(نشأت ملحم) يتحوّل إلى كابوس في تل أبيب *** تحوّل شهداء الانتفاضة الفلسطينية إلى شوكة رعب في قلب الاحتلال الصهيوني فلم يطفئ اغتيال الأبطال غليل الأحقاد في صدور الأعداء الباحثين عن (الإبادة) الجماعية لكل ما هو عربي وإسلامي على أرض فلسطين ولقد كشف الاحتفاظ ب (جثامين) الشهداء وعلى رأسهم البطل (ملحم) قمّة الرعب الذي يحاصر (بني صهيون). يبدو أن هناك اعتبارات أخرى خلف الاحتفاظ بجثمان منفّذ عملية تل أبيب ترتبط برغبة الاحتلال في استعادة هيبتها وترميم قوّة ردعها مقابل فلسطينيي الداخل فرغم مرور أربعة أيّام على إعدام منفّذ عملية تل أبيب نشأت ملحم من بلدة عارة داخل أراضي 48 ما زالت دولة الاحتلال ترفض تسليم جثمانه لعائلته بدعوى أنها تخشى تحول جنازته إلى مظاهرة مؤيدة للانتفاضة. وتنتظر الشرطة التي اعتقلت نحو عشرة من أقرباء ملحم حتى الآن أن تتعهد عائلة ملحم بتطبيق شروطها ومنها (عدم استغلال مراسم الدفن للتحريض) والحضّ على عمليات أخرى. (يؤكّد محمد ملحم -من بلدة عرعرة البلدة التي قتل فيها نشأت- غضب العائلة على استمرار احتجاز جثمانه ويعتبر ذلك انتقاما من الأهالي ومحاولة لترهيبهم). * أحقاد خفية ورعب يتجلّى الرعب في استمرار سلطات الاحتلال في مداهمة قريتي عارة وعرعرة وتفتيش البيوت وتحطيم محتوياتها واعتقال أبنائها بدعوى البحث عن متعاونين مع منفذ عملية تل أبيب لكن هناك من يرى في ذلك تعبيرا عن عودة دولة الاحتلال لسياسة استعداء المواطنين الفلسطينيين فيها بعد فشل سياسة الاحتواء. ويؤكد محمد ملحم -من بلدة عرعرة البلدة التي قتل فيها نشأت- غضب العائلة على استمرار احتجاز جثمانه ويعتبر ذلك انتقاما من الأهالي ومحاولة لترهيبهم باستغلال جو الكراهية للعرب السائد في إسرائيل. ويرفض ملحم -وهو الناشط في اللجنة الشعبية بالبلدة- شروط الشرطة (التعجيزية) ويقول إن أحدا لا يستطيع حرمان مواطن من المشاركة الإنسانية والواجبات الاجتماعية في إكرام الميّت بدفنه. ويعتقد عضو الكنيست جمال زحالقة (القائمة المشتركة) أن ذلك انعكس بتعميم السلطات صورة نشأت ملحم غارقا بدمائه فضلا عن رغبتها في حرمان أهله من دفنه وقيامها بحملات دهم واسعة تعكس رغبتها بالبحث عن صورة (انتصار) تعيد لمواطنيها الثقة بالنفس. ويشير زحالقة إلى أن هذه الحاجة تأتي بعدما لازمت دولة الاحتلال حالة حرج وإرباك نتيجة نجاح ملحم بتنفيذ عملية في قلب تل أبيب وانسحابه بسلام (لكن فلسطينيي الداخل الذين أعلنوا موقفا رسميا معارضا للعمليات العسكرية -خاصة ضد المدنيين- يرفضون ضغوطدولة الكيان ومحاولاتها استغلال الحادثة لإخضاعهم). ويؤكّد رئيس لجنة المتابعة العليا (وهي الهيئة التمثيلية العليا لفلسطينيي الداخل محمد بركة ل (الجزيرة نت) أنهم لن يتنازلوا عن هويتهم الوطنية مقابل كل أشكال الترهيب والترغيب مشدّدا على أن فلسطينيي الداخل ليسوا (لقمة سائغة) ولن يسمحوا بالعودة لفترة الخوف في الخمسينيات والستينيات. * ألف عملية فلسطينية في ثلاثة أشهر في ذات السياق قدم موقع ويللا الإخباري التابع لدولة الاحتلال جملة من الإحصائيات الجديدة الخاصة بموجة العمليات الفلسطينية التي اندلعت ضد الإحتلال منذ ثلاثة أشهر وأوقعت ثلاثين قتيلا وخمسمئة مصاب. وذكر مراسل الموقع أفنير بوروخوف أن أكتوبركان الأكثر اشتعالا في حين شهد نوفمبر مضاعفة لعمليات الدعس بالسيارات ووصل عدد الهجمات الفلسطينية حتى نهاية ديسمبر إلى ألف عملية وأضاف أن من بين ألف هجمة فلسطينية خلال ما تُسمّى (انتفاضة السكاكين) يمكن الحديث عن مظاهرات فلسطينية وإلقاء حجارة وعمليات طعن بالسكاكين ودعس بالسيّارات وإطلاق نار وهناك 296 عملية وقع فيها قتلى وجرحى صهاينة وصل عددهم إلى ثلاثين قتيلا وخمسمئة مصاب من بينهم 340 مدني والباقي جنود وقال كذلك إن العمليات الفلسطينية تركزت في الشهر الأول بمدينة القدس التي شهدت 420 عملية نفذها 145 فلسطيني بينهم 29 من شرقي القدس ومثلهم من الخليل وعدد من الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر لكن العدد الأكبر من مدن الضفة الغربية. من جهته أخرى ذكر المراسل العسكري للموقع ذاته أمير بوخبوط أن جيش الإحتلال اقتحم مقر جامعة بيرزيت قرب رام اللّه وسط الضفّة الغربية وصادر عددا من (المواد التحريضية) والأعلام التابعة ل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبعض الحواسيب والوثائق الأمنية وقال إن عملية الاقتحام تأتي كجزء من حملة يقوم بها الجيش لوقف ما سمّاه (التحريض الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية) مضيفا أن الحملة تخلّلها مداهمة إذاعات محلية تدعو لتنفيذ الهجمات ضد الإسرائيليين وتبارك المنفّذين وتمّ اعتقال عدد من الطلاّب. كما بدأ جيش الاحتلال حملة لتعقب شبكات التواصل الاجتماعي لوقف أصحاب الصفحات الذين يظهرون رغبتهم في تنفيذ عمليات مسلحة. وأشار المراسل إلى أن بيرزيت تعتبر من أكبر الجامعات الفلسطينية وتخرّج منها الشهيد يحيى عياش الملقّب ب (المهندس) والذي اغتالته دولة الكيان عام 1996 وقد شهدت الجامعة العام الماضي انقلابا تاريخيا من خلال فوز الكتلة الإسلامية التابعة ل (حماس) بانتخابات مجلس الطلاّب.