شح الأمطار أدى إلى كساد الملابس الشتوية الصولد السبيل الوحيد للتجار لتجنب الخسارة يقدم الكثير من التجار وفي مختلف دول العالم مرتين في السنة على فتح عروض التخفيضات أين تعرض مختلف السلع بأسعار مذهلة فتخفيضات موسم الشتاء في بلادنا تكون من 18 جانفي إلى غاية نهاية شهر فيفري أما تخفيضات فصل الصيف تكون ما بين نهاية شهر أوت وسبتمبر وهو الأمر الذي يسمح للعديد من المواطنين باقتناء العديد من الملابس التي لا يستطيعون اقتناءها في باقي الأيام بالنظر إلى غلاء سعرها إلا أن الصولد هذه السنة كانت له ميزة خاصة. عتيقة مغوفل عرفت العديد من محلات بيع الملابس والأحذية في العاصمة إقبالا كبيرا من طرف الزبائن مع بداية فترة الصولد فقد كانت فرصة لهم من أجل الظفر بأحسن الماركات وبأثمان معقولة إلا أن هؤلاء الزبائن اختاروا اقتناء الملابس الخفيفة التي تناسب فترة الربيع وكذلك الملابس الصيفية رغم أنها موضة الصيف الفارط إلا أنهم اقتنوها والسبب في ذلك أن حرارة الجو المرتفعة تلوح بحلول فصل الصيف مبكرا هذه السنة ولكن ومن جهة أخرى بقي الباعة حائرين بسبب تكدس ملابس الشتاء لديهم الأمر الذي أجبرهم على تخفيض الأسعار لتجنب الخسارة وتحقيق ولو هامش بسيط من المداخيل. التخفيضات تسيل لعاب الزبائن المتجول خلال هذه الفترة في شوارع العاصمة يلاحظ أن العديد من أصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع الملابس والأحذية قد ألصقوا لافتات الصولد على الواجهات وذلك من أجل بيع مختلف السلع التي لديهم وغالبا ما تكون السلع التي يبيعها هؤلاء سلعا قديمة من الموسم الفارط ولم يتمكنوا من بيعها فاستغلوا موسم الصولد من أجل ترويجها والجدير بالذكر أن أغلب اللافتات التي كانت معروضة تثير انتباه وفضول كل من يمر بجانب تلك المحلات فقد وصلت التخفيضات حتى 70 بالمائة ورغم أن هذه النسب مغرية إلا أن المواطنين يؤكدون أن التجار يتحايلون عليهم والأسعار المعروضة لا تعبر عن أسعار الصولد الحقيقية وإنما هي أسعار لم تعرف تخفيضات كبيرة فحسب الزبائن فإن التجار يقومون برفع الأسعار قبل فترة (الصولد) وبحلول فترة (الصولد) يقومون بتخفيض الأسعار حتى يوهمون المواطنين أنهم خفضوا الأثمان في حين أنهم قاموا بعرض السلع بأسعارها الحقيقية لكن تجار آخرين اختاروا التخفيض خاصة وأن أغلب الألبسة الشتوية بقيت في محلاتهم في هذا الموسم بسبب شح الأمطار الأمر الذي دفعهم إلى تخفيض أسعارها وعرضها بأسعار مغرية قصد الشروع في اقتناء الألبسة الربيعية. اعتدال الطقس يدفع الزبائن إلى الملابس الخفيفة دخلنا بعض المحلات التجارية لنعرف مدى إقبال المواطنين على السلع ولكن ما شد انتباهنا أن الكثير من الزبونات اللائي قابلناهن على اعتبار أن المحل مخصص لبيع الملابس النسائية كن يقتنين بعض الملابس الخفيفة الخاصة بفصل الربيع وما شد انتباهنا أيضا أنهن كن يقتنين حتى الملابس الصيفية التي لم يستطعن شراءها الموسم الماضي بسبب ارتفاع أسعارها فكانت فرصة لهن حتى يشترينها بأبخس الأثمان خلال موسم الشتاء ومن أكثر المتربصات بمثل هذه الفرص هن العرائس والمقبلات على الزواج وقد تقربت(أخبار اليوم) من بعض الزبونات اللائي كن موجودات في المحل من أجل معرفة رأيهن في أسعار الصولد وكان أول من تقربنا منها (سمية) التي تبلغ من العمر 21 سنة طالبة كانت تمسك بيدها كنزتين صيفيتين بألوان جميلة وباهية تقربنا منها لنعرف السبب الذي جعلها تختار تلك الملابس الخفيفة عوض الملابس الشتوية فردت بالقول أن اعتدال الطقس دفعها إلى ذلك وهو الأمر الذي جعلها تتربص بفرصة (الصولد) وتشتري الملابس الخفيفة قبل أن يحل موسمها وترتفع أثمانها والسبب في ذلك حسب (سمية) ارتفاع أسعار الملابس المستوردة بسبب الأزمة الاقتصادية. كساد الأحذية الشتوية عبر المحلات خرجنا من محل بيع الملابس ودخلنا محلا آخر بجواره إلا أن هذا الأخير كان محلا خاصا ببيع الأحذية ولكن ما شد انتباهنا أن الزبائن لم يقبلوا على شراء الأحذية الشتوية بقدر ما كانوا يقبلون على شراء الأحذية الخفيفة الخاصة بموسم الربيع وقد لمحنا سيدة كانت برفقة ابنتيها كانت تشتري لهما الأحذية واختارت الأحذية الخفيفة تقربنا منها من أجل أن نعرف السبب فأجابتنا السيدة أن الصولد فرصة لها من أجل أن تقوم بكسوة ابنتيها بالملابس والسبب أن الأسعار المعروضة تناسبها من جهة ومن جهة أخرى فإن فصل الشتاء سيغادر باكرا هذه السنة ولاحاجة بالملابس الشتوية وإنما الملابس الربيعية هي الأكثر ملاءمة مع اعتدال الطقس.