أطلقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ديسمبر 2007 بجنيف حوارا من أجل حماية اللاجئين تبعته بمؤتمر اقليمي في السينغال في نوفمبر 2008 دعت فيه البلدان و المنظمات الدولية و الإقليمية المشاركة إلى ضرورة اعتبار المهاجرين غير الشرعيين و الذين غالبا ما يصلون إلى بلدان أخرى في ظروف قاسية بركوبهم البحر أو اجتياز حدود برية دون ترخيص أو معابر حدودية غير رسمية و بواسطة شبكات تهريب البشر : "حراقة " لاجئين أيضا و يجب توفير الحماية لهو و العمل من أجل ايجاد حلول أيضا و معاملتهم بكرامة في دول " الاستقبال "التي يصلون إليها . لقد جاءت دعوة المنظمة السامية لبلدان الاستقبال إلى المشاركة في حوار حماية أولئك اللاجئين بعد اعتبار هذه الأخيرة النازحين إليها خطرا حقيقيا يهدد أمنها و اقتصادها و أيضا صحتها العمومية كون الأفارقة و إلى غاية سنوات خلت كانوا يشكلون النسبة الأكبر من المهاجرين غير الشرعيين و اللاجئين يليهم مواطنو أمريكا اللاتينية الذين كانوا يتدفقون على الولاياتالمتحدة ألأمريكية و سبق هؤلاء جميعا سكان دول البلقان و المجر خلال الحرب مع روسيا. و رغم بعض الاتهامات التي توجه ل "الحرقة" و منها المتاجرة بالمخدرات و شتى الممنوعات التي تعمل الدول على مراقبتها بجدٍّ تعترف المفوضية السامية بحق هذه الدول في حماية حدودها و اقتصادها إلا أنها تصر على ضرورة التكفل باللاجئين و توفير حياة كريمة لهم وضمان عدم إعادتهم من حيث أتوا لتجنيبهم التعرض للاضطهاد و التعنيف. و إلى غاية بداية هذا الشهر قتل البحر 3419 شخص كانوا يحاولون العبور إلى أوربا في حين عبر المتوسط 207000 مهاجر غير شرعي خلال 2014( نصفهم من سوريا و اريتيريا) و هم ثلاثة أضعاف عدد 2011 عندما كانت الحرب الليبية في ذروتها . و يتدفق اللاجئون بشكل رهيب خلال هذه السنوات بسبب الحروب في بلدانهم و اشتداد الأزمات الاقتصادية و تدني حصص الغذاء العالمي خاصة من ليبيا و سوريا و العراق و مالي و النيجر و أوكرانيا والدول المحيطة ببحر البنغال و خليج عدن . و كانت برلين قد حذّرت من التدفق المخيف للأفارقة خاصة من إيطاليا حيث وزعت سلطات البلاد منشورا رسميا على ولاياتها ال 16 تحث فيه على التعامل بجد مع اللاجئين الذين سربتهم روما مقابل 500 أورو لكل راغب في المغادرة نحو أي بلد أوربي و قد وصل الآلاف منهم إلى ألمانيا قادمين من مالي و ليبيا و التوغو و غانا و استقر معظمهم في هونبورغ و قد منع عمدة المدينة على هؤلاء أي تحرك أو منحهم إقامات مؤقتة ما دفع بمجموعة المحاميين " كافانا " إلى رفع دعوى قضائية ضد سلطات هونبورغ بعد اصابة أولئك الأفارقة بأمراض نتيجة البرد .