تعرف محلات بيع الملابس والأحذية وغيرها من المحلات التي تعلن "الصولد" فوضى حقيقية هذه الأيام سيما وأنها تتزامن مع أول مراحل التقشف التي بدأت ملامحها تظهر في المجتمع الجزائري في حين أرجعها البعض إلى موسم الشتاء الاستثنائي لهذا العام. بلاغ حياة سارة حيث سارع بعض التجار الذين تشهد محلاتهم ركودا غير مسبوق في تعليق لافتات من أجل استقطاب الناس كتب عليها بالخط العريض "صولد ب 50 بالمائة" أو "20 بالمائة" أو "60 بالمائة" وأكثرها يتعلق بالألبسة الشتوية. وعليه فموسم الصولد الذي يتميز بالتخفيضات المغرية التي بدورها تستقطب الكثير من الزوار والغريب في ذلك تجد كل تاجر أو بائع يشرحها وفقا لمفهومه وثقافته لكن لا نزال بعيدين جدا عن نظام التنزيلات المعمول به بالدول الأوربية. "بزار حمزة".. يعرف الظاهرة هذه الأيام وللغوص في الموضوع أكثر نزلت "الحياة العربية "إلى المركز التجاري "حمزة" بباش جراح الذي يشهد ظاهرة الصولد بكثرة هذه الفترة، حيث ثبت لنا من خلال الجولة التي قمنا بها أن بعض التجار لا يعرفون المعنى الحقيقي للصولد إذ فسر لنا البعض بأنه وسيلة للتخلص من السلعة التي لا تباع بينما يربطه البعض الآخر بفكرة التخلص من السلع القديمة لعرض الجديدة. بينما لم يكترث البعض الآخر بالصولد ومثل هؤلاء يقومون بإخفاء سلعتهم التي لم تسوق ويعاودون عرضها الموسم القادم، بينما يخطئ بعض البائعين في تحديد الوقت الذي ينطلق فيه موسم التنزيلات وهذا ما خلق حالة من الفوضى فالكل يبيع حسب هواه ويخفض متى يشاء. من جهة أخرى ونظرا لجو الطقس الذي تعيشه الجزائر هذا العام ليس كما تعودنا عليه في الأعوام الماضية فمعظم الألبسة الشتوية لم يشتريها الجزائريون سببه واضح بعدم وجود البرد الشديد. .. مصطلح "الصولد" لا يتناسب مع جيوب الجزائريين وفي ذات السياق يجد بعض التجار صعوبة في التعامل مع المواطن عند حلول موسم الصولد وحول هذه المشاكل تقربت "الحياة العربية" من بعض الباعة للاستفسار أكثر حول الموضوع، أمين بائع ملابس نسائية والذي يمتهن تجارة الملابس منذ سنوات ويطبق نظام "الصولد" في كل موسم حيث يقول "أتعجب من المواطن الذي تجلبه كلمة صولد فيأتي للمحل ويسألني هل حقا هنالك تخفيض؟ أم أن السلعة فيها عيب لذا لم تتمكن من بيعها؟ ويضيف "بينما يعتقد آخرون أني أتخلص من سلعتي حتى أتوقف عن مزاولة النشاط أو أغيره بنشاط آخركما يفعله بعض التجار والكارثة هي أن بعض المواطنين يقصدون محلي في وقت الصولد ويطلبون أن أراعيهم في الثمن فأتعجب من سؤالهم". أمينة إحدى المشتريات قصدناها بسؤالنا حول الموضوع فأجابت بأن الصولد في بلادنا غير منتظم فرغم هذا المصطلح الذي يعني بأنه هناك انخفاض في الأسعار إلا أنه يكون ثمنه غالي هذا ما أكدته لنا. أما روميسة أجابت أن المعاطف النسوية في معظم المحلات تعرف الصولد وهي بدورها اقتنت واحدة من ماركات عالمية وبسعر خيالي نظرا لعدم شرائه هذا العام وسببه عدم وجود البرد كما في الأعوام الماضية.