أشادت سفيرة ورئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في الجزائر السيدة لورا بايزا أمس الأول بالعاصمة بالمكانة التي يكنها الاتحاد الأوروبي للجزائر التي لن تعد ذاك البلد النامي مثلما يراها البعض، وإنما تصنف ضمن البلدان التي تشهد تحولات اقتصادية هامة كما أنها تعتبر شريكا هاما ومحوريا لدى الاتحاد الذي خصص لها وعلى مدار الثلاث سنوات المقبلة 172 مليون أورو. وأكدت المسؤولة ذاتها خلال مائدة مستديرة نظمت بالمجلس الشعبي الوطني حول العلاقات بين الجزائر والإتحاد الأوروبي في هذا السياق أن الإتحاد الأوروبي يرى في الجزائر بلدا جارا ذي أهمية إستراتيجية وشريكا محوريا في الفضاء الأورو-متوسطي وكذا طرفا فاعلا في الشراكة بين الإتحاد الأوروبي وإفريقيا، مضيفة أن الشراكة بين الطرفين تهدف إلى المساهمة في جعل من منطقة المتوسط منطقة سلام واستقرار وازدهار وإلى تطوير التبادلات الثقافية والبشرية بين الشعوب. وذكرت بأن اتفاق الشراكة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي الموقع سنة 2002 والذي دخل حيز التنفيذ سنة 2005 من أجل إنشاء منطقة تبادل حر يجري تطبيقه بشكل عادي مؤكدة أن التحضير لمجلس الشراكة الخامس المرتقب في شهر جوان القادم يشهد تقدما جيدا وأن اجتماعات كبار المسؤولين على مستوى مختلف اللجان الخاصة ومجموعات العمل القطاعية تعقد بشكل منتظم. وأبرزت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي الديناميكية التي تطبع العلاقات بين الجزائر والإتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة من خلال زيارة أربعة مفوضين أوروبيين إلى الجزائر إضافة إلى المحادثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ببروكسل. وأوضحت السفيرة أن هذه اللقاءات على أعلى مستوى توجت بالمصادقة على خارطة الطريق المتعلقة بمرافقة اتفاق الشراكة وتطبيقها مذكرة بأنه تمت المصادقة على الوثيقة خلال الإجتماع الأخير للجنة الشراكة في سبتمبر 2008، مضيفة أن الأمر يتعلق بمسار الإصلاحات الإقتصادية وإنشاء اقتصاد السوق وتطوير الهياكل القاعدية الإقتصادية وترقية الموارد البشرية وتعزيز دولة القانون والحكم الراشد، مشيرة إلى أن الإتحاد الأوروبي خصص للجزائر غلافا ماليا بقيمة 220 مليون أورو للفترة 2007-2010 في حين أن البرنامج الجديد يتضمن مبلغا إجماليا بقيمة 172 مليون أورو للفترة الممتدة من 2011-2013. وعن التعاون الثنائي في المجال السياسي أكدت السفيرة عن الاتحاد بالجزائر أن هذا الأخير يعكس وضع التعاون الشامل الذي بلغ أوجهه، مشيرة إلى أن الجزائر تلعب دورا هاما وتشارك في أغلبية البرامج والمبادرات المطبقة في إطار التعاون الإقليمي للشراكة الأورومتوسطية، وحول الإتحاد من أجل المتوسط أوضحت أن الجزائر كانت فاعلا حيويا في مسار برشلونة وساهمت كليا في وضع الإتحاد من أجل المتوسط. من جهته، أكد سفير إسبانيابالجزائر السيد غابريال بوسكيتس الذي يضمن بلده الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي أن أولويات إسبانيا تتمثل في تعزيز وتحويل وتجديد الإتحاد الأوروبي بعد دخول معاهدة لشبونة حيز التطبيق في شهر ديسمبر، مضيفا أن إسبانيا ستتأكد من تطبيقها الفعلي ومن تعزيز السياسة الخارجية، مشيرا أن الأمر يتعلق بإعادة بعث الإقتصاد من خلال نمو مستدام واستحداث مناصب الشغل، موضحا أن هذه المعاهدة تمنح فرصة تنمية إقتصادية لا يمكن أن تتحقق دون المواطن الأوروبي الذي يتوجب علينا أن نضمن له الأمن والسلم والحرية، مضيفا أن إسبانيا تركز نشاطاتها سيما على المتوسط وأمريكا اللاتينية، على أن تمنح الأولوية للمتوسط وتحديدا قمة الإتحاد من أجل المتوسط المقررة في جوان ببرشلونة، مؤكدا أن سياسة المتوسط لم تتدخل لكسر الكتلة الإفريقية والشرق الأوسط، خاتما كلامه بالقول أن الجزائر تعتبر شريكا أكيدا ومميزا بالنسبة للإتحاد الأوروبي خاصة وأنها ممون تاريخي موثوق، مما يجبر الإستمرار في التحرك معها.