تحذير من حرب جديدة في الخليج *** تحاول إيران في كل مرة تأجيج بؤر الفتن في الدول العربية خاصة القريبة منها بحيث تستغل المنتمين الى المذهب الشيعي في تلك البلاد لبسط سيطرتها و العمل على إشعال كل مسكوت عنه وهو الحال في دولة البحرين التي تواجه حاليا حربا شرسة تدور في الخفاء بهدف زعزعة استقرارها وتمتين نفوذ الايرانيين. ق.د/ وكالات لم تعرف العلاقة بين البحرينوإيران الاستقرار يوماً وهذا ما يظهر في قراءة تاريخ المنطقة حتى قبل استقلال مملكة البحرين عن البريطانيين عام 1971 إذ طالبت إيران أيام الشاه محمد رضا بهلوي في ذلك الوقت بضم البحرين إليها باعتبارها المحافظة الإيرانية رقم 14 لتأخذ العلاقة منحى تصعيدياً متواصلاً كما هو الحال في الفترة الأخيرة مع إعلان البحرين عن إلقاء القبض على خلايا إرهابية على صلة وثيقة بإيران والتي كانت آخرها نهاية الاسبوع فيما تصدر البحرين أحكاماً مشددة بحق المتهمين على غرار أحكام سحب الجنسية. ولم تتوقف هذه الادعاءات والمطالبات بضم البحرين إلى إيران في زمن الثورة الإسلامية سواء خلال عهد المرشد روح الله الخميني أو المرشد علي خامنئي. وكانت تتكرر المطالبة بين فترة وأخرى ما أدّى إلى توقف المفاوضات بين البحرينوإيران لاستيراد الغاز في فيفري 2009 بسبب تصريحات أدلى بها مسؤولون إيرانيون في ذلك الوقت. ترجمت هذه المطالبات تاريخياً إلى تدخلات واسعة من الجانب الإيراني في الشؤون البحرينية. توتر دائم ويتحوّل هذا التوتر الدائم بين البلدين أحياناً إلى حالة عداء مفتوحة مثّلت محاولة الانقلاب في المنامة والتي اتهمت فيها إيران عام 1981 إحداها. وتكرّر المشهد عام 2011 عندما بدأت الاحتجاجات الشعبية في البحرين والتي اتهمت إيران بالوقوف خلفها ما أدى إلى تدخل قوات درع الجزيرة لتحصين المنامة وما اعتُبِر مكيدة إيرانية كما أُعلن وقتها. ضاعف هذا التدخل التوتر الإيرانيالبحريني لاحقاً. وصل التوتر في العلاقة بين البلدين منحى خطيرا مع إعلان البحرين القبض على خلايا إرهابية مدعومة من الجانب الإيراني في 30 سبتمبر الماضي. وأعلنت وزارة الداخلية في البحرين القبض على عدد من المشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية ومحكومين ومطلوبين في قضايا إرهابية أخرى . وأوضحت وزارة الداخلية أن هذه الاعتقالات أدت إلى الكشف عن مخبأ للمتفجرات تحت الأرض داخل منزل وضبط موقع آخر بالقرب منه يستخدم كورشة لتصنيع القنابل محلية الصنع بقرية النويدرات وسط منطقة مأهولة بالسكان. واتهمت الوزارة ارتباط المقبوض عليهم بعناصر إرهابية موجودة في العراقوإيران. وفي اليوم الثاني 1 أكتوبر الماضي أعلنت البحرين سحب سفيرها لدى إيران راشد سعد الدوسري واعتبار القائم بأعمال سفارة إيران لدى المملكة محمد رضا بابائي شخصاً غير مرغوب فيه وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة وجاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية البحرينية. وبحسب ما ورد في البيان قالت الخارجية البحرينية إن قرارها جاء بعد استمرار التدخل الإيراني في شؤون مملكة البحرين من دون رادع قانوني أو حد أخلاقي ومحاولاتها الآثمة وممارساتها لأجل خلق فتنة طائفية وفرض سطوتها