مليون لاجئ سيكونون بحاجة إلى إعادة التوطين بنهاية 2017 منظمة العفو الدولية تقدم 8 طرق لحل أزمة اللاجئين العالمية يعاني النظام العالمي لحماية اللاجئين من الانهيار فقد اضطر 19.5 مليون إنسان إلى أن يبحث عن ملاذ آمن خارج حدود أوطانهم على صعيد العالم بأسره وعلى الحكومات واجب وطني في مساعدتهم ولكن معظم الدول الغنية ما برحت تعامل اللاجئين على أنهم مشكلة شخص آخر. وتختبئ الدول الغنية خلف حدود مغلقة وراء مخاوف من (الاجتياح) فقد سمحت وهي مرتاحة البال بأن تستضيف مواطنين من بلدان فقيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا بصورة رئيسية نسبة من إجمالي اللاجئين تصل إلى 86 . وتركت هذه الدول بتجاهلها معظم المناشدات لتقديم المساعدات الإنسانية وكالات الأممالمتحدة شبه مفلسة إلى حد أنها لم تعد تستطيع حتى إطعام العديد من اللاجئين بصورة لائقة. وقد طرحت منظمة العفو الدولية ثمانية حلول أمام قادة الدول الغنية من أجل البدء في معالجة ذلك التحدي الهائل بصورة جماعية. 1 . فتح طرق آمنة إلى ملاذات اللاجئين ويعني هذا السماح بلمّ شمل العائلات وجمع الأشخاص بأهاليهم ومنح اللاجئين تأشيرات دخول حتى لا ينفقوا كل ما لديهم ويتعرضوا لخطر الموت غرقا وهم يحاولون الوصول إلى الأمان. 2 . إعادة توطين جميع اللاجئين الذين يحتاجون إلى ذلك فإعادة التوطين حل في غاية الأهمية لمعظم اللاجئين المستضعفين- بمن فيهم الناجون من التعذيب وذوو المشكلات الطبية الخطيرة. ويحتاج 1.5 مليون شخص شريان الحياة هذا على وجه السرعة ولكن دول العالم الأكثر غنى لا تعرض سوى توطين أقل من 10 من هؤلاء في السنة ويقدر أن ما مجموعه 1.45 مليون لاجئ سيكونون بحاجة إلى إعادة التوطين بنهاية 2017. الأرواح أولا 3 . ينبغي على قادة العالم كذلك أن يعطوا الأولوية قبل كل شيء لإنقاذ أرواح البشر فلا يجوز أن يموت أحد وهو يحاول عبور الحدود ومع ذلك غرق ما يقرب من 7.000 شخص في البحر المتوسط وحده في السنتين اللتين انقضتا منذ أول حادثة غرق سفينة تحمل عددا كبيرا من المهاجرين في أكتوبر 2013. وفي ماي 2015 عانى آلاف الأشخاص الفارين من الاضطهاد في ميانمار لأسابيع على متن القوارب بينما ظلت كل من تايلند وماليزيا وإندونيسيا تتجادل فيما بينها حول من ينبغي أن يساعدهم. 4 . ينبغي أن يسمح لجميع أولئك الفارين من الاضطهاد باجتياز الحدود سواء أكانوا يحملون وثائق سفر أم لا وإعادة الناس بالقوة أو وضع الحواجز الضخمة في طريقهم لا يؤدي إلا إلى أن يسلكوا طرقا أشد خطورة التماسا للأمان. الإتجار بالبشر والعنصرية 5 . ينبغي على جميع الدول التحقيق بشأن عصابات الاتجار بالبشر ومقاضاة أعضائها الذين يستغلون اللاجئين والمهاجرين وإعطاء الأولوية لسلامة الأشخاص فوق كل اعتبار. 6 . وينبغي على الحكومات كذلك التوقف عن تحميل اللاجئين والمهاجرين مسؤولية المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وعوضا عن ذلك عليها مكافحة جميع أنواع رهاب الأجانب والتمييز العنصري وخلاف ذلك ظلم كبير إنما يؤجج التوترات والخشية من الأجانب وربما يفضي أحيانا إلى العنف- وحتى إلى الموت. وفي ديربان بجنوب أفريقيا قتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وأصيب عدد آخر بجروح بليغة وأجبر ما يربو على 1000 من اللاجئين جلهم من البورونديين والكونغوليين إلى الفرار عقب اندلاع أعمال العنف والنهب والسلب في أفريل وماي 2015. 