كوفي عنان يرافع لصالح مشاركة طهران في "جنيف 2" لا تزال حقيقة الغارة التي استهدفت سوريا في الخامس من الشهر الجاري تثير الكثير من الجدل وتتوالى التقارير التي تتهم إسرائيل بإستخدام قواعد تركية لتنفيذ الهجوم وسط نفي قاطع لكل من أنقرة وتل أبيب، فيما لا تراوح الأوضاع في المنطقة مكانها مع تواصل القتال بين الطرفين المتصارعين أمام الصمت الحالي عن مساعي الحل السياسي الذي تجتهد كبرى الدول في طرحه وفرضه على الجانبين في ظل الجدل القائم بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا حول مشاركة إيران في مؤتمر ”جنيف 2”، حيث تصر الأولى على رفضها مشاركة طهران فيما تشدد موسكو على حتمية أن تكون إيران طرفا فعالا في المؤتمر الدولي الذي طال انتظاره ولم يحدد موعده إلى غاية اليوم. نفى أمس وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ما تداولته الأخبار من معلومات عن استخدام إسرائيل لقاعدة جوية تركية استهدفت مستودعات الأسلحة قرب اللاذقية في الخامس من الشهر الجاري، مؤكدا أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، وقال الوزير أن بلاده لن تكون شريكا في أي هجمات مماثلة، فيما ذكرت تقارير روسية أن طائرات حربية إسرائيلية استخدمت قاعدة تركية للقصف من الجهة البحرية مستودعات أسلحة قرب اللاذقية شمال غرب سوريا في الخامس جويلية وكانت تسريبات إعلامية تحدثت في وقت سابق عن استهداف إسرائيل لمستودعات تضم صواريخ ”ياخونت” الروسية المضادّة للسفن وفي الوقت الذي اكتفت فيه السلطات السورية بالصمت متجنبة التعليق عما تتداوله التقارير الإعلامية، نفت إسرائيل الأمر وأكد وزير دفاعها أنه لا وجود لأي صلة لتل أبيب بقصف الخامس من الشهر الجاري، كما تحدثت مصادر إعلامية عن مناقشة الحكومة الإسرائيلية أمس الأول خلال اجتماعها هذا الموضوع وجددت نفيها للعملية وقال وزير الأمن الاستراتيجي أن التسريبات الأمريكية والاتهامات الموجهة لإسرائيل بشأن الغارة قد تؤدي إلى مواجهة بين سورية وإسرائيل. إلى ذلك تحدثت صحيفة ”تلغراف” الصادرة أمس إلى أن بريطانيا تخلت عن فكرة تسليح المعارضة حيث نقلت الصحيفة عن مصدر قريب من مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن هذا الأخير تخلى عن خططه السابقة لتسليح مقاتلي الجيش الحر، مشيرة إلى أن القيادة العسكرية البريطانية حذرته من هذه الخطوة التي قد تورط بريطانيا في حرب واسعة النطاق وقالت الصحيفة أن الشخصيات العسكرية أكدت لكاميرون أن تزويد المعارضة لن يغير من الوضع الراهن في المنطقة الذي تتفوق فيه القوات النظامية عسكريا، مشيرة إلى مخاوف وقوع هذه المساعدات في أيدي المتطرفين ما يشكل خطرا طويل الأمد على الأمن البريطاني، كما استبعدت بريطانيا وهي أول من طالب ودعم خيار تعديل حظر توريد السلاح في سوريا الذي فرضه الاتحاد الأوروبي سعيها لفرض حظر جوي على سوريا خشية جر لندن إلى نزاع يدوم أشهرا طويلة، خاصة وأن النظام السوري يمتلك منظومات عسكرية قوية للدفاع الجوي. من جانبه أعرب كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة من موسكو عن قناعته بضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي، لخدمة القضايا الشائكة في العالم على غرار الأزمة السورية، ودعا المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا من موسكو إلى عدم تحميل الأممالمتحدة مسؤولية الوضع في المنطقة، لأن كل شيء يتوقف على الدول الأعضاء النافذة في الأممالمتحدة مشيرا إلى تشتت المعارضة السورية وأضاف أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يتحدث بصوت واحد ليلعب دورا فعالا في تسوية الأزمة السورية، مشيرا إلى ضرورة عقد مؤتمر ”جنيف-2” في القريب العاجل، كما شدد على مشاركة إيران في اتخاذ القرار.