فتحت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف أكبر عملية تزوير أقدمت عليها الجماعات الإرهابية في الجزائر، وهو تزوير أختام ملك لوزارتي الداخلية والدفاع، وكذا أختام خاصة بمديرية الأمن الوطني أين مثل 26 متهما أمام المحكمة، وسط حراسة أمنية مشددة وحضور قوي لأهالي المتهمين الذين ينحدرون من ولايات بومرداس، باتنة، غليزان والعاصمة. قرار الإحالة كشف الكثير من الحقائق، في حين كشفت المحاكمة على حقائق أكبر عند استجواب المتهمين في ساعات متأخرة من يوم أمس، ومن أهم ما كشف القرار أن المتهم الرئيسي في القضية زور بطبيعة تخصصه في مجال الإعلام الآلي عدة أختام خاصة بالدولة، لتسهيل تنقل أفراد الجماعات الإرهابية، بالإضافة لتزويره دفترا عائليا قام بموجبه الذراع الأيمن له بالدخول عن طريقه إلى عدة فنادق برفقة المتهمة في القضية على أنها زوجته، وهي في الحقيقة مجرد رفيقة، كما كشف القرار تورط مدرب في الكراتيه في قضية التزوير التي مست هيآت أخرى، منها المديرية العامة للجمارك. فبعد توقيف الجلسة لمدة ساعتين كاملتين، تم خلالها سماع الثلاثة متهمين كانوا في حالة فرار سلموا أنفسهم قبل المحاكمة، تم استئناف القضية أين قرأ قرار الإحالة ليتم توقيف الجلسة مرة أخرى واستأنفت في المساء. المتهمون وحسب ما أشارت له ''الحوار'' في عدد سابق يواجهون تهما عديدة، منها ارتكابهم جناية الانخراط في جماعة إرهابية، تكوين جماعة أشرار التزوير واستعمال المزور، تقليد أختام الدولة واستعمالها، التزوير واستعمال المزور في هيكل مركبات، وحمل سلاح حرب، والسرقة الموصوفة، حيث ثبت استخدام عناصر إرهابية لهويات مزورة في عملية تنقلاتهم. هذا إلى جانب تهمة التزوير واستعمال المزور، وتقليد أختام الدولة، حيث حجزت مصالح الأمن في عملية تفتيشها لبيت المتهم (ب.محمد)''، الذي يعد المتهم الرئيسي في القضية ورأس العصابة رفقة (ن.السبتي)، على عدة أختام مزورة منها الختم الدائري الخاص بالأمن الوطني، والذي يحمل عبارة ''الأمن الوطني الحضري المرادية''، وضبطت مصالح الأمن في إطار تحرياتها للكشف عن ملابسات القضية في بيت المتهم الرئيسي على الختم الدائري الحامل لكتابة ''وزارة الدفاع الوطني الجيش الوطني الشعبي مديرية المستخدمين''، كما تم حجز الختم الخاص بوزارة العدل والحامل لعبارة ''مجلس قضاء المدية''. كما تم العثور على شهادتي ميلاد مختومتين بختم وزارة الخارجية، وسبع بطاقات رمادية خاصة بعدة سيارات تم تزوير أرقامها السرية، أما ببيت المتهم ''ن.السبتي'' الذي يعد الذراع الأيمن للمتهم الأول فقد ضبطت مصالح الأمن أختاما إضافية خاصة بهيآت رسمية أخرى، منها المديرية العامة للجمارك وتزوير وثائق سيارة من نوع بيجو .206 هذا وأشار التحقيق إلى أن المتهمين يستخدمون السلاح الناري في تنفيذ عمليات السرقة التي يتورطون فيها، حيث تم ضبط أسلحة نارية في حوزة المتهمين.