7 . تمويل الأممالمتحدة: لا تفي الدول الغنية بوعودها الاستعراضية بتمويل المساعدات اللازمة للاجئين خارج بلدانها. وعلى سبيل المثال تلقت الأممالمتحدة أقل من نصف التمويل الموعود الذي تحتاج لدعم اللاجئين السوريين البالغ عددهم أربعة ملايين وهذا يضطر 80 من اللاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات في الأردن الآن إلى ممارسة أعمال خطيرة وحاطة بالكرامة أو إلى إرسال أطفالهم إلى الشوارع ليتسوّلوا. أما أزمة اللاجئين المنسيين في جنوب السودان فلم تتلق سوى 17 من الأموال اللازمة لتلبية الحاجات الأساسية الأولية كالطعام والدواء. ويموت الناس بينما تنفق الحكومات المليارات على ومراقبة الحدود. وعندما تلتقي مجموعة العشرين لدول العالم الثرية في تركيا في نوفمبر ستتوجه عيون العالم كله نحوهم كي يتكفلوا بالتمويل الكامل لأزمة اللاجئين على صعيد العالم بأسره. اللجوء حق من حقوق الإنسان 8 . ذاكرة العالم قصيرة للغاية ففي أعقاب الحرب الكونية الثانية اتفقت معظم الدول على حماية اللاجئين من خلال (الاتفاقية الخاصة باللاجئين) لسنة 1951 ومن خلال وكالات للأمم المتحدة من قبيل (المفوضية السامية لشؤون اللاجئين) لأن الأسلاك الشائكة بشفراتها الحادة ونقص التمويل المزمن قد مزقا إلى أشلاء تلك الرؤية التي كثر الحديث عنها لعالم أفضل. وإن قادة العالم بتجاهلهم هذه التحذيرات قد سمحوا لأزمة إنسانية عالمية طاغية بأن تتشكل وفي نهاية المطاف فلا حل لها إلا بإنهاء النزاعات والاضطهاد اللذين اضطرا الناس إلى الفرار من ديارهم في المقام الأول. ولكن لا أحد يعلم متى سيتحقق هذا وفي غضون ذلك لا بد من البحث عن حلول جذرية ومن قيادة ذات بصيرة ومن تعاون عالمي بمقاييس لم تشهدها السنوات ال70 الأخيرة. وهذا يتطلب وضع أنظمة قوية لحل مشكلة اللاجئين: بأن يسمحوا للناس بالتقدم بطلبات لجوئهم ويعاملوا طلبات اللجوء بنزاهة ويعيدوا توطين الأكثر انكشافا للمخاطر قبل الآخرين ويوفروا لهم أساسيات من قبيل التعليم والرعاية الصحية. 218 ألف لاجئ وصلوا أوروبا الشهر الماضي فقط قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدد اللاجئين الذين وصلوا أوروبا في أكتوبر الماضي بلغ 218 ألف شخص واصفة العدد ب(الرقم القياسي). وبحسب معطيات أخيرة ذكرت المفوضية أنَّ (عدد اللاجئين العابرين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا في زيادة مستمرة كل شهر حيث بلغ عددهم في أوت الماضي أكثر من 130 ألف لاجئ وفي سبتمبر ارتفع الرقم إلى 173 ألفا ووصل خلال الشهر الفائت 218). وأوضحت المفوضية أنَّ عدد اللاجئين العابرين من الأراضي التركية تجاه اليونان في أكتوبر بلغ أكثر من 210 آلاف لاجئ فيما عبر 8 آلاف لاجئ من أفريقيا إلى إيطاليا. أما الأرقام الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية فتؤكد أنَّ أكثر من 744 ألف شخص وصلوا أوروبا منذ بداية العام الجاري وأن 580 ألفا منهم وصلوا الأراضي اليونانية و140 ألفا وصلوا الأراضي الإيطالية فيما فقد 3 آلاف و329 شخصا حياتهم غرقا في البحر منذ بداية العام. تجدر الإشارة إلى أنَّ قمة الاتحاد الأوروبي ودول البلقان المتعلقة باللاجئين التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع الفائت أقرت إنشاء مخيّمات نصفها في اليونان ل100 ألف لاجئ على طول المسار الذي يتبعه اللاجئون.