّط فإن التحالف عقد لقاء مع مسؤولين من جلياد في بانكوك الذين وعدوا بأن المختبر سيعمل على جعل هذا الدواء متوفّرا في بلدان شمال إفريقيا بأسعار في متناول الجميع. ولعلّ ما يزيد من معاناة مرضى (اِلتهاب الكبد) في الجزائر هو أن العلاج الحالي يشفي مريضا واحدا من بين مريضين فقط فيما تعِد وزارة الصحّة بإنزال أدوية مبتكرة لعلاج المرض إلى الأسواق الجزائرية في آفاق 2018 حيث تكون موجّهة لكلّ أنواع الفيروسات التي تصيب هذا العضو وتؤدّي إلى تماثل المريض تماما للشفاء. تشير أرقام الجمعية الوطنية (أس أو أس) إلى إصابة مليوني جزائري بهذا الداء الخطير هؤلاء عادة ما يجهلون أنهم يحملون الفيروس ويكتشفون ذلك صدفة في مرحلة متقدّمة من المرض. فيما يؤكّد مختصّون من بينهم عبد الحميد بوعلاق رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة اِلتهاب الكبد أن أدوية (التري تِرَابّي) الخاصّة بعلاج الفيروس (سي) ليست لديها أيّ فعالية رغم أنها تكلّف قرابة 600 مليون سنتيم بالمقابل تتوفّر علاجات فعّالة ضد اِلتهاب الكبد في ظرف وجيز وبنفس التكلفة إلاّ أن وزارة الصحّة لم تستجب للمراسلات التي تمّ توجيهها بهذا الشأن. وقال ذات المصدر الطبّي إن اِلتهاب الكبد الفيروسي من نوع (ب) يمثّل عبئا على الصحّة العمومية في الجزائر مضيفا أن هذا الداء يمكن أن يتطوّر إلى سرطان الكبد في حال عدم التكفّل الفعّال بمعالجته في الأوقات المحدّدة. وكانت وزارة الصحّة قد أعدّت في 2005 مشروع مخطّط وطني لمكافحة اِلتهاب الكبد الفيروسي لم يطبّق إلى حدّ اليوم باستثناء توصيات تزويد جرّاحي الأسنان بأجهزة التعقيم. حسب ذات المصدر الذي أكّد أن الإجراءات الوقائية التي تمسّ الرضع المولودين من أُمّهات حاملات لفيروس اِلتهاب الكبد الفيروسي (ب) تمّ توقيفها منذ 2012 حيث أحصت كافّة الحالات المعنية على مستوى المصالح الاستشفائية لضمان عدم انتقال العدوى من الأُمّ إلى طفلها بعد الولادة مباشرة إلاّ أن شيئا من ذلك لم يتمّ ولم توفّر الحقن المضادّة لالتهاب الكبد الفيروسي (ب) الخاصّة للرضّع المتمثّلة في الهيموغلوبين. وحسب التقارير الصادرة عن المنظّمة العالمية للصحّة فإن ثلث سكّان العالم أو ما يعادل ملياري شخص أصيبوا بعدوى اِلتهاب الكبد الذي يقتل حوالي مليون شخص سنويا وأكّدت أنه على الرغم من أن معظم الذين يحملون فيروس اِلتهاب الكبد لا يعرفون ذلك إلاّ أنه يمكن أن ينقلوه إلى آخرين دون علم في أيّ وقت في حياتهم ويمكن أن تودي الإصابة بحياتهم أو تؤدّي إلى عجزهم.