تعيش أكثر من 30 عائلة بحي الشهيد عباس الحاج بالشلف داخل بيوت هشة قابلة للانهيار في أية لحظة، مشيدة من الصفيح والزنك وسط ظروف مأساوية لا تصلح لحياة البشر. كانت ل »أخبار اليوم«جولة في عين المكان لرصد الوضعية الكارثية التي تعيشها العائلات، ذهلنا من مظهرها، فهي مشيدة من صفائح الزنك والبلاستك والطوب وتتواجد بالقرب من واد سيدي أمحمد بإحدى منحدرات بلدية تاجنة، وما زاد الأمر معاناة انتشار الروائح الكريهة المقرفة وكثرة القوارض والحشرات والعقارب التي حولت حياة السكان إلى كابوس مزعج، فهم لا يشعرون بالأمان لا على أنفسهم ولا على أولادهم من لسعات العقارب وعضات الجرذان التي تتغذى على كل أنواع القاذورات، وتنقل بذلك أمراضا خطيرة للجميع. كما وصف السكان وضعيتهم بأنها غير إنسانية، فالسكنات لا تتوفر على أدنى شروط العيش الكريم، خصوصا فصل الشتاء أين تغرق سكناتهم مع أولى قطرات المطر، بسبب هشاشة الأسقف والجدران المشيدة بطريقة عشوائية، مما يسهل عملية تسرب المياه إلى الداخل. وأثناء الأيام الممطرة تبدأ معاناة العائلات، فتقضي ليال بيضاء تصارع المياه المتسربة من مختلف التشققات والثقوب وزوايا الأسقف الهشة، فالوضع المزري أصاب العديد من الأطفال بأمراض مختلفة، فالحساسيات الجلدية والربو باتت تلازم سكان الحي، وهذا نتيجة الرطوبة العالية وزيادة نسبة التلوث، فهم يتجرعون مرارتها كلما تساقطت الأمطار. وصف لنا السكان حياتهم بالبدائية والريفية، مع انعدام أدنى شروط العيش الكريم، بالرغم من أنهم يعيشون على بعد أمتار من مقر البلدية حسب تعبير أحدهم، فالمسالك الداخلية للحي تتحول إلى أوحال بالشتاء وإلى غبار بالصيف يدخل إلى كامل هذه البيوت الشبيهة بالأكواخ، وهو ما جعلهم يتكبدون المعاناة، وبالخصوص في فصل الشتاء، أين يستحيل على السكان الخروج والتنقل خاصة بالنسبة للأطفال المتمدرسين، مما يجعلهم ينتعلون أحذية بلاستيكية لتجنب الأوحال والمياه الراكدة التي تقطع الطريق على الراجلين، وأما أصحاب السيارات فحدث ولا حرج، ففي الكثير من الأحيان تصاب بعض السيارات بأعطاب ميكانيكية نتيجة الحفر التي تخفيها المياه والأوحال. مئات العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية ببلدية تاجنة في ولاية الشلف تنتظر تدخلا عاجلا من السلطات المحلية، الأمر الذي من شأنه أن يقلل معاناة السكان، فهم يطالبون السلطات بأن تأخذ على عاتقها مهمة تحسين وضعية الحي أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة كباقي المواطنين الجزائريين.