وسيطرتها وهيمنتها على المنطقة بأسرها من خلال أدوات ووسائل مذمومة لا تتوقف عند حدود التصريحات المسيئة من كبار مسؤوليها . وقال وكيل وزارة الخارجية البحريني عبد الله عبد اللطيف معلّلاً هذه الخطوة من المنامة في وقتها إنه لا توجد دولة في العالم ذات سيادة تقبل بأي تدخل من أية جهة كانت . وفي السياق ذاته وفي مؤتمر حوار المنامة في 31 أكتوبر الماضي أكّد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على أنّ التهديد الذي تمثّله إيران في المنطقة لا يختلف عن تهديد داعش . وأضاف إيران دأبت على تدريب إرهابيين وتمويلهم من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في البحرين واستغلال عدد من المواطنين وتدريبهم على كيفية صناعة العبوات الناسفة وتهريب الأسلحة . وطالب آل خليفة المجتمع الدولي باتخاذ القرارات المناسبة لوقف التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة داعياً الدول للاهتمام بالتدخلات الإيرانية كاهتمامهم بالاتفاق النووي مع طهران الذي تم التوصل إليه في جويلية الماضي. حملة اعتقالات وعادت السلطات البحرينية إلى إعلان إلقاء القبض على خلية مؤلفة من 47 عنصراً قاموا بتصنيع وحيازة متفجرات وأسلحة في مناطق نائية في البلاد. واتهمت السلطات البحرينيةإيران بالوقوف بشكل مباشر خلف الخلية الإرهابية. وذكرت وزارة الداخلية البحرينية في بيانها أنّ نتائج أعمال البحث والتحري تشير إلى أن التنظيم على صلة وثيقة بجهات إيرانية وعناصر إرهابية مقيمة في إيران فضلاً عن تلقي عدد منهم تدريبات بمعسكرات إيرانية على استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات . في المقابل لم يصدر أي تصريح من الجانب الإيراني حول هذه الاتهامات حتى اللحظة إلّا أن وكالات الأنباء الإيرانية كانت قد استبقت أي تصريحات منتظرة بنشر أخبار عمّا اعتبرته تنديداً بحملة الاعتقالات والمداهمات في البحرين . ونشرت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) ووكالة أنباء فارس أخباراً عن حملة اعتقالات تعسفية تطال مواطنين بحرينيين في استباق لأي تصعيد محتمل بخصوص الخلايا الإرهابية . إلى ذلك أصدرت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى البحرينية حكماً بالسجن وإسقاط الجنسية البحرينية عن خمسة متهمين بالتخابر مع إيران والتدريب على استخدام الأسلحة وحيازة متفجرات. وحكمت المحكمة على المتهمين الخمسة بالسجن المؤبد ومصادرة المضبوطات وإسقاط الجنسية عنهم. وكانت النيابة العامة البحرينية قد اتهمت المحكوم عليهم في سبتمبر 2014 بحسب وكالة الأنباء البحرينية بأنهم سعوا وتخابروا مع دولة أجنبية (إيران) ومن يعملون لمصلحتها للقيام بأعمال عدائية ضد مملكة البحرين بأن سعوا وتخابروا مع أفراد الحرس الثوري الإيراني للقيام بأعمال تفجير داخل المملكة . واتهمت شخصين من الخمسة بالسفر إلى إيران وتلقي تدريبات عسكرية على صناعة واستخدام المتفجرات. واتهمت النيابة العامة البقية بالتحريض وتقديم المساعدة للمتهمين الأول والثاني للقيام بأعمال تخريبية. هذا وقد حاكمت السلطات البحرينية المتهم الأول والثاني حضورياً بينما لم تقبض حتى الآن على بقية المتهمين الذين صدرت بحقهم الأحكام