ذكرت مصادر أوروبية أن الاتحاد الأوروبي توصل إلى توافق بشأن استخدام القوة العسكرية ضد مهربي البشر، وذلك في إطار العملية الأوروبية البحرية في المتوسط. ونقلت وكالة "أ ف ب" عن المصادر أن الإجراءات التي اتفق أعضاء الاتحاد أنها ستدخل حيز التطبيق في مطلع أكتوبرالمقبل، ستمنح أطقم السفن الحربية الأوروبية حق الصعود على متن سفن يعتقد أنها تستخدم لتهريب اللاجئين، واحتجازها أو منعها من مواصلة الطريق. كما سيحق للعسكريين الأوروبيين أيضا إلقاء القبض على المشتبه بهم، شريطة ألا يكونوا قد دخلوا في المياه الإقليمية الليبية. وذكرت المصادر أن المشاركين في الاجتماع الطارئ لوزراء الداخلية الأوروبيين في بروكسل، يؤكدون أن الظروف توافرت للانتقال بمهمة " ناف-فور ميد" التي انطلقت في المتوسط في أواخر جوان الماضي، للمرحلة الثانية. قبل الآن، كانت القوة المشاركة في المهمة، والتي تضم 4 سفن وقرابة ألف عسكري، تكتفي بالرقابة على المياه الدولية ونشاط الشبكات الإجرامية التي ترسل يوميا مئات القوارب المهترئة إلى السواحل الأوروبية. كما شاركت تلك السفن في عدة عمليات إنقاذ وساهمت في إنقاذ قرابة 1500 شخص. وأوضحت المصادر أن المهمة البحرية بحاجة إلى 7 سفن أخرى، منها مزودة بالأجهزة الطبية، بالإضافة إلى مروحيات وغواصات وطائرات بدون طيار. هذا ومن المقرر أن يجتمع ممثلو هيئات الأركان التابعة للدول ال28 يوم الأربعاء المقبل لتحديد مساهمة كل دولة في تعزيز قدرات المهمة بالكوادر والأجهزة.
لندن تعين مسؤولا معينا بشؤون اللاجئين السوريين وكاميرون يزور مخيمات في لبنان أعلنت الحكومة البريطانية الاثنين، عن تعيين النائب ريتشارد هارينغتون في وزيرا مفوضا بشؤون اللاجئين السوريين، بينما وصل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى لبنان لزيارة مخيم للاجئين السوريين. وأعلن كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك في بيروت مع نظيره اللبناني تمام سلام الاثنين، أن هارينغتون سيكون مسؤولا عن تنسيق الإجراءات الحكومية لتوفير الإيواء ل20 ألف لاجئ سوري إلى بريطانيا، بالإضافة إلى تنسيق مساعدات الحكومة البريطانية للاجئين السوريين في الشرق الأوسط. بدوره قال رئيس الوزراء اللبناني "إن استمرار تدفق اللاجئين، إلى أوروبا تحديدا، يظهر أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا". وقال :"لقد اتفقنا على أن نجاح عملية التصدي للإرهاب في المنطقة يكمن في تقوية الاعتدال والمعتدلين لإرساء سلام شامل. كما عرضنا مشكلة اللاجئين السوريين وقد بلغ عددهم مليون ونصف في لبنان وهم في ازدياد". وقبل اجتماعه مع سلام، تفقد كاميرون مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع، واطلع على الكيفية التي تستخدم بها المعونات التي تقدمها بلاده للاجئين. وسبق لكاميرون أن أعلن أن بلاده ستستقبل 20 ألف لاجئ سوري خلال السنوات الخمس المقبلة. ويستضيف لبنان أكثر من مليون من اللاجئين السوريين، وهو عدد يوازي ربع عدد سكانه. واستقبلت بريطانيا 216 لاجئا سوريا العام الماضي ومنحت حق اللجوء إلى قرابة خمسة آلاف آخرين منذ بدء النزاع في 2011 وهو رقم أقل بكثير مقارنة بدول أوروبية أخرى مثل فرنساوألمانيا والسويد. وفر أكثر من 4 ملايين سوري من البلاد هربا من النزاع الجاري فيها منذ أكثر من أربع سنوات.
