الرئيس بوتفليقة مخاطبا الملك محمد السادس: ** أكّد رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة في برقية وجّهها إلى العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة الذكرى ال 27 لإعلان قيام الاتحاد المغاربي أن تحقيق وحدة المغرب العربي باتت (أكثر من ضرورة) في وقت تتعرّض فيه المنطقة (لتحدّيات على جميع المستويات). جاء في برقية رئيس الجمهورية: (يطيب لي بمناسبة إطلالة الذكرى السابعة والعشرين لإعلان قيام اتحاد المغرب العربي أن أتوجّه إلى جلالتكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي بخالص التهاني وصادق التمنّيات لكم بموفور الصحّة والسعادة وللشعب المغربي الشقيق موصول التقدّم والرفاهية). واستطرد الرئيس بوتفليقة قائلا: (وأغتنم هذه المناسبة الغالية التي نستحضر فيها تلك الآمال المشروعة التي لطالما راودت شعوبنا في استرجاع حرّيتها واستقلالها وفي تعزيز تضامنها وتلاحمها لأجدّد لكم حرص الجزائر العميق وعزمها الرّاسخ على العمل مع سائر شقيقاتها في المنطقة في سبيل الحفاظ على مكتسبات هذا الإنجاز التاريخي والسعي الجادّ من أجل تطوير مؤسّساته وهياكله وإعادة النّظر بعمق في منظومته التشريعية ومنهجية عمله ضمن استراتيجية مغاربية منسجمة ومندمجة من شأنها أن تجسّم هذا المشروع الحضاري) وأضاف أن هذا المشروع (يمثّل الإطار الأنسب لتمتين علاقات التعاون بين أقطارنا وبلوغ أعلى المستويات من الأمن والاستقرار في فضائنا الجهوي). إن تحقيق وحدة المغرب العربي -يؤكّد رئيس الدولة- (بات أكثر من ضرورة في وقت يشهد فيه العالم تنامي عدد التجمّعات الإقليمية والدولية وتتعرّض فيه منطقتنا لتحدّيات ورهانات كبيرة على جميع المستويات والأصعدة وهو ما يدعونا بإلحاح إلى العمل على مغالبتها وإبقاء مغبّتها في إطار تكتّل متماسك العرى موحّد الصفّ وتجسيد طموحات شعوبنا إلى المزيد من الاندماج والوحدة والتضامن). فوراية يحذّر من انفجار الوضع في المغرب العربي حذّر الدكتور أحمد فوراية رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة من تداعيات التدخّل العسكري في ليبيا الذي سيساهم في تفجير الوضع في دول المغرب العربي وحرق المنطقة برمّتها على اعتبار أن هذا التدخّل في ليبيا سيفتح الباب مستقبلا للتدخّل في شؤون بلدان أخرى مجاورة وباستخدام نفس الحجّة والمبرّر وهو محاربة تنظيم (داعش) الذي فقد البوصلة ويتستّر تحت غطاء الدين لارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية. ودقّ فوراية في بيان له تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه أمس ناقوس الخطر بشأن تزايد التهديدات الإرهابية المحدقة بالجزائر لا سيّما ما تشهده ليبيا من انتشار السلاح في أيدي الجماعات المتطرّفة أو ما يعرف اصطلاحا بتنظيم (داعش) الذي أصبح ينمو بشكل مخيف بدعم من القوى الغربية. وفي هذا الصدد أشار رئيس الحزب إلى انعكاسات هذا التدخّل على الأمن القومي للجزائر والذي قال إنه من شانه أن يساهم في نزوح آلاف اللاّجئين الليبيين إلى الجزائر ويزيد الوضع الإنساني تدهورا لا يختلف عمّا تشهده سوريا. ومن هذا المنطلق وخوفا على أمن الجزائر دعا أحمد فوراية الجزائر إلى عدم المشاركة في أيّ تدخّل عسكري في ليبيا من منطلق موقفها الثابت وهو عدم التدخّل في الشؤون الداخلية لأيّ بلد كان وأن تبادر باعتبارها محورا هامّا وفاعلا في شمال إفريقيا والعالم العربي فضلا عن أنها تشكّل ثقلا دبلوماسيا كبيرا للعمل إلى تفادي أيّ تدخّل بالتنسيق مع البلدان العربية ودول الجوار قصد إيجاد مخرج سلمي والوصول إلى اتّفاق يرضي جميع الأطراف الأشقّاء الفرقاء في ليبيا درءا للمخاطر التي ستحرق المنطقة برمّتها لأن أمن الجزائر من أمن ليبيا وتونس والمغرب. كما حثّ رئيس حزب الشباب الحكّام العرب على الالتفاف لإيجاد مخرج للوضع المتدهوّر في ليبيا التي يراد لها أن تكون النموذج الثاني المستنسخ عن سوريا لتفتيت وحدة الأمّة مثمّنا الجهود التي تبذلها الجزائر في محاربة الإرهاب الأعمى الذي يتربّص بها عبر الحدود ويدعو كلّ الشباب إلى عدم الانسياق وراء السموم والشعارات الزائفة التي دمّرت بلدان بأكملها وحوّلتها إلى أطلال. أحزاب وشخصيات موريتانية تدعو إلى تفعيل الاتحاد دعت أحزاب وتنظيمات وشخصيات سياسية موريتانية إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي وتحويله إلى حقيقة واقعية قادرة على مواجهة التحدّيات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تواجه شعوب المنطقة. وأكّد عديد من رؤساء الأحزاب وشخصيات سياسية وإعلامية خلال ندوتين نظّمتا مساء الثلاثاء بالعاصمة الموريتانية نواكشوط بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتأسيس الاتحاد (17 فيفري 1989) على دور النخبة المثقّفة المغاربية في التوعية لتفعيل الاتحاد المغاربي وخلق جسور الثقة بين شعوب هذا الصرح لتحقيق تكامل اقتصادي ومجابهة التحدّيات التي تواجه دول المنطقة. وقال المشاركون في ندوة نظّمتها جمعية التواصل المغاربي بعنوان (رؤية النخبة الموريتانية لكلفة عدم اندماج مغاربي فعّال) إن (الدول المغاربية أمام تحدّيات جمّة أبرزها ما يتعلّق بالأمن وتجارة المخدّرات والجماعات المسلّحة) والتي لا يمكن للدولة القطرية مواجهتها لوحدها. ونبّه رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني حاتم صالح ولد حننا إلى ما اعتبرها (الهجرة القادمة من الجنوب) والتي تتّخذ من معبر الدول المغاربية مستقرّا بعد أن تفشل في الوصول إلى وجهتها ما يؤدّي إلى مزاحمة المواطن المنهك أصلا على وطنه ما يستوجب تفعيل اتحاد مغاربي قادر على مواجهة التحدّيات وفي أسرع وقت. أمّا الوزير الأوّل السابق يحيى ولد أحمد الوقف فقد شدّد على (دور الاتحاد المغربي حال وجوده في التكامل الاقتصادي وتسريع وتيرة النمو في السوق المغاربية التي يقدّر حجمها المشترك بمائة مليون أورو إذ يمكن مضاعفته في حال تجاوز المشاكل التي تعيق قيام الاتحاد المغاربي).