تحيي الجزائر اليوم الذكرى ال62 لمجازر الثامن ماي 1945 على وقع رفض فرنسا الاعتراف بجرائمها والاعتذار عنها، وتتوقف »أخبار اليوم« في هذا الحوار مع السيد نور الدين عيطر رئيس جمعية 8 ماي 45 بخراطة عند أبرز محطات هذه الجمعيات التي تأسست في خراطة قبل عشرين سنة من الآن، كما يتحدث عن ضحايا هذه المجازر التي تعتبر وصمة عار في جبين الاستعمار. * أخبار اليوم: ميلاد جمعية 8 ماي 45 كان في خراطة.. لماذا؟ الأستاذ عيطر: يرتبط اسم خراطة من الجانب التاريخي بالمؤتمر التأسيسي لجمعية 8 ماي 45 التي أشرف على تأسيسها المجاهد المرحوم محمد البشير بومعزة في 8 ماي 1990، حيث أعلن رسميا من مدينة خراطة التاريخية ميلاد جمعية 8 ماي 45 بحضور شخصيات تاريخية وسياسية والأعضاء المؤسسين والذي من خلاله تم بناء مشروع الحفاظ على الذاكرة الجماعية بناء على توصيات المؤتمر والتي تتمحور حول: إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945 إعطاء الصبغة الوطنية للتظاهرة رد الاعتبار للدور التاريخي لمنطقة خراطة. التعريف بالمنطقة بالنواحي التالية: (التاريخية، الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية والسياحية). * أعطيتم لمدينة خراطة شعارا ينتسب مع الحدث: خراطة صحوة التاريخ والذاكرة لمجازر 8 ماي 1945 ما هو تعليقكم؟ هو الشعار الذي حرص عليه المرحوم بشير بومعزة في خطاباته من خلال الملتقيات التاريخية للجمعية في سعيدة 1993، سطيفقالمةجيجل تيقزيرت ومن خلال نداءات الجمعية التي لا تزال تناضل من أجل إعطاء الصبغة القانونية للحدث حفاظا على الذاكرة الجماعية. ماذا عن الحدث والعنوان؟ أننا مقبلون اليوم على إحياء ذكرى عزيزة علينا وعلى كل الجزائريين، ذكرى أليمة ومشرفة بمآثرها، إنها الذكرى ال 65 لمجازر الثامن 1945 ، هذه الذكرى التي وقعت في قلوبنا موقع الاعتزاز والفخر بأجداد ضحوا بأنفسهم في سبيل الله وفي سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. إننا اليوم وإن كنا مطالبين بالحفاظ على إنجازات أبائنا وأجدادنا، فمن باب أولى أن نحفظ الذاكرة ونخلد الذكرى... لأنها أمانة في أعناقنا وأننا معنيون كلنا، فهلا اجتمعنا جميعا كل في موقعه وكل حسب مستواه ومسؤولياته لنتعاون من أجل تقديم أقل ما يمكن تقديمه وفاء لشهدائنا الأبرار. وأنتم تعلمون أن التاريخ قيل عنه شعاع من الماضي ينير الحاضر والمستقبل، وأنه ذاكرة الأمة .. والذاكرة للأمة كالذاكرة للفرد تماما بها نعي ماضيها ونفسر حاضرها ونستشرف مستقبلها. وعليه فشعار المؤتمر التأسيسي لجمعية 8 ماي 45 بمدينتنا خراطة وتحت إشراف المرحوم بشير بومعزة هو: شعب بلا ذاكرة، هو شعب بلا تاريخ، فنحن اليوم من خلال جمعيتنا نسعى ونلح على ضرورة إحياء وبعث الذاكرة الجماعية. والشعب الجزائري المخلص الأبي قيل عنه بأنه يصنع التاريخ ولا يؤرخ. ونحن من خلال هذه التظاهرة نهدف إلى إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 45 وخلق الجو الثقافي والتاريخي وحتى الرياضي لتحسيس المجتمع والشباب خاصة شباب مدينة خراطة المحترم بأهمية الذكرى يخلد المجازر. دماء الشهداء أمانة في أعناقنا جميعا. إدن من خلال تعليقكم فخراطة تبقى دائما صانعة الحدث ؟ - نعم نقول هذا ونوصي الجيل القادم وجيل الشباب دراسة التاريخ والبحث عن أمسه وجذوره وأن يحب وطنه وبلدته، لأن خراطة صنعت التاريخ ولا تزال تصنع التاريخ لأن طيلة مراحل ثورتنا استمر إعطاء منطقتنا كمعين لا ينضب عبر معارك جماعية، وعمليات فردية جعلت العدو يكثف وجوده في المنطقة عبر ثكنات ومعتقلات لا تزال آثارها شاهدة وأحداث 08 ماي 45 تدل على ذلك، حيث أن خراطة اتخذتها فرنسا نموذجا لبقية مناطق القطر الجزائري لترهيبها حاولت من خلالها قمع النشاط السياسي في المنطقة وقطع الاتصالات السرية بسطيف وما جاورها ورغم ذلك يبقى الحدث في ذاكرة أبنائنا وقفة تأمل وتدبر نستخرج منه العبر ونعي الدرس. فهاهي الذكرى اليوم تعود من جديد نحتفل بها ليجدنا دائما أوفياء لشهدائنا الأبرار ونعمل دوما لتحقيق أمانيهم التي لا حدود لها ، إنها أماني تحقيق العدل في ظل الأمن والكرامة والسلم للإنسان الجزائري ولكل إنسان محروم من حقه في هذا الكون.