حلول عقيمة للحرب من جنيف إلى لندن *** يبدو أن الأزمة السورية ستستمرّ إلى أجل غير معلوم في الوقت الذي يعجز فيه قادة العالم عن الوصول إلى حلّ جذري للأزمة ولبحار الدماء التي تسيل على أرض سوريا منذ قرابة ال 5 سنوات فبين الموت تحت الغارات وبين أحضان الجوع والبحار فإن السوريين يموتون بالمئات ولا بصيص أمل في الأفق ينقذ ما تبقّى من الشعب السوري. ق.د / وكالات ألقت أجواء (تعليق) مفاوضات جنيف السوري الأربعاء المنصرم ظلالا ثقيلة على مؤتمر لندن ل (دعم سوريا والمنطقة) والذي انطلق على الرغم من طابعه الإنساني ونفي المتحدّث باسم الخارجية البريطانية إدوين سامويل أن يكون المؤتمر بديلا للمحادثات السياسية المتعثّرة في سويسرا. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في كلمة افتتاح أعمال المؤتمر أن (الأزمة السورية لن تنتهي إلاّ بمرحلة انتقال سياسي). وحثّ كاميرون أطراف النّزاع في سوريا على العودة إلى طاولة الحوار غداة تعليق مفاوضات السلام بين الجانبين في جنيف وقال: (لن نتمكّن من بلوغ حلّ طويل الأمد للأزمة في سوريا إلاّ مع انتقال سياسي وعلينا مواصلة العمل في هذا الاتجاه على الرغم من الصعوبات). أمّا الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون فاعتبر أن التكثيف المفاجئ للقصف الجوّي والنشاط العسكري في سوريا بتقويض محادثات السلام ودعا الأطراف إلى العودة إلى طاولة التفاوض وأضاف في مؤتمر المانحين في لندن أنه (من المؤلم أن تتقوّض الخطوات الأولى للمحادثات بسبب عدم وصول القدر الكافي من المساعدات الإنسانية وبسبب تكثيف مفاجئ للقصف الجوّي والأنشطة العسكرية داخل سوريا). كما حمّلت كلّ من واشنطن وباريس النظام السوري وحليفته روسيا مسؤولية نسف مفاوضات جنيف عبر السعي إلى (حلّ عسكري) للنّزاع المستمرّ منذ خمس سنوات. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري (مواصلة الهجوم الذي تشنّه قوّات النظام السوري مدعومة بالغارات الرّوسية على مناطق تسيطر عليها المعارضة أظهرت بوضوح الرغبة لدى النظام وموسكو بالسعي إلى حلّ عسكري بدلا من إتاحة المجال أمام التوصّل إلى حلّ سياسي). وفي كلمة له أمام (الداعمين) قال وزير الخارجية الأمريكي إن نظيره الرّوسي سيرغي لافروف وافق خلال محادثة هاتفية بينهما يوم الخميس على ضرورة مناقشة سبل تنفيذ وقف لإطلاق النّار في سوريا. وبعيدا عن منصّات الخطابة وكلمات الوفود المشاركة انشغلت جلسات العمل لمؤتمر لندن أكثر بالأوضاع السياسية في سوريا. وأكّدت جلسة بعنوان (داخل سوريا) أن (تحسين الحياة اليومية يتطلّب إجراءات بناء ثقة تعزّز العملية السياسية) وأن (الاستقرار المدني يجب أن يدعّم تنفيذ الاتّفاق السياسي عبر بيئة آمنة لجميع الأطراف). ووجّهت الجلسة الخاصّة ب (داخل سوريا) والعملية السياسية نداء إلى (المجتمع الدولي للتفكير في آليات دعم العملية السياسية على أساس الاعتراف بوحدة سوريا واستقلالها وهويتها غير الطائفية وفق القرار 2254). وحسب تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية فرح دخل اللّه فإن (الجهود الدولية ستنصبّ لتحقيق الاستقرار كجزء أساسي لمساندة هيئة الحكم الانتقالي والمساعدة في تأمين الظروف المناسبة لها لتتمكّن من ممارسة شؤون الحكم بفعالية وتحقّق المصالحة).