عشرات الأشخاص كوّنوا عصابة تزوير باستخدام أختام مقلّدة *** * أحكام ما بين 12 سنة والبراءة لأفراد عصابة تزوير هويات الإرهابيين -- كشفت جلسة محاكمة 15 متّهما من أصل 27 كوّنوا شبكة دولية لتزوير وتقليد أختام الدولة لصالح الجماعات الإرهابية النشطة بالجزائر أنها كانت وراء تقليد أختام كلّ من وزارة الدفاع الوطني ووزارة الداخلية والجماعات المحلّية إلى جانب ختم المديرية العامّة للأمن الوطني ووزارة العدل وتمكين الإرهابيين من التنقّل بكلّ حرّية باستعمال سيّارات مسروقة وهويات مزوّرة يزوّرها نابغة في الإعلام الآلي بمساعدة المتّهم الرئيسي وهو شبه عسكري. طوت محكمة جنايات العاصمة الملف بتوقيع عقوبات متفاوتة تراوحت بين 05 و10 و12 سنوات سجنا والبراءة في حقّ المتّهمين الذين كان نشاطهم ينطلق من إحدى الشقق بمنطقة دالي ابراهيم التي حوّلها صاحبها النابغة (ب. محمد) إلى وكر لدعم الجماعات الإرهابية بالهويات المزيّفة والسيّارات المسروقة رفقة شريكه شبه العسكري (ن. السبتي) الذي جنّد عشيقته رفقة 25 متّهما آخرين في حين كانت تتهدّدهم أحكام بين 3 و5 و20 سنوات سجنا من طرف النيابة العامّة. رخص سياقة مزوّرة مقابل 2500 دينار الإيقاع بالشبكة -حسب قرار إحالة المتّهمين على العدالة لمواجهة جناية الانخراط في جماعة إرهابية وتكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة والتزوير واستعمال المزوّر في هيكل مركبات ولوحات الترقيم غير مطابقة وتقليد أختام الدولة واستعمالها وحمل سلاح حرب والمشاركة في تكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة- كان بتاريخ 2 سبتمبر 2006 حين تمكّن عناصر الشرطة التابعون للشرطة القضائية بفرقة البحث والتدخّل بأمن ولاية الجزائر من إلقاء القبض على المتّهم (ب. محمد) في حدود الساعة العاشرة ليلا وهو على متن سيّارة ملك للمتّهم الرئيسي (ن. السبتي) وبحوزته رخصة سياقة تحمل صورته بهوية كاذبة باسم (ح. السعيد) والتي أقرّ بأنه شخصيا من قام بتزويرها عن طريق جهاز السكانير رفقة البطاقة الرمادية لسيّارة من نوع (بيجو) والتي صرّح بخصوصها بأنها بطاقة مزيّفة باستعمال جهاز السكانير بطلب من المتّهم (ن. السبتي) مقابل مبلغ 2550 دينار والذي كان بمثابة الوسيط بينه وبين باقي الأشخاص الذين تكفّل بتزوير وثائقهم بعدما احترف التزوير منذ عام 2000 بعدما كان يتعامل مع عدّة أشخاص قبل أن يتعرّف على (ن. السبتي) الذي أصبح يعمل معه عن طريق الطلبيات وهو من أبناء الحي بمحض إرادته ورغبته في عدم التعامل مباشرة مع أصحاب الطلبيات. شقّة في دالي ابراهيم تتحوّل إلى جمهورية موازية للوثائق الرسمية مواصلة للتحرّيات تنقّلت مصالح الشرطة لمنزل (ب. محمد) الكائن بدالي إبراهيم أين تفاجأت بوجود عدّة أدوات وأغراض مخصّصة للتزوير ووثائق مزوّرة مع عدّة أختام منسوخة بالقرص الصلب الخاصّ بالكمبيوتر والتي كان من أبرزها (الختم الدائري الخاصّ بالأمن الوطني الحامل لعبارة الأمن الوطني الحضري المرادية الختم الدائري الحامل لكتابة وزارة الدفاع الوطني ختم رئيس دائرة بئر مراد رايس الحامل لعبارة من الوزير وبتفويض من رئيس الدائرة الجيش الوطني الشعبي مديرية المستخدمين وختم وزارة العدل الحامل لعابرة مجلس قضاء المدية). وقد صرّح المتّهم خلال استجوابه بأنه تسلّم الأختام من عند (السبتي) ولم يستعلمها وقد احتفظ بها للاحتياط لاستعمالها في حال توفّر الطلب عليها عدا ختم رئيس دائرة بئرمراد رايس كما اعترف بتزوير الهويات التي تمّ ضبطها منها نسختان طبق الأصل تخصّان بطاقتي التعريف الوطنية الأولى باسم (ز. رابح) والثانية باسم (بغداد باشا) واللتان تحملان صورة لنفس الشخص (رابح) وهو إرهابي خطير محل بحث ليضيف أنه استلمها من عند نفس المتّهم بغرض استنساخها بالسكانير مع تبديل الهوية التي اختلقها من مخيّلته وكذا البطاقة الرمادية لسيّارة باسم الإرهابي (عزيزي محمد). وعن 54 صورة شمسية خاصّة ب 21 شخصا فقد صرّح المتّهم بأن (ن. السبتي) قدّمها له لاستعمالها في الوثائق التي تستوجب وجود الصور الشمسية للمعنيين بالأمر. عون شبه عسكري يستغلّ عشيقته لتزوير وثائق رسمية من جهته المتّهم الرئيسي وهو شبه عسكري سابق لدى توقيفه قال إنه يعرف المتّهم (ب. محمد) وأنه استعان به في تزوير عدّة وثائق منها الدفتر العائلي ورخصة سياقة حيث أكّد أنه قام بتزوير الدفتر العائلي باسم مستعار (روايقية محمد) ليتمكّن من المبيت رفقة شقيقة زوجته في الفنادق وأن تزويره لرخصة السياقة فقد جهل مصيرها كونها ضاعت منه وعن سبب تزويره لرخصة سياقة باسم مستعار فقد أكّد أنه كان بغرض التهرّب من الأمرين بالقبض الصادرين ضده من محكمة البليدة وبومرداس وأكّد أنه لا يحوز على أيّ وثيقة أخرى مزوّرة كما اعترف بتزوير هوية إرهابي سلّمها له المتّهم (ق. سفيان) وزوّر وثائق سيّارة استولت عليها الجماعات الإرهابية وسبق له أن تعامل في سرقة المركبات. أمّا عشيقة المتّهم (ق. ليندة) فقد صرّحت بأن جواز السفر الذي تمّ حجزه في منزله خاصّ بها وهو غير مزوّر وقد سرق منها خلسة حتى لا تتمكّن من مغادرة التراب الوطني وأنها على علاقة غرامية معه منذ 3 سنوات وكانت تبيت معه في الفنادق بالجزائر وقد قام بسرقة بطاقة تعريف شقيقتها من حقيبتها دون علمها وهذا كلّه لمغالطة أصحاب الفنادق قصد المبيت رفقتها بهوية مزوّرة نافية معرفتها بقيامه بتزوير الدفتر العائلي باسم شقيقتها. وتميّزت جلسة المحاكمة باعتراف المتّهمين الموقوفين بجرم التزوير مقابل مبالغ مالية نافين علاقتهم بالجماعات الإرهابية فيما نفى البقية علاقتهم بالملف.