قد تستعين بها وزارة عيسى في حربها على السلفيين و(الدواعش) --- في إطار الحرب الضروس التي يشنّها وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى على السلفيين والمروّجين للأفكار المتطرّفة (الداعشية) في دور العبادة تدرس ذات الهيئة إمكانية تركيب كاميرات مراقبة في المساجد بغية ضمان خطاب ديني معتدل والمحافظة على المرجعية الدينية الوطنية. علمت (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصّة بعزم وزارة الشؤون الدينية تركيب كاميرات مراقبة في مساجد الجزائر خصوصا تلك المعروفة بتواجد التيّار السلفي فيها بقوّة بقصد صدّ الأفكار الهدّامة والمتشدّدة التي بدأت تتوغّل إلى المجتمع الجزائري من بوّابة دور العبادة. ذات المصادر أوضحت أن هذا الخيار يطرح بقوّة هذه الأيّام في أروقة الوزارة لما له من امتيازات دينية تتعلّق بالحفاظ على المرجعية الوطنية وأخرى أمنية تتمثّل في مراقبة (صناديق الزكاة والتبرّعات) المعرّضة للسرقة وحماية محيط المساجد من الباعة المتجوّلين. ويبدو اجتهاد وزارة الشؤون الدينية شبيها بالقرار الذي اتّخذته مصالح عبد الفتّاح السيسي في مصر والذي قرّر مؤخّرا تركيب كاميرات مراقبة في مساجد الجمهورية بقصد حمايتها من الإرهاب والتفجيرات خارجها ومراقبة الأفكار المتطرّفة والتكفيرية داخلها الأمر الذي أثار موجة سخرية وصلت إلى حالة غضب حتى بين بعض المؤيّدين للنّظام الإنقلابي في القاهرة. ويتطلّب تنفيذ هذا الاجتهاد الوزاري (جيشا) من الموظّفين لمراقبة وتفريغ كاميرات 17 ألف مسجد على مستوي القطر الوطني بشكل يومي بالإضافة إلى صيانتها وهو ما قد يحوّل تطلّعات وزارة عيسى إلى أضغاث أحلام. وقد سبق هذا الخيار المطروح سلسلة من الإجراءات التي تتّخذها الوزارة بما يفسّره البعض بأنه إعادة هيكلة للمساجد في الجزائر إذ سبق للوزارة وأن شدّدت الرقابة على أموال التبرّعات كما هدّدت بسحب التراخيص من الأئمة غير الملتزمين بالمرجعية الوطنية ومنهم 55 إماما بالعاصمة. كما أن الوزير عيسى سبق وأن أكّد أن الكثير من الأئمة يواجهون ضغوطات بسبب التطرّف الديني لدى البعض وفي محيط المسجد وقال إن كثيرا منهم يفضّلون العمل على المدى الطويل لإقناع أصحاب هذه الأفكار بعدم صوابها بدل الدخول في مواجهة وصراع مع أصحابها لافتا إلى أن تغيير الذهنيات يتطلّب عملا طويل الأمد ومتواصلا ولا يعالج بكلمة يلقيها الوزير أو تعليمة. يذكر أن تقريرا أمنيا سابقا قال إن 45 بالمائة من المساجد فقط من مجموع 17 ألف مسجد في البلاد يلتزم أئمتها بالمذهب المالكي التقليدي الذي تدافع عنه السلطات. وأوضح التقرير الذي تناولته عدّة وسائل إعلام وطنية وأجنبية مؤخّرا أن 20 بالمائة من المساجد تسيطر عليها السلفية العلمية و20 بالمائة تتبع (التيّار المالكي الجديد) و10 بالمائة بلا توجّه و5 بالمائة أئمتها من تيّار الإخوان المسلمين.