سطرت ولاية الجزائر برامج سكنية، تتضمن أكثر من خمسة آلاف وحدة سكنية، من المرتقب تسليمها في السداسي الأول من سنة 2010 في إطار القضاء على السكنات الهشة والعمارات القابلة للإنهيار، ورغم ما تم تجسيده من مشاريع على أرض الواقع خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الميدان كشف العديد من النقائص· حي دودو مختار، ببلدية بن عكنون في العاصمة، ما هو إلا نموذج من الأحياء التي لم تمسها أي عملية تهيئة، ولا تزورها أعين المسؤولين إلا في المناسبات ومواعيد الإنتخابات· سكان الحي طالبوا السلطات المحلية بتسوية وضعيتهم، التي أضحت تنذر بكارثة حقيقية خاصة في ظل الظروف المعيشية القاسية، وسط التهميش واللامبالاة الذي تنتهجه السلطات تجاههم· المعاناة داخل البيوت القصديرية بدأت منذ عدة سنوات داخل بيوت، أقل ما يقال عنها أنها لا تصلح لحياة البشر تحت أسقف البنايات الهشة، والقابلة للإنهيار في أي لحظة·· بيوت شيدت من صفيح الزنك والبلاستيك، تتكون من غرفتين وشبه مطبخ، حجم الغرفة الواحد لا يتعدى 03 متر مربع يتقاسم فيها أفراد العائلة نومهم· حي دودو مختار، الذي يضم عددا لا يستهان به من العائلات، أصبح إحدى النقاط السوداء التي تشوه وجه بلدية بن عكنون، صورته الخارجية توحي بالبؤس وكل أنواع المعاناة، خاصة مع انعدام التهيئة داخل مسالك الحي، ناهيك عن غياب غاز المدينة، الأمر الذي يجبر السكان على قطع مسافات بعيدة لأجل قارورات غاز البوتان، ويتكبدون مرارة ملئها في فصل الشتاء وسط البرد القارص، الذي يجتاح المنطقة المعروفة ببرودتها كونها من المناطق المرتفعة· الحي بوضعيته الكارثية غير آمن على صحة قاطنيه، حيث تهددهم أوبئة وأمراض مزمنة كالحساسية والربو بسبب حدة الرطوبة التي تجتاح سكناتهم الهشة· أضف إلى ذلك تسربات المياه القذرة التي أضحت تشكل ديكورا خارجيا بسبب اهتراء قنوات الصرف الصحي· أمام جملة المشاكل التي حولت حياة السكان إلى جحيم، يناشد سكان الحي السلطات المحلية، اتخاذ الإجراءات اللازمة بترحيلهم·