أبدى سكان بلدية الناصرية الواقعة شرق ولاية بومرداس استياءهم و تذمرهم الشديدين إزاء جملة المشاكل الكثيرة التي يتخبطون فيها منذ أمد طويل ،حيث و حسب هؤلاء فان بلديتهم لم تستفد من أية مشاريع من شانها أن ترفع الغبن عنهم و بالتالي تنسيهم سلسلة المشاكل المطروحة و التي لم تلق استجابة من قبل المسؤولين الذين يبقون كالمتفرج للوضع المزري الذي يعيشونه. فبالرغم من أن بلدية الناصرية شرق بومرداس تتوفر على موقع استراتيجي هام،فهي تقع بالطريق الوطني رقم 12 الذي يربطها بولاية تيزي وزو،بومرداس و العاصمة و كذا البلديات الساحلية على غرار منها كاب جنات،دلس،..إلا أن ذالك لم يشفع لها في الحصول على نصيبها من التنمية مقارنة بالدوائر الأخرى التي تستفيد كل سنة من مشاريع تنموية متنوعة. كما يشتكي شباب البلدية من غياب أدنى فرص العمل فما عادا الصيف الذي يغتنمون فيه الفرصة لبيع البطيخ باعتبار البلدية مشهورة بإنتاج مثل هذه الفواكه،حيث يبيعونها على الطريق الوطني رقم 12،غير انه مع حلول فصل الشتاء تنغص البطالة جسدهم في ظل غياب أدنى فرص العمل،و هو ما تذر له الشباب الذين لجأ بعضهم إلى عالم الانحراف و المخدرات لعل هذا ينسيهم متاعب الحياة اليومية خاصة في ظل الارتفاع الفاحش لأسعار المواد الاستهلاكية. طرقات مهترئة...و غياب لمحطة نقل تشهد معظم الطرقات المؤدية إلى أحياء بلدية الناصرية شرق بومرداس اهتراء كبير خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار،إذ تتحول إلى مستنقعات يستحيل المشي فيها،ناهيك عن عزوف الناقلين عن الدخول إلى معظم الحياء و القرى خوفا من تعرض مركباتهم إلى إعطاب فتزيدهم أعباء مالية هم في غنى عنها. و قد أكد السكان أن الطريق المؤدي إلى وسط المدينة تتواجد في وضعية مزرية،حيث يعاني مستعملو الطريق المرين نتيجة اهتراء الطرق لدرجة يقول محدثونا انه تشعر انك في قرية نائية و ليس في وسط المدينة،فوضع الطرقات وسط المدينة لا تختلف عنها تلك التي تتواجد في الأحياء و القرى،التي هي الأخرى تتواجد في حالة كارثية،و هو ما استاء له المواطنين الذين طالبوا بالتدخل السريع للسلطات المعنية و على رأسها البلدية من اجل إعادة تهيئتها و بالتالي وضع حد لمعاناتهم خاصة في أيام التساقط. و في سياق متصل عبر محدثونا عن استياءهم الشديد من غياب محطة نقل حضري بالبلدية،حيث لا يزال مواطنوها ينتظرون حافلات النقل المتجهة إلى العاصمة و بومرداس أو تيزي وزو و دلس على حافة الطريق الوطني رقم 12، حيث تفتقد هذه المواقف إلى الواقيات التي من شانها أن تقيهم من المطر الغزير شتاءا و من أشعة الشمس اللافحة صيفا ما يتطلب التدخل العاجل للسلطات البلدية و على رأسها مديرية النقل لولاية بومرداس التفكير جديا من اجل انجاز مشروع بناء محطة. أكد سكان البلدية أنهم يتجرعون الأمرين في ظل غياب أدنى المشاريع و على رأسها السكنية التي من شانها التخفيف من الأزمة الخانقة التي تعرفها العائلات،مؤكدين أن ملفاتهم لا تزال مكدسة في أدراج البلدية و الدائرة دون أن ترى النور،مضيفين في ذات السياق انه رغم أزمة السكن التي تعرفها البلدية،إلا أن العديد من السكنات التي تتوفر عليها البلدية لم توزع بعد،رغم أن الأشغال قد انتهت منذ سنوات عدة،مشيرين إلى أن البلدية لم تستفد من أي مشروع سكني منذ سنوات عدة،ما عادا مشروع إعادة إسكان المنكوبين و ضحايا التفجير الانتحاري الذي عرفته البلدية في جانفي من سنة 2008. و قد أكد السكان في هذا الصدد أن هناك من اغتنم فرصة ترميم شقته و استفادت من شقة أخرى،كما هو الحال بالنسبة للعائلات الساكنة بالشاليه،حيث استفادت من شقة غير أنها لا تزال تحتفظ بالشاليه لكي تتحصل على شقة أخرى،و هو ما تذر له السكان الذين طالبوا من السلطات المعنية التدخل العاجل من اجل وضع حد لمثل هذه الممارسات. قارورات الغاز تلاحق السكان حتى في فصل الصيف كما يشتكي السكان من مشكلة أخرى زادت من معاناتهم و هي غياب الغاز في اغلب قرى و أحياء البلدية،ما جعلهم يلجأون حتى إلى البلديات المجاورة من اجل اقتناء قارورة غاز التي يعد توفرها في بلديتهم بالضروري،خاصة في هذا الفصل المتميز ببرودة قاسية يتطلب الاستعمال الكبير لهذه المادة،لذالك يطالب هؤلاء من السلطات البلدية التدخل العاجل من اجل برمجة مشروع تزويد أحياء و قرى البلدية بمادة غاز المدينة. من جهتهم شباب البلدية يتخبطون في بطالة طيلة السنة،و هو ما دفع ببعض الشباب لسلك طريق الانحراف و المخدرات،فالزائر لبلدية الناصرية يصطدم عند مدخل البلدية باصطفاف الشباب بصورة مذهلة لدرجة تخيل انك في معلب أو ساحة عمومية،حيث يتخذ الشباب من المنطقة المحاذية لمدخل البلدية فضاء متنافسا لهم في ظل غياب المساحات الخضراء بالبلدية و توفر ساحتهم المفضلة على أشجار الكاليتوس ،و هو ما ساهم في استقطاب الشباب لتلك المنطقة دون سواها،حيث أكد البعض منهم أن الفراغ أنهكهم و جعل العديد منهم ينحرف رغم أن البلدية معروفة بطابعها المحافظ مشيرين في السياق ذاته إلى أن النشاطات الثقافية شبه منعدمة بدار الشباب و أن العديد من الجمعيات الناشطة بالبلدية لا تمارس المهام التي انشأت من اجلها حسب السكان.