توقع زيغمار غابريل نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد والطاقة أن تستقبل بلاده قبل نهاية العام الحالي قرابة مليون لاجئ. وجاء في رسالة بعث الوزير بها إلى أعضاء الحزب الاجتماعي الديمقراطي: "هناك دلالات كثيرة تشير إلى أننا سنستقبل هذا العام مليون لاجئ، وليس 800 ألف، كما توقعت وزارة الداخلية سابقا". هذا وفرضت ألمانيا مؤخرا إجراءات مؤقتة على الحدود مع النمسا في محاولة منها لخفض عدد طالبي اللجوء إلى البلاد. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير إن بلاده ولاعتبارات أمنية ستعيد فرض إجراءات ضبط الحدود على الحدود الداخلية (للاتحاد الأوروبي) مؤقتا، وأن التركيز سيكون أولا على الحدود مع النمسا، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الإجراءات هو الحد من التدفقات الحالية إلى ألمانيا والعودة إلى الإجراءات المعتادة التي تنظم دخول الأشخاص إلى البلاد. وكانت متحدثة باسم شركة السكك الحديدية النمساوية "أو.ئي.بي.بي" أعلنت الأحد أن السلطات ألألمانية قررت وقف حركة القطارات القادمة من النمسا، مشيرة إلى أن رئيس شركة السكك الحديدية الألمانية أبلغ نظيره النمساوي بهذا القرار.
وفي هنغاريا دخل 5809 مهاجرين أراضي البلاد الأحد، وهو رقم قياسي أعلنته الشرطة المحلية الاثنين ، قبل يوم من إغلاق هنغاريا حدودها مع صربيا. وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن صربيا ستحاول "تفعيل" عبور ما بين 25 ألفا و35 ألف مهاجر حدودها باتجاه هنغاريا يوم الاثنين قبل دخول القانون الجديد سريان المفعول، وهو قانون يعاقب عبور حدود البلاد بطريقة غير شرعية بالسجن. يذكر أن المهاجرين الوافدين إلى هنغاريا يحاولون مواصلة سفرهم إلى غرب أوروبا، لا سيما ألمانيا والسويد عبر النمسا، مثلما فعله عشرات الآلاف من المهاجرين خلال الأسابيع الماضية. من جهتها انتقدت مفوضية اللاجئين الأممية تعارض اللوائح الحدودية بين دول الاتحاد المتعلقة بدخول اللاجئين. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الأحد إنه يجب على الاتحاد الأوروبي منع حدوث تعارض في اللوائح الحدودية بين دوله حتى لا يقع آلاف اللاجئين في "مأزق قانوني". ولفتت المفوضية إلى أن اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي الاثنين سيتمخض عن قرارات مهمة للغاية في هذا الخصوص.
المفوضية الأوروبية: أوروبا بانتظار لاجئين أكثر في السنوات المقبلة
هذا ورجح مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة ديميتريس أفراموبولوس تفاقم الأوضاع في ليبيا وسوريا، ما قد يؤدي إلى تدفق أعداد مرتفعة من اللاجئين في المدى القصير والمتوسط. ووصف أفراموبولوس أزمة اللاجئين في أوروبا بأنها اختبار لتكاتف دول الاتحاد الأوروبي. من جانبه قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة الأمير زيد بن رعد الحسين إن على أوروبا التخلي عن سياسة توقيف اللاجئين على الحدود ومعاملتهم بشكل سيء وخصوصا الأطفال منهم. وأشار إلى ضرورة توسيع قنوات الهجرة والتوطين معتبرا أن هذه الإجراءات يمكنها منع موت البشر وضرب المهربين.