يعد مرض الزهايمر أو خرف الشيخوخة واحد من أكثر الأمراض شيوعا وانتشارا بين الناس كما أنه لا يملك علاجا فعالا يقضي عليه رغم أنه واحد من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية ولكن ليومنا هذا لا تزال الأبحاث كثيفة لإيجاد الأسباب المؤدية لهذا المرض وكيفية تجنبها ولعل أكبر تحدي تواجهه عائلة المريض هو كيفية العناية به فالمريض تتغير طباعه كثيرا ويصبح صعبا إرضاؤه فالذي يعتني بمريض الخرف يلزمه الكثير من الصبر لأن التعامل مع المرض صعب في بعض الأحيان والاعتناء بمرضى الزهايمر ليس بالأمر الهين ويزداد صعوبة إذا اجتمع مع الفقر والقصة التي سنعرضها هي لسيدة أصيبت حماتها بمرض الزهايمر فحولت حياتها إلى جحيم قالت جهيدة بداية كان زواجي تقليديا فأنا في الواقع لم أكن موافقة عليه لأن والدته ظهرت بطباع حادة وبعد قرابة الأسبوع من زواجي بدأت تأمرني وتطلب مني أن أقوم بتنظيف البيت لوحدي فقد كانت تعاملني كخادمة وهذا كله دون أن يحرك زوجي ساكنا فقد كان لا يبالي بالذي كانت حماتي تقوم به وبطريقة معاملتها لي فزاد هذا الأمر من معاناتي وحتى أهلي كانوا لا يولون اهتماما كبيرا بالذي كنت أعانيه فقد كانت والدتي تطلب مني أن أصبر على معاملتها السيئة وأنها سوف تتغير مع الوقت فالواقع كانت حماتي تظن بأني أخذت منها ولدها فقد كانت تبدو لي في بعض الأحيان وكأنها تعود لسن الشباب فلم تكن جد متقبلة لفكرة تقدمها في السن مرت السنين وأنا أتجرع كافة أنواع الإهانة من طرفها ورغم أني رزقت بثلاثة ذكور وبنت إلا أن هذا لم يغير شيئا من طباعها العنيفة ضدي وبعد أن شارفت حماتي على بلوغ الثمانين من عمرها بدأت ألاحظ عليها كثرة النسيان فلم تعد تتذكر أين تضع أشيائها كما أنها بدأت تخلط بين الناس ولا تتعرف عليهم بسهولة ولعل أصعب ما في الأمر هو نسيانها لمواعيد أخذها لدواء السكري الخاص بها وهنا طلبت من زوجي عرضها على طبيب مختص لأن حالتها كانت تتدهور يوما بعد يوم وقد جاء تشخيص الطبيب أنها مصابة بمرض الزهايمر وقد علمت من الطبيب بأنه مرض مزمن ولا يمكن علاجه كما أنه قد يجعل المريض أكثر عنفا وتصدر عنه تصرفات صبيانية جدا ومن هنا بدأت قصة معاناة مختلفة. لقد علمت منذ البداية أن مرض حماتي سأتحمله وحدي فمنذ أن سمعت بناتها بمرضها قطعن عنها الزيارة فالكل كان متخوفا من تحمل المسؤولية فبعد تغير طباعها صار من الصعب تحملها فقد صارت تتصرف كالأطفال في بعض الأحيان كما أنها استمرت في معاملتها السيئة لي فقد كانت تنعتني بأبشع الأوصاف وترفض تناول الطعام الذي أحضره لها وتتعمد إلقاءه أرضا كما أنها كانت تقوم في بعض الأحيان بتحريض أولادي ضدي من خلال تلفيقها للأكاذيب ولكن رغم كل ذلك لم يسهل علي تركها أو التفريط فيها خصوصا أن جل أبنائها تركوها لأتحمل أنا وزوجي مسؤوليتها فمهما تكن هي أمه وحماتي فلكثرة المشاكل التي نتجت عنها أصبت بإرتفاع ضغط الدم وصرت أنا الأخرى مريضة لكن رغم كل ذلك لم أحقد عليها ومع مرور الوقت قلت عدوانيتها وكان هدفي هو نيل الثواب وإرضاء الله تعالى قبل إرضاء زوجي وكان من الواجب رعايتها وهي في فراش المرض فمصيرنا نكبر نحن أيضا فنجد من يتولى أمورنا ويساعدنا ختمت بذلك وخلاصة القصة هو واجب إلغاء النظرة الدونية بين الحماة والعروس وتحسينها لكي يعم الخير في هذا المجتمع ويعيش الكل في سلام.